إرث ثقافي وشراكة استراتيجية.. ندوة حول العلاقات المصرية الروسية بمعرض الكتاب 2025
ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، انعقدت ندوة بعنوان "روسيا: استشراف مستقبل العلاقات الدولية"، ضمن محور الدبلوماسية الثقافية.
أدارت الندوة الإعلامية هدى عبد العزيز، بمشاركة السفير الروسي لدى مصر، جيورجي بوريسينكو، وأستاذ العلوم السياسية الدكتور علي الدين هلال.
وافتتح السفير جيورجي بوريسينكو حديثه بالإشارة إلى عمق العلاقات المصرية الروسية التي تستند إلى علاقة ثقة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأكد أهمية التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين كركيزة أساسية لدعم المصالح المشتركة.
تاريخ طويل من التفاعل الثقافي والتعاون الاقتصادي
وعبّر الدكتور علي الدين هلال عن تقديره لإدارة معرض الكتاب ووزارة الخارجية المصرية على تنظيم هذه السلسلة من الندوات التي تناقش قضايا دولية مهمة، مشيرًا إلى أن: روسيا كانت دائمًا إمبراطورية كبرى، ومصر تفاعلت معها تاريخيًا في مجالات متعددة، من الثقافة والفنون إلى التعاون الاقتصادي والعلمي.
وأضاف "هلال" أن العلاقة بين البلدين تمتد إلى العصر الحديث، عندما أرسل محمد علي باشا بعثات تعليمية إلى روسيا لدراسة أساليب التعدين، موضحًا أن هذه البعثات كانت من أوائل الخطوات التي عززت التعاون بين البلدين. كما أشار إلى أن افتتاح قناة السويس كان نقطة تحول مهمة في العلاقات، حيث أصبح هناك خط ملاحي منتظم يخدم السفن الروسية.
وتحدث “هلال” عن الأثر الثقافي المتبادل بين البلدين، مستعرضًا جهود المستشرقين الروس مشيرًا إلى أن الاستشراق الروسي يتميز بالحياد والموضوعية مقارنة بأنماط الاستشراق الأوروبي الأخرى، كما تحدث عن كتابات العالم المصري محمد عياد الطنطاوي، الذي كتب عن روسيا بأسلوب متزن ومؤثر، وساهم في تعزيز فهم مشترك بين الثقافتين..
دعم فني وثقافي لا يُنسى
وأشار “هلال” إلى أهمية التبادل الفني بين البلدين، مشيدًا بالفرق الروسية العريقة مثل فرقة "البولشوي" وفرقة موسكو، التي قدمت عروضًا في مصر. كما لفت الانتباه إلى الدعم الروسي للفنون في مصر، بما في ذلك تأسيس الباليه المصري وتطوير الموسيقى.
وأضاف أن مكتبة الثقافة الروسية في مصر كانت تلعب دورًا كبيرًا في نشر الكتب بأسعار زهيدة، بالإضافة إلى عرض الأفلام الروسية في سينما أوديون، ما ساهم في تعزيز التقارب الثقافي بين الشعبين.
الدعم الروسي في الأزمات ومحطات تاريخية بارزة
استعرض هلال أيضًا محطات تاريخية رئيسية في العلاقات المصرية الروسية، مثل دعم روسيا لمصر خلال العدوان الثلاثي عام 1956، ودورها الكبير في بناء السد العالي، الذي يُعد رمزًا للتعاون بين البلدين. وأكد أن مصر خاضت حرب أكتوبر 1973 باستخدام أسلحة روسية، مما يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية.
واختُتمت الندوة بتأكيد المتحدثين على أهمية استمرار العلاقات المصرية الروسية، مع التركيز على تطوير التعاون الثقافي والعلمي. وأشاد المشاركون بالدور الذي تلعبه الفعاليات الثقافية مثل معرض الكتاب في تعزيز الفهم المتبادل بين الشعوب.