سيبها لربنا
مر اليوم الأول من رمضان كريمًا كعادته، روحانيًا فى أجوائه، لكنه بالتأكيد كان صعبًا فى ضغوطه، مثله كمثل باقى الشهور فى هذه الفترة. لذلك خصصنا اليوم لـ«حكمة عطائية» نتعلم منها الكثير فى حياتنا، كى نعيش بشكل أفضل، دون أن نحمّل أنفسنا ما لا طاقة لنا به، تقول: «أَرِحْ نَفْسَكَ مِنَ التَّدْبيرِ. فَما قامَ بِهِ غَيرُكَ عَنْكَ لا تَقُمْ بهِ لِنَفْسِكَ».
الراحة هنا راحة للعقل والنفس وتصفية الذهن من الهموم، وإشارة إلى أن الله هو مدبر الكون كله وأن كل الأمور بيده، فعندما تعتقد أنك دبرت أمورك بنفسك دون تفويض إلهى، ستجد نفسك مرهقًا نفسيًا تعانى من ضغوط عديدة تنعكس على أدائك ومزاجك وصحتك، أما إذا تعلمت أن تفوِّض الله ستجد راحة بال غير عادية.
دعونا نتكلم عن التأثير النفسى لضغوط الحياة.
أظهرت دراسات متعددة أن هذه الضغوط العاطفية المفاجئة - خاصة الغضب - يمكن أن تؤدى إلى نوبات قلبية، وعدم انتظام ضربات القلب وتصل بك إلى الموت المفاجئ.
وعلى الرغم من أن هذا يحدث فى الغالب لدى الأشخاص المصابين بالفعل بأمراض القلب، لكن بعض الناس غير المصابين بأى مشاكل صحية يؤدى التوتر الحاد إلى إصابتهم بنوبة قلبية أو ما هو أسوأ من ذلك.
عندما يبدأ الإجهاد والتوتر بالتدخل فى قدرتك على العيش حياة طبيعية لفترة طويلة، يصبح الأمر أكثر خطورة، وبالطبع كلما طالت فترة الإجهاد، كان الأمر أسوأ بالنسبة للعقل والجسم، ويتمثل هذا السوء فى الشعور بالإرهاق، وعدم القدرة على التركيز، والانفعال دون سبب وجيه، وصولًا إلى انهيار جسمك بالكامل.
ويمكن للإجهاد والتوتر أن يجعلا المشاكل القائمة أسوأ، وهناك دراسة أجريت على ١٠٠ مريض مصاب بالصداع، رأى نحو نصف المشاركين تحسنًا فى الصداع المزمن بعد أن تعلموا كيفية إيقاف عادة التهويل وتضخيم المشاكل وجعلها تبدو كارثية، أو التفكير المستمر فى الأفكار السلبية حول آلامهم.
الإجهاد أيضًا قد يسبب المرض، إما بسبب التغيرات فى جسمك أو الإفراط فى الأكل والتدخين والعادات السيئة الأخرى التى يستخدمها الأشخاص للتعامل مع الإجهاد.
ويرتبط الإجهاد الوظيفى - المطالب المرتفعة المقترنة بانخفاض خطى صنع القرار - بزيادة خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجى، على سبيل المثال.
كما أن أشكالًا أخرى من الإجهاد المزمن، مثل الاكتئاب وانخفاض مستويات الدعم الاجتماعى، كانت متورطة فى زيادة مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. وحالما تكون مريضًا، يمكن أن يعرقل الإجهاد والقلق أيضًا التعافى.
الخلاصة.. تخلص من ضغوطك بترك الأمور لله.