يا رجال الشرطة.. عليكم التحية والسلام
لا أخفى إعجابى – كمواطن مصرى - بوزير داخلية مصر الرجل الصامت الصامد اللواء محمود توفيق، فأنت لا تشعر به ولكن تشعر بعمله وتعيش فى أمن يصنعه بعد الله فى وطننا رجال أوفياء تحت قيادته يدركون حقيقة المخاطر التى تحيط بالبلاد أو تختبئ تحت جلد مصر، ولاشك أن وزير الداخلية متمكن فى قيادته المهنية وليس من عادته أن يحدث هالة أو صخبًا من حوله أو تصريحات يشغل بها فراغًا فى المنظومة الأمنية كعادة الكثيرين ممن شغلوا هذا المنصب لأنه لا يعرف الفراغ أصلا والمنظومة الأمنية فى عهده مكتظة بالإنجازات بلا فراغ، وأظن أنه له عيون ثاقبة كعيون الصقر ترصد الوطن من علياء فلا تفوتها فائتة، ولا يخفى على حسها الأمنى قدر حبة من إرهاب مستتر أو جُرم يتنفس خلف جدران القانون أو بطانة من فساد تنمو متطفلة على مقدرات الوطن. أقول ذلك بكل اعتزاز ونحن نحتفل بعيد الشرطة المصرية، وقد كان القدر رحيمًا بالمصريين حين شهدت صفحات التاريخ مواقف وأحداثًا متفرقة رسخت فى أذهانهم الفارق الكبير بين وطن بلا أمن، ووطن يحظى بنعمة الأمن والأمان، وجعلتهم على وعى وإدراك بأن القوى التى تريد هدم الشرطة هى نفسها القوى التى تسعى للخروج على القانون وزعزعة الاستقرار ونشر الجريمة والتواجد المستمر فى غيبة من رقابة القانون، فلا يوجد مواطن شريف يسعى لإضعاف قوة إنفاذ القانون، فلا يسعى للانفلات إلا المنفلتون الذين يعيشون كالطفيليات فى المياه الراكدة. وإذا كنا ندرك بطولات الشرطة المصرية فى التاريخ القديم والحديث، فلا ننسى فى تاريخنا المعاصر محاصرة الشرطة المصرية للإرهاب والقضاء عليه فى ربوع المحروسة، ولا ننسى انتصاراتها المتكررة لمحاصرة وتدمير قلاع المخدرات وتجارة السلاح والمعتدين على قوت الشعب من السلع المدعمة المسروقة وحماية منافذ البلاد من الاختراق الخارجى عبر الموانئ البرية والبحرية والجوية، ثم لا ننسى يقظتها فى متابعة الأخطار التى تتربص بأمن الدولة الوطنى والمحاولات المتكررة للجماعات المتطرفة والإرهابية وأصحاب المصالح والمخططات الدولية والقضاء على تلك المخططات والمحاولات فى مهدها، والمواطن فى مصر لا ينسى تبعات الانفلات الأمنى الذى شهدته البلاد فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011، وكيف حاولت قوى الشر والإرهاب هدم إمكانات الشرطة المصرية وقدراتها لإخلاء الساحة من أى حماية لمؤسسات الدولة بهدف السيطرة عليها وأخذ البلاد إلى طريق اللاعودة والدفع بها للسقوط من الهاوية، فشهدنا جرائم تفجير خطوط الغاز وأبراج الضغط العالى وفتح الحدود وتخريب المرافق وحرق وسائل المواصلات العامة، بالإضافة إلى ما حدث فى السجون وأقسام الشرطة، ثم رأينا الآن كيف تجاوزت الشرطة المصرية كل هذه الأحداث الجسام التى كانت كفيلة بانهيار هيئة الشرطة إلى الأبد، لكن الحقيقة الآن تثبت أن الشرطة المصرية لا تفنى ولا تستحدث من عدم لأن يد الله الخالق دائمًا مع الحق، ولأن مصر تحت ظل عرش الرحمن، وما جرى من تطوير الشرطة فى مصر خير دليل على ذلك، والمقرات الحديثة لمديريات الأمن وأقسام الشرطة فى جميع محافظات مصر، وتحديث آليات الشرطة ومدرعاتها ومركباتها وتسليحها بقدرات وإمكانات لوجستية متطورة، والارتقاء بالمستوى التدريبى والتقنى المذهل لرجال الشرطة وتطوير القطاعات الفنية بوزارة الداخلية لأكبر دليل على أن مصر تتمتع بواحد من أقوى أجهزة الشرطة فى الشرق الأوسط بل لا أبالغ إذا قلت إن الشرطة فى مصر من أقوى الأجهزة الشرطية على مستوى العالم فى كشف غموض الحوادث، نتيجة الخبرات التراكمية اليومية لكوادرها اليومية، وعقيدتها المهنية التى تتلخص فى أن «منع الجريمة أفضل من كشف غموضها»، وليس بغافل عنا أن مصر قد احتلت منذ سنوات المرتبة الثامنة ضمن 142 دولة عالميا والأولى إفريقيا فى مؤشر مؤسسة «جالوب» لإنفاذ القانون وتحقيق النظام وتوفير الأمن للمواطنين وتحقيق الاستقرار، ثم حققت مصر إنجازًا عربيًا وعالميًا كبيرًا حيث جاء تصنيفها ضمن دول الفئة الأولى فى المؤشر العالمى للأمن السيبرانى «GCI» الصادر عن الاتحاد الدولى للاتصالات لعامى 2023-2024، وهو المجال الذى يحظى فيه قطاع المعلومات وجرائم الإنترنت بوزارة الداخلية بدور كبير وهام إلى جانب الدور التقنى الهام لوزارة الاتصالات، بالإضافة إلى ما أعلنه منذ أيام وزير الداخلية اللواء محمود توفيق عن انخفاض معدل ارتكاب الجرائم الجنائية بنسبة 14%، والجهود المبذولة فى إحباط وضبط كميات غير مسبوقة من المواد المخدرة بقيمة 15.7 مليار جنيه، فضلًا عن الحيلولة دون نفاذ كميات ضخمة للمخدرات التخليقية تقدر قيمتها بـ 28 مليار جنيه، كما أن جهود الوزارة تمكنت من تقويض الهجرة غير الشرعية انطلاقًا من البلاد.
يبقى الوقوف عند كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية خلال الاحتفال بالذكرى الـ73 لعيد الشرطة المصرية وتقدير سيادته الشديد لهيئة الشرطة بتقديم التحية لشهداء الشرطة المصرية الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن، مؤكدًا أنهم برهنوا بدمائهم الزكية على شجاعتهم وإقدامهم فى مواجهة الأعداء والإرهابيين.
كل التحية والتقدير لوزير داخلية مصر اللواء محمود توفيق وقيادات الشرطة وهيئاتها ورجالها الأوفياء فى عيد الشرطة المصرية، نقدر جميعًا جهودكم ونقف على صف واحد فى مواجهة أعداء الوطن معكم.. ونعرف بحق قدر تضحياتكم من أجل وطن آمن ينعم بالأمن والأمان والاستقرار.. كل عيد للشرطة وأنتم فى قلوبنا.. وعليكم التحية والسلام.