شركاء جدد وإنجازات إقليمية.. حصاد عام 2017 للسياسة الخارجية المصرية
تنوع العلاقات وبروز اسم مصر على الساحة الدولية.. هكذا يمكن اختصار إنجازات السياسة الخارجية المصرية في عام 2017، الذي شهد العديد من الزيارات الخارجية للرئيس عبدالفتاح السيسي إلى دول أوروبية وعربية صديقة، وزيارات أجريت للمرة الأولى مع دول أوروبية وإفريقية حيث كان الرئيس السيسي أول رئيس مصري يزور كلًا من الجابون وفيتنام، كما أجرى زيارة للمرة الأولى إلى تنزانيا.
ويمكن رصد أهم إنجازات السياسة الخارجية المصرية في عام 2017، فيما يلي:
- ملف القضية الفلسطينية
تعد القضية الفلسطينية من أبرز أولويات السياسة الخارجية المصرية، حيث تؤكد مصر دائمًا تبنيها للقضية وموقفها الثابت منها، حيث تسعى مصر إلى عقد مفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس حل الدولتين وإقامة الدول الفلسطينية بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشهد عام 2017، أهم الإنجازات المصرية في القضية الفلسطينية وهي ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، من خلال التوقيع على اتفاق تاريخي للمصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس، في أكتوبر 2017 في القاهرة، بعد أعوام من الانقسام، وذلك برعاية المخابرات المصرية، حيث تضمن الاتفاق تمكين حكومة الوفاق الوطنى من ممارسة مهامها والقيام بمسؤولياتها الكاملة فى إدارة شؤون غزة، كما فى الضفة الغربية مع العمل على إزالة كافة المشاكل الناجمة عن الانقسام، وهو الاتفاق الذي ترعى مصر تنفيذ كل بند من بنوده للحفاظ على استمرار المصالحة الوطنية.
وحول قضية القدس، تصدرت مصر المشهد السياسي عربيًا ودوليًا في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، واعتزامه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، حيث أكدت وزارة الخارجية، فور قرار ترامب، رفض مصر للقرار وما يترتب عليه من نتائج، كما دعت الجامعة العربية لعقد جلسة طارئة لمناقشة الموقف العربي من القرار.
ودوليًا، قادت مصر جهودًا دبلوماسية في سبيل حشد الإدانات الدولية للقرار، حيث قدمت مصر، باعتبارها عضو غير دائم بمجلس الأمن، مشروع قرار بالمجلس، يدين ويرفض القرار الأمريكي، ورغم إحباط المشروع من جانب "الفيتو" الأمريكي، إلا أن جلسة مجلس الأمن شهدت إجماعًا كبيرًا على القرار بواقع 14 صوتًا.
- مناطق خفض التصعيد في سوريا
استمرار سياسة التوازن المصرية تجاه الأوضاع في سوريا، أبرزت العديد من النتائج الإيجابية، كان في مقدمتها المساهمة المصرية في تشكيل مناطق خفض التصعيد في سوريا، عملًا بنتائج حوار أستانا، حيث تمكنت مصر من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب دمشق.
وعلى المستوى السياسي، وعلى الرغم من عدم المشاركة المباشرة في المفاوضات حول سوريا، إلا أن مصر تراقب تلك الاتفاقات، وتستضيف اجتماعات دائمة لقوى المعارضة السورية، في خطوات للوصول إلى الحل السياسي للأزمة السورية وفق مقررات الأمم المتحدة.
- نحو حل سياسي في ليبيا
باعتبارها الجارة الغربية لمصر، تصدرت الأوضاع في ليبيا اهتمامات وزارة الخارجية المصرية، حيث شهد العام 2017، زيارات لطرفي الحكومة الليبية، فايز السراج رئيس حكومة الوفاق، والمشير خليفة حفتر، فضلاً عن زيارات الوفود العسكرية والليبية لمصر لبحث التطورات السياسية والميدانية بالجارة الغربية التي تؤثر الأوضاع بها بشكل مباشر على الأمن القومي المصري.
