رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الذكاء الاصطناعي والتحديات| متخصصون يفندون دخول الترجمات لعصر جديد.. ومطالبات بتفعيل بيت الترجمة

صورة من الندوة
صورة من الندوة

شهد الصالون الثقافي بقاعة 2 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة صناعة الترجمة والتي تحدث فيها كل من، إيمان عبد الحميد ''معهد جوتة''، الدكتور خالد السيد '' كتارا.. قطر''، الدكتور طه زيادة ''معهد ثربانتس''، الدكتورة كرمة سامي "رئيس المركز القومي للترجمة"، ماريان كمال "المركز الثقافي الإيطالي"، الدكتور محمد عباس عبد العزيز "ممثل مؤسسة الثقافة اليونانية"، الدكتور مصطفى رياض ''منسق''، وهاني حنا "ممثل المعهد الثقافي الفرنسي"، وأدار الجلسة الدكتورة صفاء النجار.


وقالت الدكتورة صفاء النجار في تقديمها للجلسة: «الحديث عن الترجمة والتحديات والذكاء الاصطناعي يظهر من خلال الأرقام فارتفع الطلب على البرامج الفورية للترجمة من ٥٠ مليون دولار وأصبح مليار دولار، أي أنه تضاعف تماما، ومجال الترجمة ليس فقط لصناعة الكتب ولكن هناك ترجمة فورية وترجمة للافلام والمسلسلات وغيرها».


وتابعت: «لدينا ركيزة أساسية هي المركز القومي للترجمة وهو مسئول ومنوط بهذه الترجمة وتقدم كرمة سامي انفتاحا على اللغات المختلفة إلى اللغة العربية.


وأكملت: كما أن هناك دور للمؤسسات القومية المصرية، وهذه الإطلالة على العالم والجسر الذي يربط بين الحضارات.

 

إيمان عبد الحميد: لدينا أكثر من مشروع لدعم الترجمة 


فيما قالت إيمان عبد الحميد من معهد جوتة: لدينا أكثر من مشروع لدعم الترجمة وهو برنامج عمره 50 عاما، ويعمل في مصر منذ 30 عاما، والحقيقة قمت بعمل رصد لآخر أربع سنوات ما بعد فترة كورونا، فوجدنا أن معهد جوتة دعم ترجمة ٦٠ كتابا خلال الأربع سنوات المنصرمة، وفي ٣٠ عاما تم دعم الكثير.


وأضافت: أول رواية ترجمناها كانت ''قصة بلا نهاية'' لباهر الجوهري، ونحن نقدم الدعم لدور النشر ويمكن للدور أن تقدم الطلبات لدعم الترجمة وشراء الحقوق وغيرها، أي أن الدور هي التي تقدم وليس المترجمين بأنفسهم.


وأكملت: هناك منصة ''ترجمتنا'' التابعة لمعهد جوتة وهي المنصة التي تقدم توصيات لدور النشر التي لديها صعوبة في التمثيل في المعارض العربية ولديها صعوبات في اللغة، وميزتها الأهم أنها ليست توصيات فقط ولكن يعمل عليها علماء كبار.

واختتمت: نظرًا لدعمنا صناعة الترجمة والمشهد الثقافي فلدينا مقالات تشرح أشكال المشهد الأدبي في الدول الغربية، ومنذ عامين دشنا لمسابقة لمقتطف كتاب أطفال، والمسابقة حظت برواج وقررنا عمل مسابقة جائزتها ورشة عمل للترجمة في العاصمة الألمانية برلين، وكل المشروعات لازالت قائمة وفي 2025 لدينا فعالية سيتم تدشينها تحت عنوان ''الإنسان في مواجهة الآلة'' عن الذكاء الاصطناعي.

خالد السيد: عملنا على الترجمة للأعمال الفائزة للغة الإنحليزية والفرنسية

بدوره قال الدكتور خالد السيد، ممثل جائزة كتارا القطرية: بداية تم الإعلان عن كتارا بمرسوم اميري، واحتفلنا العام الماضي بمرور ١٤ عاما على نشأة حي كتارا، وهو حي يقوم على الهندسة الثقافية،  الهندسة الثقافية، فهناك مسرح روماني ومركز للتسوق وثلاث فنادق وعدد من المحلات التجارية، كلها في الحي الثقافي كتارا.


