جمال بيومي: صفحة جديدة في مسيرة التنمية السياحية والاقتصادية لمصر
قال السفير جمال بيومي الأمين العام للمستثمرين العرب، إن قرب افتتاح المتحف المصري الكبير سيعمل على جذب استثمارات أجنبية جديدة في منطقة غرب القاهرة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه لطالما كانت مصر بفضل تاريخها العريق وآثارها الفريدة قبلة للسياح من جميع أنحاء العالم ومع اقتراب الافتتاح المرتقب لـ المتحف المصري الكبير في عام 2025، تُكتب صفحة جديدة في مسيرة التنمية السياحية والاقتصادية لمصر، حيث يُتوقع أن يصبح المتحف أحد أهم المشروعات القومية التي تسهم في تحويل منطقة غرب القاهرة إلى مركز جذب للاستثمارات المحلية والدولية.
وأوضح أن المتحف المصري الكبير يمثل مشروعًا فريدًا من نوعه، ليس فقط لكونه أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، بل أيضًا بسبب موقعه الاستراتيجي بالقرب من أهرامات الجيزة، أحد عجائب الدنيا السبع القديمة ويُتوقع أن يجذب المتحف ملايين الزوار سنويًا، مما سيحدث نقلة نوعية في النشاط الاقتصادي والسياحي بمنطقة غرب القاهرة.
وأشار إلى أن المتحف يضم أكثر من 100،000 قطعة أثرية، بما في ذلك المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، مما يجعله مركزًا عالميًا للحضارة المصرية القديمة. إلى جانب ذلك، يتميز المتحف بمساحات عرض تفاعلية وتقنيات حديثة تُثري تجربة الزوار، وهو ما يجعله وجهة سياحية وثقافية لا مثيل لها.
وأكد أن افتتاح المتحف لم يكن مجرد مشروع معزول، بل رافقته خطط شاملة لتطوير البنية التحتية في منطقة غرب القاهرة وقد شملت هذه التطورات تنفيذ مشروعات كبرى لتحسين الربط بين المتحف والمناطق المجاورة وتشمل هذه المشروعات إنشاء طرق جديدة وتوسعة الطرق القائمة، إلى جانب تطوير وسائل النقل العام، مثل الحافلات الكهربائية وربط المنطقة بخطوط مترو الأنفاق المستقبلية.
وأكد أنه جرى التخطيط لإنشاء مناطق خدمية ومرافق سياحية حول المتحف، مثل الفنادق الفاخرة والمطاعم ومراكز التسوق، لتلبية احتياجات الزوار والمستثمرين.
وأوضح أنه مع اكتمال هذه المشروعات، أصبحت منطقة غرب القاهرة وجهة مثالية للاستثمارات في العديد من القطاعات، بما في ذلك السياحة، والعقارات، والتجارة وفيما يلي بعض القطاعات الرئيسية التي يُتوقع أن تشهد طفرة استثمارية حيث مع تزايد أعداد الزوار المتوقعين للمتحف، يتزايد الطلب على الفنادق بجميع مستوياتها، من الفاخرة إلى المتوسطة، بالإضافة إلى المطاعم والكافيهات التي تقدم تجارب فريدة للسياح. كما يمكن استثمار المنطقة في إنشاء مراكز ترفيهية وثقافية، مثل قاعات العروض الفنية ودور السينما.
وأكد أن المنطقة ستشهد إقبالًا كبيرًا على المشروعات العقارية، خاصة مع تحسن البنية التحتية وارتفاع قيمة الأراضي. ومن المتوقع أن تزدهر المشروعات السكنية الموجهة للفئات المتوسطة والعليا، بالإضافة إلى المجمعات التجارية التي تخدم السياح والسكان المحليين.
وأوضح أن افتتاح المتحف سيخلق طلبًا متزايدًا على المتاجر والأسواق التي تبيع المنتجات التراثية والهدايا التذكارية، مما يفتح الباب أمام المستثمرين لتطوير محلات بيع بالتجزئة ومراكز تسوق صغيرة تلبي هذا الطلب.
وأكد أنه مع زيادة حركة الزوار والبضائع في المنطقة، يُتوقع ازدهار قطاع النقل والخدمات اللوجستية، سواء لنقل السلع أو تقديم خدمات النقل السياحي المميز.
وأوضح أن افتتاح المتحف يُشكل فرصة لإقامة مهرجانات وفعاليات ثقافية وفنية مستمرة في المنطقة، ما يعزز من استدامة النشاط السياحي ويجذب المزيد من الزوار على مدار العام.
وأوضح أنه لا يقتصر تأثير المتحف المصري الكبير على الاقتصاد الكلي، بل يمتد ليشمل المجتمع المحلي. فمن المتوقع أن يسهم المشروع في أنه سيوفر المتحف والمشروعات المرتبطة به آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة في مجالات متعددة، مثل السياحة، والضيافة، والبناء، والخدمات.
وأشار إلى أنه مع زيادة الاستثمارات وتحسن الخدمات، سيشهد سكان غرب القاهرة تحسينات كبيرة في مستوى معيشتهم، سواء من حيث فرص العمل أو الخدمات العامة.
وأضاف أن المتحف يمثل فرصة لتعزيز الوعي الثقافي والتاريخي بين السكان المحليين، مما يعزز ارتباطهم بتراثهم الحضاري.
وأكد أن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد حدث سياحي عالمي، بل هو حجر الزاوية في خطة شاملة لتحويل غرب القاهرة إلى منطقة جذب استثمارات كبرى. ومع الاستفادة من الموقع الاستراتيجي والبنية التحتية المطورة، يُتوقع أن تصبح المنطقة مركزًا اقتصاديًا وسياحيًا بارزًا.
وأوضح أنه لعل النجاح في تحقيق هذا الهدف يتطلب شراكة فعالة بين الحكومة والقطاع الخاص، إلى جانب الالتزام برؤية واضحة تضع التنمية المستدامة والمجتمع المحلي في قلب جميع المشروعات بهذا، سيكون المتحف المصري الكبير ليس فقط رمزًا لحضارة الماضي، بل أيضًا بوابة لمستقبل مزدهر.