«حقائق لاتنسى».. 25 يناير تكشف حقيقة الإخوان وثورة 30 يونيو تصحح المسار
في الذكرى الرابعة عشر لثورة 25 يناير 2011 التي تحل غدًا السبت 25 من يناير 2025، تتجدد الأسئلة حول سير الأحداث التي أسفرت عن تغيرات جوهرية في المشهد السياسي المصري، وكيف تحولت الثورة التي كانت تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والحرية، إلى ساحة صراع بين القوى المختلفة، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين التي حاولت سرقة الثورة وتوجيه دفتها بما يتناسب مع مصالحها السياسية.
المشهد قبل 25 يناير
قبل اندلاع الثورة، كانت جماعة الإخوان المسلمين في مصر قد تجاوزت فترة من التهميش في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، إلا أنهم ظلوا يشكلون جزءًا بارزًا في الحياة السياسية والاجتماعية، رغم أنهم كانوا يعملون تحت الأرض في الكثير من الأحيان، وكانت جماعة الإخوان قد استفادت من فترة ما قبل الثورة من خلال بناء شبكة واسعة من العلاقات مع قطاعات شعبية كبيرة، إضافة إلى دعم مادي غير محدد المصدر، مما منحهم حضورًا قويًا في الشارع المصري.
انطلاق الثورة ودور الإخوان
في يوم 25 يناير 2011، تحركت جموع من الشعب المصري للمطالبة بالتغيير، وكان الشعار الأبرز هو إسقاط نظام مبارك، لكن الأمور لم تقتصر على القوى السياسية التقليدية، بل انضمت إليها جماعات متعددة في طليعتها جماعة الإخوان المسلمين، على الرغم من أن الإخوان في البداية كانوا حذرين من الاندفاع الكامل نحو المشاركة في الثورة خوفًا من العواقب السياسية، فإنهم سرعان ما بدأوا في الانخراط بشكل كبير بعد 28 يناير عندما تبين لهم أن المظاهرات الشعبية قد تخرج عن نطاق السيطرة، ما دفعهم للاستثمار في هذه اللحظة التاريخية.
سرقة الإخوان للثورة
مع مرور الوقت، بدأ الإخوان في استخدام الثورة كمنصة لتمكين أنفسهم سياسيًا، ووفقًا لما ذكره العديد من المحللين السياسيين في وقت لاحق، استغلوا حالة الفوضى والحراك الشعبي ليتموضعوا على رأس المشهد السياسي، مستفيدين من ضعف الأحزاب السياسية التقليدية وعدم قدرتها على التحرك بفاعلية.
ومع تزايد الأحداث في ميادين الثورة، مثل ميدان التحرير، بدأ الإخوان في ملء الفراغ الذي خلفه غياب الأحزاب السياسية التي كانت تفتقر إلى التنظيم والقدرة على تحشيد القوى الشعبية، وبحسب تصريحات العديد من السياسيين، فإن الإخوان عملوا على استقطاب العديد من الحركات الشبابية في البداية، لكن سرعان ما بدأوا في تهميشها لصالح السيطرة على زمام الأمور.
توجيه الثورة نحو الأهداف الإخوانية
وخلال هذه المرحلة، عملت جماعة الإخوان على إعادة صياغة مطالب الثورة بما يتماشى مع أهدافها السياسية الخاصة، وفي مقدمتها الوصول إلى السلطة، وهذا التوجه بدأ يظهر في بعض المواقف، مثل الدعوة إلى تنحية مبارك وتشكيل حكومة انتقالية يقودها الإخوان أو من يمثلهم، كما أنهم عملوا على استقطاب مختلف القوى الاجتماعية، من طبقات شعبية وأحزاب سياسية، في إطار سعيهم نحو توجيه مشهد الثورة لمصلحتهم الشخصية.
مفاجآت ما بعد الثورة
بعد تنحي مبارك في 11 فبراير 2011، وجد الشعب المصري نفسه في مواجهة مرحلة انتقالية أظهرت مدى سيطرة جماعة الإخوان على مفاصل الدولة، خاصة بعد انتخاب محمد مرسي رئيسًا للبلاد في يونيو 2012، في تلك الفترة، بدأ المواطنون يشعرون بخيبة أمل جراء تحول الثورة من مطلب شعبي لتحقيق الديمقراطية والعدالة إلى محاولة للهيمنة الإخوانية على السلطة، وهو ما أسفر عن اضطرابات في الشارع المصري وظهور مظاهر فساد وتسلط سياسي من قبل جماعة الإخوان.
ثورة 30 يونيو "تصحيح المسار"
في 30 يونيو 2013، خرج الملايين في الشوارع مرة أخرى، ولكن هذه المرة كان الهدف هو تصحيح المسار بعد أن اكتشف الشعب حقيقة أهداف جماعة الإخوان التي سرقت ثورة 25 يناير، ومن خلال حشد غير مسبوق من الجماهير في كافة أنحاء البلاد، تم إجبار محمد مرسي على التنحي عن منصبه، لتعود الأمور إلى مجراها وتعود الثورة إلى أيدي الشعب، الذي ناضل من أجل حقوقه وحريته.
وما بين 25 يناير و30 يونيو، تتضح صورة الانقلاب السياسي الذي قامت به جماعة الإخوان المسلمين، حيث انقلبت أهداف الثورة التي كانت تطالب بالعدالة الاجتماعية والحرية إلى محاولة لفرض السيطرة الإخوانية على مقاليد الحكم في مصر، وغياب القيادة الحقيقية من القوى السياسية الأخرى، وضعف التنظيم والتخطيط، سمح لجماعة الإخوان بأن تسرق الثورة، مستغلة الفراغ السياسي في تلك الفترة.