أبدع ووسع مداركك
«اجْتِهادُكَ فيما ضُمِنَ لَكَ وَتَقصيرُكَ فيما طُلِبَ مِنْكَ دَليلٌ عَلى انْطِماسِ البَصيرَةِ مِنْكَ»
نبدأ بالمعنى الظاهرى للحكمة، هناك أشخاص يضيعون وقتهم فى العمل دون إبداع، أو بلغة العصر «شخص نمطى روتينى» يخشى خوض أى مغامرة، وليست لديه نظرة مستقبلية أو رؤية أو قدرة على التغلب على المشاكل.
أما المعنى الباطنى للحكمة، فهو أن هناك عبادًا منغمسون فى البحث عن الأشياء المادية المضمونة، ويبتعدون عن أى شىء معنوى يقربهم من المولى عز وجل.
الجزء الأهم وهو البصيرة، لأنها معنوية، وبه عنصر نفسى وروحانى، والنفسى أصبح مرتبطًا بالروحانى فى علم النفس الحديث.
وينطوى مصطلح الاستبصار (بالإنجليزية: insight) فى علم النفس على معانٍ عدة من أهمها: النظر إلى الوضع بوصفه كلًا، وتبين العلاقات فى هذا الكل، وإدراك الروابط بين الوسائل والهدف، والاستفادة من تلك الوسائل فى الوصول إلى الهدف، والتعلم أو الفهم الواضح والمباشر للوضع دون استخدام سلوك المحاولة والخطأ على نحو ظاهر.
ولعل المعنى الأكثر شيوعًا لهذا المصطلح فى نظرية التعلم هو المعنى القائل: إنه الإدراك المفاجئ للروابط المفيدة بين عناصر فى البيئة. والاستبصار بوصفه حلًا لمشكلة ما يتبع عادة عددًا من المحاولات غير الناجحة لإيجاد الحل. ففى المرحلة التالية لتلك المحاولات غير الناجحة تدرك عناصر الموقف فى روابط (علاقات) مختلفة. وإذا انطوت إحدى هذه الروابط على حل للمشكلة، فسرعان ما يؤخذ بهذا الحل.
أما الجزء الروحى فى البصيرة فهو أن يرى إنسان ما لا تراه أنت، يدرك أمورًا لا تدركها أنت، وهى نعمة من الله يهبها لمن يشاء من عباده تحتاج بذل مجهود للحفاظ عليها، والبصيرة مذكورة فى كل الأديان.
إن أهم شىء هو رؤية الحقائق الروحية. كثير من الناس أعمى عن هذه، يرون جيدًا بما فيه الكفاية مع العين الجسدية، لكن عينهم الداخلية عمياء، لذا فإن فهمهم لهذا العالم معيب، فالصورة المادية واضحة، لكن البصيرة الروحية قاتمة.
هذه الظلمة من القلب ينتج عنها الموت الروحى.
الخلاصة من الحكمة: أبدع ووسع مداركك وتخلص مما يعوق البصيرة والقدرة على الوصول إلى الله.