وواصل:  الترجمة جزء لا يتجزأ من الثقافة ووضعنا قدم على المستوى الثقاقي فجائزة كتارا اكبر حائزة وتم اعتمادها من جامعة الدول العربية، وتم اختيار كتارا مدينة للرواية العربية وبالتعاون مع الدول العربية وضعنا بصمة عالمية وتم اعتمادنا من الأمم المتحدة.


وتابع: عملنا على الترجمة للأعمال الفائزة للغة الإنحليزية والفرنسية، وسيتم إضافة اللغة الصينية العام المقبل وهناك أيضا ترجمات للغة الأرمنية والإسبانية.


وأكمل: وهناك دار كتارا للنشر، وتم ترجمة أكثر من ٥٠ رواية عربية للايطالية والفرنسية والإنجليزية، وتمتلك كتارا مكتبة عالمية متخصصة في الرواية، وللحدث عن الذكاء الاصطناعي والترجمة، فقد بدأ الذكاء الاصطناعي منذ عام ١٩٥٠، ولكن في الفترة الاخيرة وجدت كمية ضخمة من المعلومات والأجهزة التي تحلل هذا المحتوى، وكثير من الشركات استخدمت الذكاء الاصطناعي في الترجمة واستطاع ''جوجل ترانسليشن'' مواكبة الأمر، وهناك ''مايكروسوفت'' وبرنامج ''ديب لانجويج، والترجمة الآلية استطاعت، نعم بالفعل استطاعت، وهناك مرحلة مقبلة في الذكاء الاصطناعي وهي التي تترجم المحتوى.


واختتم: «صحيح أنها حققت إنجاز، ولكن لا بد للعامل البشري الضروري، الترجمة للعربية بها قليل من الصعوبة نظرًا للقواعد اللغوية، وأتوقع ان يلعب الذكاء الاصطناعي مرحلة كبيرة في أمور أخرى مثل الطب والهندسة وغيرها».

صورة من الندوة
صورة من الندوة

كرمة سامي: مشكلة الذكاء الاصطناعي مع اللغة العربية كبيرة

ومن جانبها، أكدت الدكتورة كرمة سامي: «مشكلة الذكاء الاصطناعي مع اللغة العربية كبيرة، بالطبع لابد من تحالف المعارف، ونحن أمة عربية وبالتأكيد  لا بديل من وحدة الهدف.
 

وأكملت: «لست ضد الترجمة الوسيطة من لغة غير لغة المنشأ طالما أن المترجم أديب كبير كما فعل بهاء طاهر ويحيي حقي».


وواصلت: «صناعة الترجمة تتعلق بصناعة المترجم نفسه، والحقيقة أن الأمة التي تترجم هي أمة لديها ثقة في ثقافتها، كنت من أشد الناس حظا لعلاقتي بالمترجم الكبير محمد عناني، وهناك سؤال أطرحه على نفسي، كيف يمكن أن نجد عناني آخر».


واختتمت: نحن نربي ذوق القارئ وسط أمواج عاتية، وهناك إقبال على عناوين المعرض في القومي للترجمة، لدينا آباء مؤسسين يعرفون مسئولية المترجم ومنهم رفاعة الطهطاوي وطه حسين، وهناك مسابقة لشباب المترجمين منذ ثلاث سنوات.

ماريان كمال: لن تتفوق الآلة على الذكاء البشري

فيما قالت ماريان كمال، من المعهد الثقافي الإيطالي: لن تتفوق الآلة على الذكاء البشري والحقيقة انني استخدمت الذكاء الاصطناعي، وكنت أثناء عملي أرد على الآلة واشرح لها أبعاد ثقافية مختلفة مابين الطرق العربية للترجمة في الدول العربية، ولكن بالطبع حققت سرعة جيدة، ولكن أنا أقوم بدور المراجع ومن يقوم بتعديل هذه الترجمة والأمر يحتاج أمانة إنسانية وأحاول أن أحقق أفضل نتيجة.


وتابعت: «هناك بيانات تسهل الترجمة، والحقيقة أننا عملنا على تجربة لمشروع ترجمة رواية عربية بواسطة الذكاء الاصطناعي وكانت النتيجة جيدة والحقيقة أنا من أضيف للذكاء الاصطناعي وليس العكس.


