المفتي يكشف دور المؤسسات الدينية في تحقيق الأمن المجتمعي
قال د. نظير عياد، مفتي الديار المصرية، إن الحديث عن الأمن المجتمعي لابد وأن يكون مسبوق بالحديث عن الأمن الفكري باعتبار أن أمن المجتمع يتوقف على هذا الجانب بل إنه يمكن أن أقول بأننا عندما نتناول قضية الأمن المجتمعي لا بد أولا أن نشير إلى أن المقصود بهذا المعنى هو ليس مجرد الاستعداد فحسب وإنما هو استعداد مع تصديق بأهمية هذا النوع من الأمن باعتباره يدفع إلى تحقيق المحافظة على الكليات الخمس.
وأضاف عياد، اليوم، خلال حواره ببرنامج "مع المفتي"، المُذاع عبر قناة الناس، أن الذي يؤكد هذا المعنى هو هذه النعمة التي امتنى الله تعالى بها على قريش عندما حدثنا عن نعمة الأمن بمعناه العام في سورة قريش (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4))، ونحن عندما تنظر في هذه القضية أعني قضية الإنسان سوف نجد أن الإنسان بكل ما له إنما يرتكز على ركيزتين مهمتين الأول ما يتعلق بالغذاء والثانية ما يتعلق بالأمن والاستقرار.
أضح، أن ما يتعلق بالغذاء لأنه يؤدي إلى بقائه والمحافظة على وجوده، أما فيما يتعلق بالأمن والاستقرار فلأن ذلك هو الركيزة الرئيسة التي يمكن أن تدفع إلى التشييد وتدفع إلى البناء والعمران، ويؤكد هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى هذا الجانب في حديثه الشريف (من بات آمنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا)، مؤكدًا أن العافية والأمن هما قاعدتا الحياة بأسرها فإذا ما عدمت قاعدة من هاتين القاعدتين أدى ذلك إلى اختلال نواميس الكون وفساد البلاد وهلاك العباد.
وتابع: "عندما تتوقف عن قضية الأمن المجتمعي وما ينتج عنه أو وما يلزمه من ألوان أخرى تعرف بأنواع الأمن سوف تجد أن هناك علاقة قوية جدًا بين ما يسمى بالأمن الفكري والأمن المجتمعي، بل يمكن أن أقول أن واحدًا منهما مقدمة والآخر نتيجة"، مشيرًا إلى أن المؤسسات الدينية تقوم بجهود إيجابية في هذا الجانب.