رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الناقد محمود الربيعى: إذا خلا يومى من القراءة أشعر بالحزن والكآبة

معرض القاهرة الدولي
معرض القاهرة الدولي للكتاب

تحدث الناقد الدكتور محمود الربيعي، عن تصنيف الأجناس الأدبية، وكيف أنه تصنيع مصطنع، وذلك خلال اللقاء الذي انطلق قبل قليل، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، تحت عنوان “تأملات في مسيرتي النقدية”.

معرض القاهرة الدولي للكتاب 

وقال:"الربيعي": كل الألوان الأدبية مصنوعة، وحتي ما يسمي بالأدب الواقعي، إن لم يأخذ هذا الواقع من الأدب ويحيل إلي فلا قيمة له إلا باللمسات الشعرية.

وتابع: الشعر بالنسبة لي في أعصابي، وأعصاب كل مبدع ومفكر، فمحبة الشعر محبة فطرية، ومن ثم تأتي مرحلة الكتابة، عن الشعر، وهذه المرحلة، مرحلة مختلفة تماما، ألا وهي كيفية الانتقاء والاختيار، كيف أنتقي وأختار، من كل الشعر العربي، من أول قصيدة كتبها امرؤ القيس، حتى آخر قصيدة كتبت اليوم في الشعر العربي.

وأوضح “الربيعي”: وطريقتي في القراءة، طريقة عشوائية، فأنا لا أكف عن القراءة، اقرأ كل ما تقع عليه عيني وتطاله يدي، ولا أكف عن القراءة، اقرأ دون هدف، وإذا خلا يومي من القراءة لأي ظرف طارئ، مرض أو ظرف اجتماعي أو ظروف سفر إلي آخره، أشعر بالحزن والكآبة، أشعر أنني خارج الإطار كله.

واستطرد: وحين أتشبع بالقراءة الحرة الخالية من الهدف، أقف عند نصوص شعرية، أرى أنها أقرب إلي نفسي وعقلي وقلبي من غيرها، أنتقيها واختارها كما اختار مسكني وطعامي وملابسي، وأحسب أننا كلنا هكذا في الحياة.

وشدد “الربيعي”: أشعر أن هناك نصوصا بدأت تعزل نفسها عن هذا الكم الهائل وأعكف عليها دون غيرها، وشاعري المفضل هو المتنبي، ليس لأنه كان طماعا يريد أعطيات من سيف الدولة الحمداني أو كافور، هذا لا يهمني، لكن ما يهمني في المتنبي وشعره، كيف دخل بجسارة منقطعة النظير إلي لغته العربية، وكيف استخدمها بمنتهي المحبة والود والشفافية، وكيف نجح بلمسات بسيطة أن يتصرف في اللغة تصرفات يترتب عليها إبداع بديع يخاطب النفس والعقل والمستقبل والحاضر والماضي.

وأتم: بعض قصائد “المتنبي” وأقربها إلي قلبي، ليست قصيدته الشهيرة “عيد بأي حال عدت يا عيد” فهذه لم تلفت نظري ولا أتوقف عندها، وإنما قصيدته في رثاء “خولة” شقيقة سيف الدولة الحمداني، شدتني وخاطبت عقلي ووجداني أكثر من غيرها. ولذا نصيحتي للنقاد الشباب، ألا تتناول من الأدب إلا ما تحب.