وأكملت: هناك ترجمات متواجدة لنجيب محفوظ ويوسف إدريس يستخدمها الذكاء الاصطناعي في أن يشير لبعض المصطلحات الواردة بأن هؤلاء كانوا يستخدمونها.


وواصلت عن المركز الثقافي الإيطالي: ترجمنا إيتالو كالفينو وغيره، ومؤخرا هناك مشروعات للترجمة العربية ولكن نحن ليس لدينا في مصر بيت مفعل للترجمة، ونحن تحولنا لمترجمين بواسطة دعم ومساندات، نحن نحتاج لبيت ترجمة أو كلية متخصصة في هذا.


واختتمت: «لدينا منحتين نقدمهما للمترجمين ودور النشر الأولى في شهر ١٢ وتطلب دار النشر الإيطالية نيابة عن المصرية ولا يحددون المترجم ولكنهم يطلبون الدعم، والمنحة الثانية في شهر مارس تابعة للخارجية الايطالية ترجمت مئات الكتب في العشرين عاما الأخيرة، ومن الممكن أن يقدم إليها المترجم والأفراد ودور النشر، ومن الممكن أن يكون لترجمة عمل أو فيلم وغيرها.

صورة من الندوة
صورة من الندوة

محمد عباس: مؤسستنا هدفها نشر العلوم في العالم

بدوره قال الدكتور محمد عباس عبد العزيز، ممثل المؤسسة الثقافية اليونانية: «هناك مقولة لكزنتزاكيس يقول فيها ''تجري في عروقي دماء عربية''، وأول محاولات الترجمة من وإلى اليونانية للعربية والعكس كانت في العصر العباسي، وبعدها توقفت، ليأتي طه حسين ويعيد انتاج المشروع، وفي الـ٢٥ عاما الأخيرة معظم الترجمات كانت عن طريق المركز القومي للترجمة.


وواصل: مؤسستنا هدفها نشر العلوم في العالم كله، ونشارك في المهرجانات ونسعى لتعزيز الثقافة اليونانية ودعم الترجمات اليونانية وآخر عامين اخذ المركز الأم في اليونان خطوة لترجمة الاعمال اليونانية للعربية عبر برنامج كبير ويمكن لدور النشر أن تقدم مع مترجم معين وعناوين معينة، ويمكن للمترجم أن يقدم بنفسه للمنحة.


وعن الذكاء الاصطناعي قال: لا بد من التدخل البشري، ولا يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يقوم بكل المهمة، والحقيقة عن الترجمة الوسيطة فقد كنا محظوظين لترجمة بهاء طاهر ولا بد أن يكون المترجم كاتب حتى يخرج المترجم بصورة جيدة، لا أقول إن الترجمة الوسيطة خيانة ولكنها تشوه المصطلحات، والحقيقة الترجمة عن اليونانية عبر النص الفرنسي يضيع الأساس اليوناني.


واختتم: نتمنى أن تكون هناك محاولات أكبر للترجمة ما بين اليونانية والعربية.

هاني حنا: صناعة الترجمة موضوع في غاية الثراء

 

فيما قال هاني حنا ممثل المركز الثقافي الفرنسي: صناعة الترجمة موضوع في غاية الثراء لأنه يحمل معنيين، الأول هو العملية الحرفية التي تنتج الكتاب المترجم، والمكون الأول هو الموهبة، ولكن لا بد للمترجم أن يكون كاتبا، ويكون لديه نظرة شاملة، المترجم مثل الطبيب ويجب أن يكون لديه خيال، ودستويفسكي تعرض للمسالة وحكى عن أحدهم ذهب لطبيب لمشكلة في أنفه فقال له الطبيب أنا متخصص في المنخار الأيمن أما الأيسر فاذهب إلى طبيب آخر.


وواصل:  «يجب أن يتقمص المترجم دور القارئ العربي ان كان سيترجم للعربية، ولكن الموهبة وحدها في الترجمة لا تكفي ويجب ان تكون هناك تمارين، ويجب على المترجم فعم مقصد الكاتب لأن الكلمات تتكور، حتى القواميس يجب أن يتم تحديثها».


واختتم: أهمية المنح التي تقدمها المراكز الثقافية تأتي من مساعدة المترجم على السفر للدولة التي سيترجم منها.


