ندوة "أجيال وسائل التواصل الاجتماعي" تسلط الضوء على تطور الأجيال والتكنولوجيا
في إطار فعاليات معرض القاهرة للكتاب، أقيمت ندوة بعنوان "أجيال وسائل التواصل الاجتماعي"، حاضر فيها د. نجلاء محسن الحاصلة على دكتوراه في الإعلام من جامعة القاهرة، وإيمان قرة مدير التسويق بشركة قرة. تناولت الندوة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأجيال المختلفة والتغيرات التي أحدثتها.
أوضحت د. لمياء محسن أن العلماء قسموا الأجيال إلى عدة فئات، بدءًا من الجيل الصامت الذي تجنب الحديث والعمل باليد، وصولًا إلى جيل الطفرة الذي شهد تطور التلفزيون والحواسب وزيادة التوجه نحو التعليم العالي. وأشارت إلى أن جيل X لم يكن له هوية واضحة، بينما جيل الألفية (جيل Y) نشأ مع بداية الإنترنت وكان له دور رئيسي في انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أما جيل Z، فهو الجيل الرقمي الذي نشأ مع الذكاء الاصطناعي والعالم الافتراضي ويميل إلى ريادة الأعمال والعمل الحر، بينما يمثل جيل ألفا الجيل الأكثر تعرضًا للتكنولوجيا منذ البداية، ما يجعله أكثر ذكاءً رقميًا في المستقبل.
تحدثت د. لمياء أيضًا عن كيفية تأثير التريندات على القيم الاجتماعية والسلوكيات. وأوضحت أن التريندات هي ذوق شعبي يتشكل عبر عملية اجتماعية معقدة، وأنها قد تكون إيجابية أو سلبية بناءً على القضايا التي تناقشها، وأكدت أهمية المسؤولية الرقمية في تحديد التريندات التي نشارك فيها وحماية الخصوصية ونشر الوعي لمكافحة التنمر الإلكتروني، وأشارت إلى أن جيل Z يعيد تشكيل العالم بطريقة مبتكرة ولا يخشى التغيير، وهذا ما يجعله متميزًا في مواكبة التطورات التكنولوجية.
من جانبها، أشارت إيمان قرة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة مهنية وليست للترفيه فقط. وأكدت على أهمية الأخلاقيات وحقوق الملكية الفكرية في هذا المجال، مشيرة إلى ضرورة تكاتف المجتمع لمواكبة التطورات التكنولوجية.
وأوضحت أن وسائل التواصل لها دور أساسي في تسويق الشركات وأصبحت أسرع من التلفزيون في نقل الرسائل، مؤكدة أن وظائف المؤثرين والتيك توكرز ظهرت بشكل كبير في العصر الحالي.
وأشادت بقدرة جيل Z على استخدام التكنولوجيا بشكل مفيد لتحقيق أهدافهم المهنية والشخصية.
اختتمت الندوة بالتأكيد على أهمية الجمع بين العالم الافتراضي والمجتمع الحقيقي لتحقيق الفائدة القصوى من التريندات. وأشادت بدور الإعلام والمجتمع المدني في تعزيز الوحدة الوطنية ونشر الوعي.
أكدت إيمان قرة أن التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتطلب استراتيجيات متعددة تتناسب مع طبيعة كل منصة، وأن التغيرات السريعة في هذا المجال تفرض على الشركات تطوير أدواتها بشكل مستمر.
وأضافت أن وسائل التواصل الاجتماعي تعكس حياة مثالية في بعض الأحيان، مما يسبب ضغطًا نفسيًا على الأفراد الذين يسعون لتحقيق تلك الصورة المثالية.
وأكدت إيمان أن الجمع بين العالم الافتراضي والواقع الحقيقي يعزز من فرص النجاح للأفراد والشركات على حد سواء.
وشددت على ضرورة وضع معايير واضحة عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لنشر المحتوى الإيجابي والبناء وتجنب السلبيات، وأشارت إلى أن التكاتف بين مختلف فئات المجتمع هو السبيل لمواكبة التطورات وتحقيق الاستقرار.
تطرقت الندوة أيضًا إلى المسؤولية المجتمعية لكل فرد في المجتمع، ودورهم في نشر الوعي ومواجهة التحديات. وأكدت أن كل مواطن له دور في الحفاظ على استقرار الوطن، سواء من خلال التصدي للشائعات، أو دعم المبادرات الوطنية، أو المشاركة الفعالة في العمل المجتمعي، وأشارت إلى أن المرحلة الحالية تتطلب تكاتف الجميع والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الأهداف الوطنية.