"العلاقات العمانية المصرية" فى ندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
شهدت القاعة الدولية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب اليوم ندوة بعنوان "العلاقات العمانية المصرية الحديثة: مرتكزات ومواقف"، أدارها الكاتب العماني عاصم الشيدي، بمشاركة المفكر المصري علي الدين هلال، ووزير الثقافة المصري الأسبق محمد صابر عرب، ووزير الإعلام العماني الأسبق عبد المنعم الحسني والسفير العماني علي العيساني.
تناولت الندوة الجذور التاريخية العميقة بين البلدين، وأبرزت الروابط الثقافية والسياسية الممتدة، إلى جانب التأثيرات الحديثة المتبادلة التي عززت العلاقة بين سلطنة عمان ومصر.
علي الدين هلال: علاقة تاريخية تجمع بين النظر والعمل
افتتح المفكر المصري علي الدين هلال كلمته بالإشادة بسلطنة عمان، قائلًا: "عرفت سلطنة عمان بتاريخها وعمارتها، وأكن لها قدرًا كبيرًا من التقدير والاحترام."
وأشار إلى علاقة شخصية تربطه بالسلطنة عبر إشرافه على إعداد "موسوعة السلطان قابوس لأسماء العرب"، واصفًا المشروع بأنه بحث موسوعي يتناول الأدب واللغة والتاريخ. وتطرق هلال إلى التشابه بين البلدين في موقعهما الاستراتيجي، وحضارتهما القديمة، واستقرارهما المجتمعي، مؤكدًا أن كلا البلدين أقاما دولًا تمتد جذورها إلى مئات السنين.
واستعرض المحطات البارزة في التعاون السياسي، مشيرًا إلى دعم مصر لعمان في مواجهة النفوذ الإنجليزي، ومظاهرات التأييد العمانية لمصر خلال العدوان الثلاثي. كما استذكر لحظة تضامن السلطان قابوس مع مصر بعد حرب أكتوبر، حينما زار القاهرة مرتديًا البزة العسكرية، تعبيرًا عن الدعم السياسي والعسكري.
وأضاف هلال: العلاقات بين البلدين تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية. إنها علاقة مستمدة من التشابه بين الدولتين في بنيتهما المجتمعية والحضارية."
محمد صابر عرب: التعليم قاطرة النهضة العمانية
من جهته، تحدث وزير الثقافة المصري الأسبق محمد صابر عرب عن التحولات الكبرى التي شهدتها عمان في العقود الأخيرة، مشيرًا إلى أن التعليم كان المشروع الأساسي لإعادة بناء البيت العماني بعد التحديات التي مرت بها السلطنة في السبعينيات.
قال عرب: سلطنة عمان، رغم انطلاقتها الحديثة المتأخرة، استطاعت عبر خبراء على أعلى المستويات أن تحقق نهضة متكاملة، نقلت المجتمع إلى عالم جديد من التقدم العلمي والثقافي.
وأكد أن الدول ذات التاريخ العريق مثل عمان تمتلك القدرة على النهوض سريعًا بفضل روح المحبة والإرادة الجماعية.
عبد المنعم الحسني: مصر بيوت عمانية والعكس صحيح
أكد عبد المنعم الحسني على عمق الروابط الثقافية بين مصر وعمان، قائلًا: كل البيوت المصرية هي بيوت عمانية، والعكس صحيح. لقد كتب العديد من الكتاب العمانيين في الصحف والمجلات المصرية، واستقوا إلهامهم من الأدب والفن المصري."
وأشاد الحسني بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، واصفًا إياه بأنه أحد أهم المعارض العالمية، مضيفًا:
"هذا المعرض ليس فقط منصة للمعرفة، ولكنه مساحة لاستيعاب النخب الفكرية والأدبية من مختلف أنحاء العالم."
وأشار إلى تأثير مصر الثقافي على الأمة العربية، مضيفًا أن سلطنة عمان تلاقت بحضارتها العميقة مع الحضارة المصرية القديمة في سياق تاريخي مشترك.
علي العيساني: علاقات حتمية ومتعددة الأوجه
اختتم علي العيساني الندوة بالتأكيد على حتمية العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أوجه التعاون المتعددة التي تشمل المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية.
وقال العيساني: العلاقات بين مصر وعمان ليست مجرد علاقات تاريخية، لكنها نموذج يحتذى به في التعاون الإقليمي، وتعكس رؤية مشتركة لتقدم الأمة العربية.