حكومة تجيب الاكتئاب
وجه الصديق الإعلامى محمد الغيطى أثناء مداخلة معه فى برنامج «صح النوم» سؤالًا مباشرًا: هل الحكومة الحالية سببت للشعب اكتئابًا؟ وبنفس المباشرة أجبته: نعم سببت للشعب إحباطًا، والإحباط يؤدى إلى اكتئاب.
الاكتئاب، كما تقول مراجع الطب النفسى، هو اضطراب من اضطرابات المزاج، وله عدة أعراض، وجاء فى الدليل التشخيصى والإحصائى الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسى DSM-IV «يتميز مريض الاكتئاب بمزاج حزين كئيب ويسوده الغم بشكل غير عادى، أو تلاشى الاهتمام والبهجة فى النشاطات اليومية بشكل ملحوظ، وهذا يختلف عن حالة مريض غير مكتئب».
ورد تعريف الاكتئاب فى التصنيف العالمى العاشر للاضطرابات العقلية والسلوكية كالتالى «يشير إلى مجموعة من الأعراض منها عدم القدرة على التركيز، انخفاض تقدير الذات، الشعور بعدم الأهمية، الشعور بالذنب، الإقدام على الانتحار».
هل من الممكن أن تجعل شخصًا طبيعيًا يصاب بالاكتئاب ويفقد الأمل والرغبة فى الحياة؟
الإجابة: نعم.
هناك عدة تجارب وأبحاث منذ أواخر السبعينيات فى القرن الماضى وحتى الآن أجريت على فئران التجارب، خلاصتها أن الفئران كانت تتعرض لصدمات كهربائية متكررة ويحاول الفأر الهرب عن طريق مخرج وهمى فى القفص يصنعه له الباحث ليجد فى انتظاره صدمات كهربائية أخرى، فيضطر الفأر إلى الاستسلام ويقبع فى مكانه يتلقى الصدمات تلو الأخرى، وسميت هذه النظرية بنظرية العجز المكتسب «learned helplessness theory».
الأبحاث الحديثة استخدمت الرنين المغناطيسى الوظيفى لرؤية التغيرات الفسيولوجية والكيميائية التى حدثت فى مخ الفئران، فرصدت حدوث تغييرات فى هرمون السيروتونين المسئول عن المزاج، بجانب انكماش فى بعض أجزاء المخ المسئولة عن الإحساس بالنشاط والسعادة والطاقة، والتغييرات كانت شبيهة بالتغييرات التى تحدث لمرضى الاكتئاب.
لا أريد أن أشبه المواطن بفأر التجارب، ولكن ما يحدث معه يشبه ما يحدث مع الفئران، فكل يوم يستيقظ المواطن على ارتفاع الأسعار والزحام وضرائب مختلفة، ويشاهد الإعلام فيجد بعض الوزراء يضحكون ويبتسمون ويعودون بوعود براقة حول انخفاض الأسعار، وتوافر السلع وانتعاش الاقتصاد وانهيار الدولار، فيشعر ببعض الأمل ثم يفيق على صدمة أخرى عندما لا تحقق الآمال والوعود.
نصيحة للحكومة: لا تعط آمالًا كاذبة، لأن المواطن سوف يصاب بالاكتئاب، وهو ما يقود بدوره إلى الانتحار أو العنف السلبى.
نصيحة للحكومة: لا تعط آمالًا كاذبة، لأن المواطن سوف يصاب بالاكتئاب، وهو ما يقود بدوره إلى الانتحار أو العنف السلبى
