بعد تهديده بإلغاء عضويته من الناتو.. أمريكا لأردوغان: مصلحتي أكبر من تركيا
يخسر رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، الكثير من أوراقه السياسية نظير تحالفه ودعمه للجماعات الإرهابية، وعكست الانتخابات البرلمانية الأخيرة في تركيا صعوبة الموقف الذي يعانيه.
وعلى الصعيد الخارجي، تلقى الرئيس التركي ضربة قوية من جانب واشنطن، بعد تهديدها تركيا بإلغاء عضويتها في حزب شمال الأطلسي "ناتو"، عقب ملاحظة تقاعسها عن أداء دورها في منع تدفق العناصر الإرهابية إلى سوريا والعراق، والمساهمة في تقوية التنظيم الإرهابي هناك.
وفسر دبلوماسيون وخبراء الشأن السياسي، التهديد الأمريكي بأنه مجرد إنذار للإدارة التركية بتنفيذ المطلوب منها وعدم الخروج عن طوعها، ومصلحة أمريكا والحلف فوي أي مصالح إقليمية لتركيا في المنطقة.
أوضح السفير أحمد أبو الخير، أن تركيا لا تستطيع الخروج عن طوع الولايات المتحدة، حيث ترغب وتبذل قصارى جهدها في الانضمام للاتحاد الأوربي، بالتالي لا يمكن السماح أن تجمد عضويتها من أي حلف غربي.
وقال إنه إذا كانت تركيا تعارض أو تحاول الانفراد بشيء وفق مصالحها الإقليمية على خلاف رغبة أمريكا، فهذا مجرد تهديد لها لن يصل لمرحلة طرد تركيا من عضوية الحلف، فقط مجرد إنذار أمريكي بأن تعود للخط المرسوم لها، وتنبهها بأن المصلحة التي تمليها مصالح الحلف أعلي من أي مصالح إقليمية في المنطقة.
وأشار إلى أن تركيا تساعد داعش ويتنقل أفرادها بين الأراضي التركية وأراضي سوريا والعراق، وأمريكا لا تريد أن يعلب أحد في المنطقة غيرها، فحتى الآن مر من الوقت ما يسمح للتحالف الدولي الذي ترأسه الولايات المتحدة ما يمكنها لضرب داعش، لكنها تستخدم داعش وفق مقتضيات سياستها، وإذا تدخل طرف ليفسد مخططها، ستواجهه بكل قوة، لذا تنذر تركيا لأنها لها تريدها أن تلعب في هذا المجال.
ورأى السفير فتحي الشاذلي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الولايات المتحدة لا تستطيع من نفسها إلغاء عضوية تركيا من حلف الناتو، ولكنها توعز إلى مجلس الحزب لذلك وتتخذ من إجراءات تنص عليها معاهدة واشنطن والمعاهدات الخاصة بها، متوقعا أن يستجيب مجلس الحزب إذا طلبت أمريكا ذلك.
وقال أن صدور التهديد يعني أن هناك مصداقية إذا أرادت أمريكا ذلك، مشيرا إلي أن تركيا تتجه نحو مزيد من الخسارة للأوراق التي كانت تتصور أنها مضمونة، وإذا تجرأت تركيا علي تحدث هذا الكلام واستمرت في ارتكاب الجرائم المهددة للأمن والسلم الإقليمي والدولي، من الواجب أن يتم إلغاء عضويته في حلف الناتو.
وأشار طارق أبو السعد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن هناك دور تقوم به تركيا بالوكالة عن أمريكا وتقارب بشكل كبير ومصالح مشتركة لم تصل إلى درجة التحالف، مشيرا إلى أن هذا الدور فشلت فيه تركيا في الآونة الأخيرة، وانتهى الدور الوظيفي للتقارب بينهما، فلوحت بإلغاء عضويتها في حلف الناتو.
وأوضح أن تركيا أحد الأذرع الأمريكية في المنطقة، والتهديد وسيلة للضغط عليها لتنفيذ مزيد من الأدوار، سواء في الملف السوري أو جماعة الإخوان والملف المصري، فتلوح أمريكا لتغادر تركيا هذه الملفات أو تتواجد في ضوء رؤية جديدة للإدارة الأمريكية.