"ليستة" أغاني أندرجراوند "تجيبلك اكتئاب"
"هو احنا عايشين ليه.. محدش بيحبني.. فراغ عاطفي مش راضي يتملي"، كلها مصطلحات أصبحت عادية جدًا في ملكوت السوشيال ميديا، وحتى في التعاملات اليومية، باتت مبتذلة في التعبير عن فكرة "الاكتئاب"، وإن كانت تؤخذ من منطلق السخرية و"الإفيه"، لكنها للأسف تمثل واقع ملموس يمر به أي شخص طبيعي شبه يوميًا ولو حتى بعد منتصف الليل.
بعيدًا عن "الكلام المتفائل وجو التنمية البشرية والعلاج النفسي، نرشح لك "ليستة" تراكات مزيكا في مجال "الأندرجرواند" أو المزيكا البديلة، تناسب ذلك المود "الكئيب"، وتشجعك أكثر على الاستمرار فيه دون ملل، بل وستجد ربما في كلمات بعض الأغاني ما يعبر عن تفكيرك المشوش، منها على سبيل المثال كوبليه لطيف يقول: "احزن علشان تنبسط موت علشان ترتاح".
البداية بالطبع ستكون مع ملكة الصوت القوي، ورمز "الملكوت في نفسها جدًا"، مريم صالح، والتي تكفي لوحدها بالأساس أن تختزل هذه "الليستة" في معظم أغانيها ذات الجانب "السوداوي" حتى في طريقة الغناء.
خذ نفسًا عميقًا وانطلق مع إحدى أشهر تراكاتها "ليه تنربط"، وعيش قليلًا مع ظلمة كلماتها "انساب وليه تنربط ياللي في ضهرك جناح، احزن عشان تنبسط موت علشان ترتاح".
وبما أنك جربت الشرب من بحر الاكتئاب لمريم، وربما ستعيد ذلك التراك عدة مرات دون أي "زهق"، فقبل أن ندخل في عالم مطرب آخر، يجب أن تستمع إلى أغنية "وحدي"، والتي ستكون بالتأكيد أبلغ تعبيرًا عن فكرة "العزلة"، و"إنك مش طايق حد"، فتكفي كلماتها "عندي طول الوقت رغبة في القعاد ع الأرض وحدي، عندي طول الوقت رغبة في الصراخ والقعدة وحدي".
وبما أن الاكتئاب يكون بعضه "إن مكنش أغلبه" ناتج عن فكرة الفراغ العاطفي، وعن "وجع الفراق" و"حسرة الفريندزون"، فلما لا نعطيك جرعة "وجع" بقليل من الأغاني التي تسلط الضوء على فكرة "حبيت ومطلتش".
لما لا تجرب الاستماع إلى صوت أمنية حسن، والتي لخصت تلك الفكرة بإحساسها العالي وعمق كلماتها "في لحظة ضعفت وقفت في صف قلبي لقيتني تاني رجعتله، ورحت لحد عنده وقلت إني احتجتله، لقيته برد باهت قاللي فين المشكلة، أكيد لسه النصيب شايل حاجات متأجلة".
وبمناسبة ذكر مأساة "الوجع العاطفي"، فلابد من ذكر رائعة الجميلة دينا الوديدي "تدور وترجع"، والتي لخصت معنى أن "خدعة الحب"، وأن تضع من تحبه في مكانة أعلى مما يجب لـ"تلبس في الآخر" برفضه لك، فتكفي كلمات "إكمن كله آذاك قررت تعشق ملاك، ياللي عشقت الملاك حتى الملاك صدك".
وعلى رأي مقولة النجمة شيرين "كل حاجة ناقصة حاجة وانت مش جنبي"، وبمناسبة ذكر الفراق، فيجب الاستماع إلى أكثر الأغاني المثيرة للاهتمام مؤخرًا عن فكرة "الحاجات"، مع النجم هاني عادل، وأغنية "هحكي عنك"، وكلمات "سايبة حاجة في كل حاجة رغم إنك مش معايا".
ورغم كون "الفراق" و"وجع الفريندزون" يطول في تفصيله بأغاني ويكفي أن نفرد له تقريرًا منفصلًا، فما أننا ذكرناه فلابد من تجربة سماع واحد من اكثر المطربين الذين غنو عن فكرة "الحب اللي بيذل" و"الحب بزيادة"، أدهم سليمان، وواحدة من أشهر أغانيه "المقام".
ومادامت "نوبة" الاكتئاب تبدأ في المساء، ووسط ظلمة الليل وغالبًا بعد "اتناشر بالليل"، فما رأيك أن تتمايل قليلًا على أنغام واحدة من أقدم أغاني فرقة مسار إجباري والتي يتغنى فيها للليل على طريقته، عبر كلمات "الليل طويل ملوش جيران غير السكات، الليل حزين محتاج يضمه صدر الحارات".
وبينما أنت "مع نفسك" جالسًا وحيدًا تحدق ربما بسقف غرفتك، وتتأمل في اللاشئ وتتخيل أشكال مرعبة في الظلال، فما رأيك سماع أغنية ربما تليق على "مود" السرحان في المطلق، مع فرقة كايروكي، وواحدة من أغانيها القديمة "وأنا مع نفسي قاعد"، وكلماتها "على جنب أنا محدوف، وحداني أنا بكلم خيالي، لكنه فاهم كلامي".
سواد يحاوطك بشكل تدريجي دون ان تشعر حتى يبتعلك داخله، لتجد كل ما حولك بلا ملامح، وتغوص في بئر الحزن الدفين، وبينما أنت في هذه الحالة لما لا تستمع إلى كلمات تجسد بطريقة غريبة شعورك مع امير يوسف وميرا إمام، "أقابل نفسى معرفنيش ولو بصيتلى مفهمنيش واسيبنى فى وقت ما احتاجنى أنا دايما بضيع منى".
كلما زادت عزلتك واكتئابك زاد حديثك لنفسك، ويصحو صوت اليأس في داخلك ليقول "ومازلت بتهرب من العتمة وتستني الضي، ومازلت بترب من الكتمة وتقول يا براح"، على طريقة المطرب محمد فضل.
ومع رغبتك المتزايدة في العزلة عن البشر والعمل و"أي حاجة"، تشعر تدريجيًا بأنك مربوط و"متكتف"، وستعبر هذه الكلمات أكثر عن المقصود "جربت تحس إنك جواك متكتف وبإن مشاعرك فيك بتتوه، جربت تحس إنك مش عايز حد تشوفه"، للمطربة فيروز كراوية.