وعن الذكاء الاصطناعي قال إنه تنقصه البلاغة، والحقيقة أنه تطور كثيرا، ولكن لا ينفي هذا أنه مليء بالمشاكل، ولابد من المراجعة، لأن الذكاء الاصطناعي لا يفرق بين الخطأ البسيط والخطأ الفادح.

صورة من الندوة
صورة من الندوة

 

طه زيادة:نقدم خدمات لدارسي الإسبانية وتاهيل المترجمين

 

وفي ذات السياق، قال الدكتور طه زيادة عن مركز ثربانتس وعن مستقبل الترجمة الأدبية في عصر الذكاء الاصطناعي: مركز ثربانتس لديه تمثيل في العالم العربي وأنحاء العالم، وهو منصة لكل المتحدثين باللغة الإسبانية وهم ٥٠٠ مليون إنسان.


وواصل: نقدم خدمات لدارسي الإسبانية وتاهيل المترجمين وهناك دعم مهم للترجمة بشكل سنوي لمقترحات يقدها مترجمين لدور النشر وازداد هذا الدعم ليصل لدول عربية أخرى.


وأكمل: بصفتي أكاديميا دارسا للترجمة واقوم بتدريس الترجمة في جامعة القاهرة تواجهنا مشاكل في تاهيل المترجمين بالطبع، ويعد موضوع الترجمة في ظل الذكاء الاصطناعي مهما للغاية، وهو من الممكن أن يسهم في دقة وسرعة الترجمة، وتقديم ترجمات جيدة، ولكن في الادب قد لا يتقن الذكاء الاصطناعي الترجمة لأنها مليئة بالمشاعر، للكاتب، وبالتالي سيفقد الذكاء الاصطناعي عددا من الاليات هي أنه لم يطرح ما شعر الكاتب به.


وتابع: قد يصبح الذكاء الاصطناعي عاملا مساعدا لكنه لن يصبح أساسيا أبدا.


واختتم: لدينا ٢٠ كلية في مصر تقوم بتدريس اللغة الاسبانية ولكن ما هو درونا تجاه الترجمة، هذا هو السؤال الحقيقي، ولكني أشكر القومي للترجمة، واقترح بما أن لدينا ٢٢ دولة عربية فلماذا لا نعمل على الأمر بشكل عكسي، وأن يكون هناك تفعيل لبيت المترجمين يساهم في الترجمة، كما يحدث في إسبانيا، وفي النهاية أشيد بالمركز القومي للترجمة وهو حاضنة لكل المترجمين وكل اللغات في المنطقة العربية.

صورة من الندوة
صورة من الندوة

 

مصطفى رياض: الذكاء الاصطناعي لا يمكن مقارنته بالبشر

 

بينما قال الدكتور مصطفى رياض: توليت مهمة إصدار الألف كتاب الثاني وهو مشروع كبير، وحين تحملت المسؤولية استعنت بالشباب إلى جانب الأساتذة الكبار وأصبحت القاعدة الكبيرة من شباب المستقبل.


وأكمل: «نظرا للرغبة في التوازن بين الميزانية والطموح فتوجهنا للعام، استعنت بالخبراء في مجال الكتاب المترجم فيقدمون للكتاب بمقدمة شاملة تربطه بزمننا المعاصر، ويحدث استفادة من هذا العلم».


وعن الذكاء الاصطناعي اتفق مع ما قيل في إنه لا يمكن مقارنته بالبشر لكنه يحتاج لتوجيه، وأقدم للشباب في مشروع الألف كتاب رؤية حول استخدام الذكاء الاصطناعي وتوجيهه، كيف نترجم كلمة فيها حزن أو أي مشاعر، هنا يجب التوجيه.


وواصل: أنك تريد إنتاج كتاب ينتمي للقرن التاسع عشر باسلوب القرن التاسع عشر فيجب أن أقوم بتحميل كتب من القرن التاسع عشر وأطلب من الذكاء الاصطناعي محاكاة ما قدمته له.


وواصل: كنت قد ترجمت كتابا حاكيت فيه أسلوب الجبرتي ولكن الآن يمكنك أن تجعل الذكاء الاصطناعي يحاكي هذا الأسلوب بعد أن تغذيه بأسلوب الجبرتي.

 

وفي نهاية الجلسة طالبت الدكتورة صفاء بوضع توصية تتلخص في تفعيل بيت الترجمة المصري، والعمل عليه بجهد حتى يكون ركيزة أساسية للمترجمين المصريين.