«عم محمد»: موسم الانتخابات رزق ولادنا (صور)
رجل في العقد الثاني، يرتدي بنطالا أسود، وسترة بنية اللون، وجاكيت أسود، ذو لحية اختلط فيها اللون الأسود والأبيض معًا، تعلو وجهه ابتسامة عريضة، يُلقي بعض النكات على المواطنين الذين التفوا حول فرشته، التي تتكون من حامل حديدي وضعت عليه قطعة خشبية إلى جوارها بعض صناديق زجاجات المياه الغازية، مغطاة بعدد من الأوراق، هكذا كان حال «عم محمد».
فوقف بجوار مكتب الشهر العقاري، بميدان الجيزة، يبيع صور بعض العقود والإقرارات "كالتوكيل العام والخاص"، وغيرها من الأوراق المطلوبة داخل مكتب الشهر العقاري، ويقدم هذه الأوراق للمواطنين بأسعار أقل نسبيًا عن أي مكان أخر.
وفي بداية الانتخابات قرر «عم محمد» زيادة رزق أسرته، بجلب ماكينة تصوير أوراق، ووضعها إلى جوار أحد الأكشاك التي تباع فيها الحلوى والمقبلات، يصور فيها بطاقات الرقم القومي بنصف السعر الذي يصور به المواطنون داخل مقر الشهر العقاري، فصورة البطاقة الشخصية بنصف جنيه لدى عم محمد، وجنيه كامل في داخل المكتب.
يعاونه في ذلك سعيد، شاب عشريني، أحد جيران عم محمد، الذي يقف على ماكينة التصوير، ليحصل على قوت يومه، ولكنه أراد أن يوسع مشروعه الصغير فقام بشراء مجموعة من حافظات الأوراق، ووضعها إلى جانبه ويبيع الواحد منها بجنيه واحد.
«أنا هنا علشان أساعد الناس».. هكذا أوضح عم محمد، لـ«الدستور»، سبب وجوده في هذا المكان، فالمواطنون يتوافدون على مكتب الشهر العقاري لعدة أسباب، وهو يقوم بإرشادهم للخطوات والأوراق المطلوبة منهم، وأماكن المكاتب التي عليهم التوجه إليها.