رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اطمئنوا.. «ماحدش» يقدر على مصر!!

بابتسامة الواثق وهدوء القوي.. وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، مخاطبًا الجميع، في الاحتفال بعيد الشرطة الثالث والسبعين، ليؤكد أن مصر، البلد الكبير، لا يقدر أحد على تهديدها.. ليس اطمئنانًا لقدرتنا فقط على حمايتها، بجيش وشرطة مصر، ولا أحد غيرها، ولكن أيضًا لأن الله مُطلع علينا ويقف معنا، ويعلم أننا لا نعتدي على أحد، أو نتآمر على أحد.
ذكرنا الرئيس السيسي في مُستهل كلمته، باجتماع قيادات الدولة ووزرائها في القيادة الاستراتيجية، خلال شهر أكتوبر الماضي، لمراجعة استعداداتنا وخططنا من أجل بلدنا، واصطفاف الجيش والشرطة المركزي وفي المحافظات، الذي يستمر لثلاثة شهور.. في هذا الوقت، تساءل البعض: لماذا؟.. هل هناك شيء نخشاه؟.. والإجابة كانت ببساطة، لا.. بل إن الفكرة كانت أن نكون في مصر، البلد الكبير، مُنتبهين ويقظين جدًا.. وما شاهدتموه، هم أولاد الشرطة والقوات المسلحة، أولاد مصر، لذا، فإن على الكل أن يُدرك، أن مصر دولة لا يقدر عليها أحد، وأقف أمام هذه النقطة لطمأنتكم.. (فأنا كمسئول، بفضل الله مطمئن).. وفي رأيي أنا، كاتب هذا المقال، أن القائد مرآة دولته التي لا تكذب.
خلال الشهور الماضية، وقعت أحداث كثيرة على حدودنا المختلفة، ربما أدت إلى قلق البعض، وهو قلق يراه الرئيس مشروعًا، لأنه لا بأس أن يخاف الإنسان على بلده.. لكن ـ يقول الرئيس ـ الإعداد والتجهيز الذي قمنا به، كان هدفه طمأنة الرأي العام والمفكرين والمثقفين والإعلاميين، بأننا نبذل قصارى جهدنا، وربنا فوق الجميع، وشاهد على أننا لا نعتدي ولا نتآمر على أحد، ولذا، يجب أن تطمئنوا.. نحن نبني ونُعمر داخل حدود بلدنا، وهذا ما يوغِر صدور البعض من أصحاب الغل والحقد، الذين لا يتحملون أن يروا شيئًا جميلًا في هذا البلد.. هؤلاء يريدون هدم وتدمير وتخريب كل شيء، وكأنهم يستطيعون الوقوف ضد بناء مستقبل هذا البلد!!.
جرعة من الطمأنينة يبثها الرئيس في نفوس أبناء هذا البد، باليقين في أنه، بفضل الله سبحانه وتعالى، لن يقدر أحد على المساس بهم.. فإذا كانت هذه بلدنا، وهؤلاء هم أولادنا، في الجيش والشرطة، كلٌ في موقعه ومكانه، فهل يا ترى نستطيع أن نحميها ونحافظ عليها، أم لا؟.. بلى، بوعينا وفهمنا للأحدث التي تمر بنا، وإدراكنا أن التحديات والعدائيات لن تنتهي، لأنها طبيعة الحياة.. فلا يوجد أناس مسالمون على طول الخط، بل إن هناك المصالح والمؤامرات، موجودة وقائمة ما قامت الدنيا.. اختبارات وابتلاءات لأصحابها، الذي يجب أن ينتبوا ويكونوا واعين لأنفسهم، وموعين لغيرهم بالمشكلات والتحديات التي لن تنتهي.. ومن يرى كل الدول، وعلى مدى التاريخ الحديث، مثلًا، سيجد أن التحديات تأتي وراء بعضها البعض.. ومن أجل ذلك، يعمل الناس ويطوروا من أنفسهم، حتى تُحل المشكلات وتُحسن من أوضاعها.
لقد قصد الرئيس من كلامه المُرتجل، قبل إلقاء خطابه الرسمي في الاحتفال، مواجهة الشائعات، التي كلما رأينا المزيد منها، أدركنا أن استهدافنا أصبح أكبر.. وقد يعتقد البعض ممن يروجون الشائعات، أن الأمر أصبح يسيرًا عليهم، وأنه من الممكن أن يقترب أحد من هذا البلد.. لكن، بفضل الله سبحانه وتعالى، وبعزته وقدرته، لا أحد يقدر على بلدنا.. يقول الرئيس، (اطمئنوا، بفضل الله، قبل أي أحد، لأنه المطلع على تصرفاتنا جميعًا.. لأن الاطمئنان لا يأتي من قدرتنا فقط، بل إنه مسار انتهجناه، وقيم نمارسها ولا نرددها.. قيم تدعو إلى الشرف والاحترام والعزة والكرامة والبناء.. لذا، لا تقلق يا من كنت قلقًا، ولا تخف يامن كنت خائفًا.. بفضل الله، ماحدش يقدر على مصر).
