«ذا هيل»: إيران ليست طرفًا فاعلًا على المسرح العالمي
كشف موقع "ذا هيل" الأمريكي، في تقريره الصادر اليوم السبت، عن المخاطر التي تتعرض لها الشركات الأجنبية التجارية التي تتعامل مع إيران، بالرغم من المخاطر المالية والقانونية والاجتماعية والسياسية الواضحة للقيام بذلك، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه منذ توقيع الاتفاق في إيران عام 2015 رفضت الكثير من الشركات التعامل مع إيران.
وقال الموقع الأمريكي إنه في وقت سابق من هذا الشهر قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمديد تخفيف العقوبات على إيران من قبل الاتفاق النووي، محذرًا من الانسحاب من الاتفاق في حال إذا لم يتم تعديله وتشدديد النص من قبل الكونجرس والحلفاء الأوروبيين.
وكجزء من الحملة الرامية إلى دفع الشركات لإنهاء القيام بأعمال تجارية مع إيران، كشفت الولايات المتحدة عن تعرض إيران للخطر من قبل الاتفاق النووي، مشيرة إلي أن إيران دائمًا تصنف من الدول الموجودة في القاع أو بالقرب منه، وقد فرضت واشنطن عقوبات على 27 شركة في جميع أنحاء العالم تتعامل مع إيران، وتم حظر هذه الشركات ماليًا وقانونيًا واجتماعيًا، حسب تقرير الموقع الأمريكي.
وأضاف التقرير الأمريكي أنه من الناحية المالية والقانونية، وجدت تقارير من فوربس والبنك الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي بأن إيران تتميز ببنية تحتية وتمويل ضعيف، بالإضافة إلى قوانين الاستثمار غير المواتية، وانعدام الشفافية بها، وهذا يترجم إلى عواقب في العالم الحقيقي، بما في ذلك الميل غير المقبول لغسل الأموال والمخاطر التي تنتهك الجزاءات. وتصادق إجراءات طهران على المخاطر المرتبطة بإدارة الأعمال مع البلد.
كما أشار الموقع الأمريكي إلى أن هيئة محلفين في نيويورك تناقش حاليًا مصير تاجر الذهب الإيراني التركي رضا زراب، الذي ظهر مؤخرًا في المحكمة الفيدرالية الأمريكية، وشهد بأنه هو والمصرف التركي قاما بتشغيل شبكة غسل الأموال المترامية الأطراف من عام 2010، والتي مكنت إيران من الوصول إلي الأسواق الدولية، على الرغم من العقوبات الأمريكية.
وتابع موقع "ذا هيل" بأن زراب ناقش في شهادته أيضًا علاقته بالرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، وأشار إلى لقاء بينه وبين الرئيس السابق للبنك المركزي الإيراني، وتؤكد القضية استعداد إيران الصارخ لتجاهل المعايير المالية الدولية لتعزيز مصالحها الخاصة.
وقال الموقع الأمريكي إن العديد من التقارير رصدت الخطر الذي تقدمه إيران، مؤكدة أنها دولة قضائية عالية المخاطر وغير متعاونة، مما يزيد من خطورة التعامل معها من قبل الشركات الأجنبية، مشيرة إلي أن إيران تساعد في التمويل الإرهابي، وانتشار الفساد الحكومي، وتمويل الجماعات الإرهابية حماس وحزب الله، مشيرة إلي أن إيران مكنت من مخالب نفوذها عبر الشرق الأوسط، عن طريق التعامل مع الحرس الثوري الإيراني.
واعترف الرئيس ترامب بوضوح بفساد الحرس الثوري الإيراني، ووصفه سابقا بأنه "قائد الإرهاب الإيراني الفاسد"، وفي أغسطس الماضي ادعى زعيم حماس يحيى سنوار أن إيران كانت "أكبر داعمة ماليا وعسكريا"، وأفاد بأن النظام في طهران عزز دعمه المالي لحزب الله ليصل إلى 800 مليون دولار سنويا في عام 2017.
وعلاوة على ذلك، يشير تقرير نوفمبر إلى أن الحرس الثوري الإيراني يسيطر على ماهان إير، أكبر شركة طيران في إيران، ويعمل أسطولها لنقل القوات والأسلحة إلى سوريا ولبنان، كجزء من جهود إيران لتصبح قوة هيمنة إقليمية، وبالإضافة إلى ذلك، قتل المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في ديسمبر الرئيس السابق للبلاد علي عبد الله صالح. هذه الإجراءات، منذ الأشهر الستة الماضية وحدها، تثبت أن إيران ليست طرفا فاعلا على المسرح العالمي الذي يجب أن تتعامل معه الشركات، حسب الموقع الأمريكي.