تعاطفك مع العباسية مش كفاية
طالعتنا الصحف والقنوات جميعها بموضوع الانتهاكات الذى حدث فى مستشفى الصحة النفسية فى العباسية، وطلب الإحاطة الذى تقدم به عضو مجلس الشعب بخصوص هذه الانتهاكات.
هذه الهوجة جعلتنى أشعر بأن هذه الانتهاكات أمر جديد، وأن الاهتمام بالمريض النفسى وصل لأعلى مستوى وأن وصمة الطب النفسى قلت والتبرعات تنهال على مستشفيات الصحة النفسية، وأصبح الاعتراف بالمرض النفسى أمرًا سهلًا ومقبولًا..
وأطرح عدة تساؤلات:
كم منا فكر فى التبرع لمستشفيات الصحة النفسية؟
هل طالب أحد أعضاء مجلس الشعب بزيادة ميزانية المستشفيات؟
هل قامت برامج التوك الشو والمواقع الإلكترونية بعمل حملات توعية عن الأمراض النفسية؟
هل قامت مؤسسات المجتمع والمسئولية الاجتماعية للشركات بدوره تجاه المستشفيات النفسية؟
هل يجرؤ أحد على الاعتراف بالمرض النفسى أو أن أحد أقاربه مريض نفسى؟
دعنى أجيبك أن الحقيقة لا وأغلب العاملين فى مجال علم النفس يعلمون أن وصمة المرض النفسى لا تزال موجودة، وهناك صراع ومواجهة شديدة بين المشعوذين والدجالين والإعلام يزيد من فجوة هذا الصراع واستضافة الأطباء أمام الدجالين، وجعلهم كأنهم فى مناظرة.
والسؤال الآخر الذى يطرح نفسه عن ندرة التبرعات لصالح المستشفيات النفسية وقلة عدد الأطباء المتخصصين فى الطب النفسى والتمريض المؤهل للتعامل مع المرضى النفسيين وتفاوت البيانات والإحصائيات حول عدد المرضى النفسيين.
لذلك أرى أن هذا الاهتمام المبالغ فيه والبروباجندا والصخب الإعلامى وراءه أمر غير مفهوم وأكبر بكثير من مجرد إبراز انتهاكات.
لو اتبعنا نظرية المؤامرة أعتقد أن الأمر يتعلق بالطرح الذى طرحه محامٍ شهير بخصوص بيع مستشفى العباسية وتحويل أرضه إلى مشروع استثمارى.
الأمر يظهر أمام الرأى العام أن مستشفى العباسية به انتهاكات وفساد وأنه لا ضرورة من وجوده فى مكانه الحالى.
لذلك أدعو من هنا من منصة الدستور بعمل حملة تبرعات كبرى من أجل التبرع لصالح مستشفيات الصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة والتعليم العالى من أجل أن تستمر هذه المستشفيات فى تقديم خدماتها.