كتاب من عُمان يشاركون تجاربهم فى الكتابة السردية بمعرض الكتاب
في ندوة حوارية اليوم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب حملت عنوان "السرد العُماني.. الحضور المتصاعد"، اجتمع أربعة من أبرز المبدعين العُمانيين لإلقاء الضوء على تجاربهم الأدبية المتنوعة والحديث عن واقع السرد في عمان وتحدياته وآفاقه المستقبلية.
أدار الجلسة الأديب العُماني سليمان المعمري، الذي أشار في افتتاحيته إلى أن عمر الإبداع الأدبي في عُمان قد يكون قصيرًا نسبيًا، لكنه يحمل زخمًا متزايدًا في مختلف الأجناس الأدبية، وعلى رأسها السرد.
معرض القاهرة الدولي للكتاب
شارك في الندوة كل من الروائية العمانية بشرى خلفان، والروائي زهران القاسمي، والكاتب والسينمائي عبدالله حبيب، وأخيرًا الكاتب والروائي محمد سيف الرحبي.
بشرى خلفان: بين الذاكرة والمكان
تحدثت بشرى خلفان عن مشروعها الأدبي الذي يتمحور حول مدينة مسقط باعتبارها مركز الطفولة والذاكرة. وأشارت إلى أن انتماءها للمكان يشكل ركنًا جوهريًا في كتابتها، مؤكدة أن مشروعها يتبلور مع استمرارها في الكتابة.
وعن روايتها الأبرز دلشاد، التي انتهت نهاية مفتوحة، كشفت خلفان أن الجزء الثاني منها أو من أي عمل روائي يعتمد على مدى الحاجة إلى تطوير الشخصيات واستكمال الأحداث، مؤكدة أن الكتابة عملية تتطلب الصبر والتأمل.
زهران القاسمي: استكشاف الحكايات الشعبية
الروائي والشاعر زهران القاسمي، الحائز على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) عن روايته تغريبة القافر، تحدث عن رهبة الكتابة التي لازمته في بداياته، وكيف دفعه هذا الشعور إلى الغوص في الذاكرة الشعبية العُمانية واستلهام حكاياتها.
وأكد القاسمي، أن لكل رواية جانبا بحثيا دقيقا، مشيرًا إلى تجاربه مع رواياته، مثل القناص التي استلهمها من حوارات مع صيادي الوعول، وجوع العسل التي استفاد فيها من خبرته في تربية النحل، وتغريبة القافر التي تطلبت بحثًا معمقًا في نظام الأفلاج العُماني.
عبدالله حبيب: الذات وطرق التعبير
في حديثه، عرّف عبدالله حبيب نفسه بأنه أديب متعدد الاتجاهات، يكتب الشعر والنقد السينمائي والسرد. تحدث عن تجربته الشخصية في الكتابة بوصفها وسيلة لاستكشاف جوهر الذات، مشيرًا إلى أن اختياراته للأشكال الأدبية المختلفة تأتي نتيجة لرغبته في التعبير عن ذاته بطرق متنوعة.
وأشار حبيب، إلى أنه لم يكتب الرواية رغم اعتزازه بالشكل الروائي، موضحًا أن الرواية تتطلب ثقافة موسوعية وحنكة كبيرة، وهو ما يعتبره معيارًا صعبًا للالتزام به.
محمد بن سيف الرحبي: مغامرات في الكتابة
تحدث الكاتب والصحافي محمد بن سيف الرحبي عن تجربته المتنوعة التي تجمع بين الصحافة والأدب والمسرح. وأشار إلى أن خلفيته الصحفية أثرت على أسلوبه في الكتابة، مما مكنه من التنقل بين الأشكال الأدبية المختلفة، مثل أدب الرحلات والسيرة الذاتية.
وركز الرحبي على أن الرواية هي التي تختار مسارها، موضحًا أن تحويل الواقع إلى شكل فني عملية شاقة، لكنها ممتعة ومليئة بالمغامرة.
اختتم الرحبي الندوة الحوارية بالتأكيد على استحقاق الرواية العمانية للاحتفاء بسبب استحقاقها لذلك وليس فقط بسبب فوزها بالجوائز، لا سيما وأن هناك العديد من التجارب الأدبية العمانية التي استطاعت أن تثبت أقدامها بالآونة الأخيرة.