داعية بـ"الأوقاف": الأمن نعمة عظيمة تساعد في نشر المحبة والألفة
قال الدكتور مصطفى سعفان من علماء وزارة الأوقاف، إن الأمن نعمة عظيمة تساعد فى نشر المحبة والألفة وتساعد على الإعمار والتقدم والرقى لذلك تأمل معى مكانة الأمن، حيث قدم الله تعالى الأمن على الرزق وذلك في قوله تعالى (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من أمن منهم بالله واليوم الاخر ) وذلك لسببين، الأول هو أن الخائف لا يستطيع ان يعمل ولا يجتهد ولا يسعى في الأرض ويمشي في مناكبها ليأكل من رزق الله، والثانى أن الخائف لا يستمتع بشراب ولا يستلذ بطعام فلا يشعر بأى شيء.
وأضاف "سعفان" خلال خطبة الجمعة بمسجد السلام بمحافظة كفر الشيخ: جعل الله البيت الحرام أمنا وأمانا قال تعالى (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا ) وقال تعالى (أولم يروا أنا جعلنا حرما أمنا ويتخطف الناس من حولهم ) وقال تعالى (أولم نمكن لهم حرما أمنا يجبى اليه ثمرات كل شيء )، ولذلك فالأمن مطلب الأنبياء والصالحين قال تعالى على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام (وإذ قال إبراهيم رب إجعل هذا البلد آمنا واجنبنى وبني أن نعبد الأصنام ) وعلى لسان سيدنا يوسف عليه السلام (فلما دخلوا على يوسف آوى اليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) وعلى لسان سيدنا موسى عليه السلام (وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولا مدبرا ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين ) وهذا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (كان إذا رأى الهلال قال اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والسلام ربي وربك الله ) رواه الترمذي.
وتابع: كانت أحوال النبي صلى الله عليه وسلم كلها تدعو الى الأمن والسلام فلما وصل إلى المدينة مهاجرا آخى بين المهاجرين والأنصار وكتب صحيفة المدينة دستور المدينة بين المسلمين وغيرهم ليعيشوا في أمن وأمان وسلم وسلام وسخاء ورخاء ولما دخل مكة فاتحًا قال سيدنا سعد هذا يوم الملحمة فقال صلى الله عليه وسلم هذا يوم المرحمة ثم قال من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن دخل داره فهو آمن، بل تأمل معى في يوم وهم في المدينة سمعوا صوتا فأسرعوا فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم على فرس عرى وقال لهم لن تراعوا إنا وجدناه بحرا، ولمكانة الأمن قدمه النبي صلى الله عليه وسلم على الصحة والرزق فقال فيما روى احمد والترمذي ( من اصبح منكم أمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا )، وجعل الله الأمن مكافأة لأهل الجنة فقال تعالى (ادخلوها بسلام آمنين ) وقال تعالى (يدعون فيها بكل فاكهة آمنين) وقال تعالى (وهم في الغرفات آمنون).