وشارك وزير الخارجية، باجتماعات آلية دول الجوار الليبي مع نظرائه في تونس والجزائر، للتأكيد على أهمية الحل السياسي في ليبيا ودعم جهود المبعوث الأممي غسان سلامة، واعتبار اتفاق الصخيرات بين الأطراف الليبية هو المرجع الأساسي لحل الأزمة.
- الأوضاع في لبنان وإثناء رئيس الوزراء عن استقالته
جولة عربية مفاجئة، أجراها وزير الخارجية سامح شكري لكل من السعودية والكويت وعمان والبحرين والأردن والإمارات، لبحث الاستقالة المفاجئة التي كان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قد أعلنها من السعودية، اعتراضًا على التدخلات الخارجية، لاسيما الإيرانية، في الشأن اللبناني.
تلك الجولة التي أعقبها زيارة للحريري إلى مصر، أجرى خلالها لقاءً بالرئيس عبدالفتاح السيسي، وأعقبها عودة رئيس الوزراء اللبناني إلى بلاده وإعلان تراجعه عن استقالته.
- العلاقات مع روسيا وعودة السياحة
بعد عامين من انقطاعها، وبعد جهود دبلوماسية حثيثة بذلتها وزارة الخارجية المصرية، شهد العام 2017، الإعلان عن عودة السياحة الروسية إلى مصر في أعقاب زيارة حافلة أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مصر في ديسمبر 2017، أعلن خلالها اعتزام بلاده رفع الحظر عن السياحة إلى مصر، فضلًا عن التوقيع على إشارة البدء فى تنفيذ مشروع المحطة النووية بالضبعة وتزويد مصر بالوقود النووى.
وتعد العلاقات مع روسيا من أبرز العلاقات الراسخة التي شهدها عهد الرئيس السيسي الذي أكد على تنوع العلاقات الخارجية لمصر وعدم انحسارها في دول بعينها.
- علاقات التوازن مع الولايات المتحدة، والحفاظ على استقلالية القرار المصري
على الرغم من أن العام 2017، شهد أول زيارة للرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتطور العلاقات المصرية الأمريكية في عهد الرئيسين السيسي وترامب، إلا أن مصر حافظت على استقلالية قرارها الوطني وثوابت سياستها الخارجية بعيدًا عن أية تلويحات أمريكية بخفض المساعدات المقدمة إلى مصر، لاسيما تلك التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي ضد الدول التي ستصوت بالرفض على القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في الوقت الذي تقود فيه مصر الجهود العربية والدولية ضد هذا القرار.
- عضوية ناجحة في مجلس الأمن
مع انتهاء عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن بانتهاء عام 2017، يجدر الإشارة إلى الإنجازات التي قدمتها مصر خلال تلك العضوية، حيث تمكنت من تمرير مشروعات مصرية لقرارات تتعلق بإدخال المساعدات في سوريا، ومكافحة الإرهاب، وطرح مبادرة لمناقشة أزمة الروهينجا المسلمين في بورما، وموافقة المجلس بالإجماع على مشروع قرار مصري لمكافحة الخطاب الإرهابي، وحجب تمويل الجماعات الإرهابية.
وعلى الجانب الإفريقي، أكدت مصر، خلال عضويتها، على دعم جهود بناء السلام في إفريقيا وتشدد على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات في القارة.
- رؤية واضحة بملف حقوق الإنسان في الأمم المتحدة
مع الادعاءت الخارجية الخاصة بملف حقوق الإنسان في مصر، قادت الدبلوماسية المصرية جهودًا حثيثة لتوضيح الموقف المصرية في هذا الشأن، من خلال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، حيث فند مندوب مصر سابقًا في جنيف، السفير عمرو أبوالعطا تلك الادعاءات الأوروبية ورد عليها خلال جلسات المجلس، والتي أكد خلالها على احترام مصر لأوجه حقوق الإنسان بها.