عام السعادة
ربما يسخر البعض من فكرة إطلاق «عام السعادة» على ٢٠١٨، ويتساءل عن المقدمات والدوافع التى تجعلنا نطلق على العام هذا الاسم، متجاهلين ما يواجهنا من تحديات خطيرة، مثل الإرهاب، وانتخابات وصراعات إقليمية.
الإجابة: أنت تستطيع أن تجعله عام السعادة.. تستطيع أن تتحدى الأحزان وتقتل التعاسة وتزرع الأمل والبهجة وتتخلص من المحبطين، خاصة أن السعادة تساوى صحة نفسية جيدة تنعكس على سلوك وإنتاج الفرد، وتساهم فى الارتقاء بالوطن.
البعض يسأل: كيف أُصبح سعيدًا وما سر السعادة؟ هل هناك مقياس للسعادة؟ هل السعادة فى المال؟ علماء النفس والاجتماع والاقتصاد يبحثون عن تعريف واضح للسعادة، وهناك فرع حديث أنشئ فى علم النفس هو علم النفس الإيجابى، الذى يبحث عن كيف يكون الإنسان إيجابيًّا وسعيدًا، ومن أشهر خبرائه البروفيسور د. مارتن سليجمان، أستاذ علم النفس ومدير مركز علم النفس الإيجابى فى جامعة بنسلفانيا.
يتحدث سليجمان عن ٧ أشياء تجلب السعادة.. جربوها لكى تمر ٢٠١٨ سعيدة.
١- التطوع والمشاركة فى النشاطات الخيرية، تجعلك أكثر إيجابية وتفاعلًا مع المجتمع، فالعطاء ينعكس عليك بشكل غير مباشر، ويعطيك إحساسًا بالرقى والقوة، والسعادة. النشاطات الخيرية يمكن أن تكون فى دار أيتام أو مركز لمحو الأمية، أو بيت للمسنين، أو غيرها كثير.
٢- ممارسة الرياضة والجرى واستنشاق الهواء النقى صباحًا، لذلك فأهل الريف الذين يستيقظون صباحًا ويمشون إلى حقولهم ويمارسون الفلاحة تجدهم أكثر سعادة من سكان المدينة. ارجعوا إلى الزراعة مرة أخرى «مصر بلد زراعى».
٣- أن يكون لك صديق، أو جار وفى مخلص، يسمعك ويصارحك وتصارحه تحكى له ويحكى لك، تكونان مع بعضكما فى الشدة والفرح. اجعلوا ٢٠١٨ فرصة للبحث عن صديق جيد وعودة العلاقات الطبيعية بين الجيران بما كانت تحمل من دفء ومشاعر طيبة. هذه المشاعر الجميلة سوف تجعلكم أكثر سعادة وإيجابية، لأنك ستشعر بالألفة مع الناس.
٤- الاستمتاع بالجمال فى الطبيعة، فى الموسيقى، فى الأدب والنحت، فالجمال يرتقى بالمشاعر ويهذبها، فلنجعل عام ٢٠١٨ دعوة للاستمتاع بالجمال ونبذ القبح.
٥- الروحانيات والتأمل فى مخلوقات الله، والانضمام إلى طريقة صوفية وممارسة الذكر والدعاء والابتهال، والصلوات فى المساجد والكنائس، والاستماع إلى القرآن الكريم، والمديح النبوى. انظروا إلى الحالة التى يكون عليها مريدو الموالد عندما يهيمون عند سماع الشيخ ياسين التهامى. اجعلوا عام ٢٠١٨ عام الاستمتاع بالقرآن والمديح والترانيم.
٦- الأشخاص الذين يبحثون عن نقاط القوة بداخلهم ويسعون إلى المعرفة والتفكير النقدى والتحليل والبعد عن السطحية، هم الأشخاص الأكثر سعادة ٢٠١٨ فهو عام المعرفة.
٧- القدرة على صناعة الأمل وإعطائه لمن حولك، فمنح الأمل فى غدٍ أفضل وأن الخير قادم، يساوى سعادة وطاقة إيجابية.
السعادة فى الأديان مرتبطة بالحب والرضا والعطاء وراحة البال والخير والتسامح والتسابق فى الخير والرحمة، ويجب أن تعلم أن السعادة تأتى بعد الألم، وإذا مررنا بسنوات عسر، فإن شاء الله، اليسر قادم فى ٢٠١٨، وإن شاء الله «إن مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا».