التحليل النفسي لفيديو "المعزة"
وانتشر بشدة فيديو على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أمس الاثنين، يرصد تسجيلًا صوتيًا لـ "خناقة" بين وليي أمر طالب وطالبة بإحدى المدارس، عبر تطبيق المحادثة "واتس آب".
ودار التسجيل الصوتي حول أم تشتكي من تصرف نجل أحد أولياء الأمور الاخرى تجاه ابنتها، إذ قام بتقبيلها وواحتضانها، مضيفة إنها سيدة منتقبة وزوجها ملتحي.
ومن جانبه رد والد الطالب، وقال: "اللي عنده معزة يربطها.. أنا ابني يبوس اللي هو عايزه، لو بنتك محترمة ومؤدبة مكنتش خليته يبوسها وكانت اشتكت للآبلة".
وجدير بالذكر أن الطفل و الطفلة عمرهم لا يتجاوز الستة سنوات.
الفيديو يحتاج الي تحليل نفسي وليس السخرية فهو يرصد تغيرات نفسية واجتماعية حدثت في مصر خلال الثلاثين عام الأخيرة.
سوف نرصد كيف تفاعل البعض مع هذا الفيديو..
لو تناولنا فيديو المعزة بجدية سوف نجد البعض يقول أن الفيديو تعبير عن مدي انتشار الوهابية وفكر الصحراء الجاف المتشدد، ونموذج لما هو عليه الخطاب الديني الآن وسيطرة التيار السلفي المتشدد، الموهوس بفكرة أن المرأة مخلوقة فقط لاشباع الرغبات الجنسية وراينا الشيخ العنتيل و الشيخ علي ونيس الذي ضبط متلبسا بفعل فاضح.
البعض الاخر سوف يتكلم عن المجتمع الذكوري الذي نعيش فيه لدرجة تشبيه الفتي بالمعزة وهو أيضا فكر دخيل علينا و فكر صحرواي فمن المعروف أن الماعز تعيش في الصحراء وهي مصدر الطعام والشراب لأهل الصحراء "لحم الماعز و لبن المعيز" .
"إذا كنت تفكر في المرأة علي أنها معزة فاذا أنت تيس "
البعض الاخر الذي يسي استخدام نظرية المؤامرة و يدخلها في كل شي سوف يقول أن هذا التسريب اساءة لمصر ووراءه التنظيم الماثوني العالمي وهدفه هدم القيم في المجتمع والسماح بأن يقبل الاولاد البنات، في المدراس وسوف يتهم جهة أجنبية وجهاز مخابرات دول معادية بتسريب الفيديو، ويحاول أن يثبت بكل الطرق أن الفيديو مفبرك. أو مقلب جديد من مقالب الفيس بوك."اشتغالة كبيرة"
البعض سوف يقول أنه دليل علي اساءة المصريين لاستخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، كما تقول العديد من الدراسات في علم النفس التطوري وعلوم الاتصالات.
فاحصائيات البنك الدولي ومراجع علوم الاتصالات وموسوعة التواصل الاجتماعي في عام 2016 ترصد أن عدد مستخدمي الفيس بوك في مصر وصل إلي 30 مليون شخص وعدد خطوط المحمول إلي 96 مليون، شخص بجانب 40 مليون حساب علي الواتس الاب، ولاحظت العديد من هذه الدراسات أن المصريين يسئيون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت، وأن المصريين من أكثر الأشخاص في العالم دخولا علي المواقع الاباحية.
الخلاصة أن هذا الفيديو أظهر كثيرا من عيوب الشخصية المصرية، وأننا بالفعل تحتاج إلي تجديد الخطاب الديني وإعادة التاهيل النفسي لنسبة كبيرة من المواطنين.