●●●
توجه الرئيس السيسى بأسمى كلمات التهنئة للشرطة، نساءً ورجالًا، الذين يقفون دومًا، فى طليعة صفوف الجبهة الداخلية، مدافعين عن أمن واستقرار وطننا الحبيب، ويشكلون درعًا حصينًا، أمام كل التهديدات والمخاطر الأمنية، التى تستهدف أرض مصر الطاهرة وشعبها الأصيل.. وقدَّم فى هذه المناسبة الجليلة، تحية رفيعة، لشهداء الشرطة المصرية، الذين بذلوا أرواحهم فداءً للوطن، وبرهنوا بدمائهم الزكية، على شجاعتهم وإقدامهم فى مواجهة الأعداء والإرهابيين، أعداء الوطن والدين.. لأن هذا النموذج المشرف من الأبطال، يبث فى نفوسنا على الدوام، شعور الفخر والاعتزاز.. وعلى أساسه، تقف الدولة المصرية، بكل مؤسساتها بجانب أسر أبطالنا.. وأعتبر الرئيس ومؤسسات الدوله، أبناء هؤلاء الأبطال وأسرهم، (جزءًا من عائلتى الكبيرة.. متمسكا بالعهد الذى قطعناه معًا، بتقديم كل الدعم والرعاية لهم، فى مختلف مناحى الحياة، لتعويض جزء مما كان يقدمه الأبطال الشهداء نحوهم.. ومهما قمنا به لن نعوض الشهيد أبدًا.. نحاول الوقوف بجانب أسرهم في هذا التوقيت الصعب.. نحاول أن نبني منهج حياة.. لن ننسي شهدائنا وأسرهم أبدًا).
وكعادته في كل مناسبة، يصارح الرئيس الشعب المصري بحجم التحديات التي تعصف بالعالم، ومنطقتنا بشكل خاص، بصراعات غير مسبوقة، تهز الدول وتدمر مقدرات شعوبها.. ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى؛ ثم بالجهود الدءوبة التى تبذلها القوات المسلحة والشرطة، ستظل بلادنا بمأمن من تلك الاضطرابات.. بل إن مصر أصبحت، كما كانت على مر العصور، واحة للامن والسلام فى المنطقة.. فقد اختارها الملايين من أصحاب الجنسيات الأخرى، ملاذًا آمنا لهم، اقتداء بقول الله تعالى ﴿ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين﴾.. حيث تستضيف مصر، ما يزيد على تسعة ملايين ضيف، وتقدم لهم الدولة المصرية نفس الخدمات التى يحصل عليها المصريون.. كونهم ضيوفًا كرامًا علينا، فى إطار من الامتثال للتعاليم الدينية السمحة، والاحترام للمنظومة القانونية المصرية.
وبحكم مسئوليتها التاريخية، ووضعها الإقليمى والتزاماتها الدولية، تسعى مصر بكل طاقاتها وجهودها المخلصة، إلى نبذ العنف والسعى نحو السلام.. ويُعتبر اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، شاهدًا حيًا على هذه الجهود الدءوبة، والمساعى المستمرة التى تبذلها مصر، إلى جانب شركائها فى هذا الشأن.. وسوف ندفع بمنتهى القوة، فى تنفيذ هذا الاتفاق بالكامل، سعيًا لحقن دماء الأشقاء الفلسطينيين، وإعادة الخدمات إلى القطاع ليصبح قابلًا للحياة، ومنع أى محاولات للتهجير، بسبب هذه الظروف الصعبة.. لأنه الأمر الذى ترفضه مصر بشكل قاطع، حفاظًا على وجود القضية الفلسطينية ذاتها.
وأكد الرئيس أمام شعب مصر، أن التطرف بوجهه البغيض وتلونه المكشوف، لن يجد فى مصر بيئة حاضنة له، أو متهاونة معه.. داعيًا إلى وحدتنا لأنها درعنا الحصين ضده، وأى محاولات لزرع الخلاف بيننا، ستبوء بالفشل، بإذن الله تعالى.. فالشعب المصرى يعتز بوسطيته، ويرفض التطرف بكل أشكاله، ويفتخر بهويته الوطنية الراسخة.. ومهما فعل الأعداء من محاولات لزرع الأفكار الهدامة، ونشر الشائعات المغرضة، فمحكوم عليها بالعدم.. وقد أثبتت التجارب أن يقظة القوات المسلحة والشرطة، ووعى المواطنين ووحدتهم، كانت ومازالت حائط الصد، الذى تكسرت أمامه هذه المحاولات الخبيثة.. ووجه رسالة طمأنة للشعب المصرى الأبى، بأن الدولة المصرية، تسير فى الطريق الصحيح، رغم كل التحديات..  وهو طريق يتطلب منا جميعًا، العمل والتفانى للنهوض بأمتنا، وجعلها فى المكانة التى تستحقها.. ونسعى بجدية لإجراء المزيد من الخطوات المتتابعة، لتعزيز دور القطاع الخاص، وتحسين مستوى معيشة المواطن المصـرى.. كما أكد على استمرار عزيمتنا القوية وإرادتنا الراسخة، للتغلب على كافة التحديات، (لنصنع مستقبلًا مشرقًا لمصرنا الحبيبة، وتوفير الحياة الكريمة لأبنائها؛ من خلال الحرص على مقدرات الوطن وتنميتها وحسن استغلالها، والحكمة فى اتخاذ القرارات.. التى تتعلق بالمصلحة العليا لمصرنا العزيزة).
●●●
لقد عكست كلمة الرئيس السيسى فى احتفالية عيد الشرطة، حجم التحديات التى كانت تواجه الدوله المصرية ومازالت قائمة.. وأكدت كلماته قدرة الإدارة على قراءة واقع المنطقة، طبقًا للمتغيرات الكبيرة التى حدثت على مدار ما يقرب من عام ونصف العام، ومازالت آثارها مستمرة، والتى سبق وحذرت القياده المصرية منها منذ بداية الأزمة.. وما تاكيد الرئيس على أن مصر دولة كبيرة فى كل محفل، إلا رسالة للداخل والخارج، للتأكيد على أن القياده السياسية تعلم قدرة الدولة، ومؤمنة وواثقة من قدرات أبنائها على حماية الوطن والحفاظ على السيادة المصرية، خصوصًا بعد استعادة مصر لقوتها الناعمة عربيًا وإقليميًا، بالإضافة إلى أن قدرات واستعدادات قواتنا المسلحة والشرطة، أمر بديهي لدولة بحجم مصر، فى ظل التحديات التى تواجهها الدولة، وأنها مستعده للتضحيات من أجل الحفاظ على أمننا القومي، ويبقى مزيد من الاصطفاف الوطنى الشعبي حول القيادة السياسية والجيش والشرطة، حائط الصد الأول من أجل الحفاظ على الوطن أمام هذه التحديات.
نعم، جاءت كلمة الرئيس في توقيت بالغ الأهمية، وحملت العديد من الرسائل الوطنية، بتأكيد الرئيس على أن مصر لن تكون بيئة حاضنة للتطرف بأي شكل من الأشكال، وأن وحدتنا الوطنية تمثل الدرع الحصين الذي يتصدى لأي محاولات لزرع الخلاف أو نشر الأفكار الهدامة.. ولم لا، والشعب المصري يعتز بهويته الوطنية الراسخة ووسطيته المعتدلة، ويرفض التطرف بكافة أشكاله، وأن محاولات الأعداء لنشر الشائعات وإثارة الفتن محكوم عليها بالفشل بفضل وعي المواطنين.. في وقت تسعى فيه القيادة قدمًا نحو تعزيز دور القطاع الخاص وتحسين مستوى معيشة المواطنين، مع الإصرار على مواجهة التحديات لتحقيق مستقبل مشرق لمصر، وسط دور للشرطة المصرية في حفظ الأمن وسيادة القانون، وقد كانت وستظل رمزًا للأمان والاستقرار لكل من يعيش على أرض مصر.
وما حديث الرئيس عن القضية الفلسطينية، إلا إنعكاسُا للموقف المصري الثابت والشامخ في دعم الحقوق الفلسطينية، ورفض مصر القاطع لأي محاولات تهجير ـ قصريًا أو طوعيًا ـ للشعب الفلسطيني، حتي لا تتم تصفية القضية الفلسطينية، وهذا موقف مصر المشرف تحت قيادة الرئيس السيسي، والداعم للسلام والاستقرار في المنطقة، إذ نجحت مصر مع قطر والولايات المتحدة الامريكية في إتفاق وقف إطلاق النار والعمل علي تنفيذه، حيث قال الرئيس إن مصر ترفض تهجير الفلسطينين بشكل قاطع، حفاظًا علي القضية الفلسطينية ذاتها.
إن مصر لا تنسي التضحيات التي يقدمها رجال الشرطة، من أجل أمن وأمان الوطن، وهذا ما أكده الرئيس السيسي في كلمته، (إن الدولة المصرية لن تنسي تضحيات الشهداء، وستقدم كل الدعم لهم)، لأن ما تتمتع به مصر اليوم من أمن واستقرار، جاء بفضل تضحيات الشهداء.. لذلك، فإن مصر، ورغم كل التحديات، دولة مستقرة وآمنة، وسط منطقة تموج بالصراعات، وتستضيف أكثر من تسعة ملايين ضيف، يعيشون بين الشعب المصري، اليقظ ولديه وعي بالشائعات التي تطلقها جماعة الإخوان الإرهابية، التي لن تزيد المصريين إلا تماسكًا ووحدة، حيث قال الرئيس، (عندما تزيد الشائعات، هذا يؤكد زيادة الاستهداف، وأن مصر علي الطريق الصحيح).
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.