صفقة سرية.. كيف نقلت إسرائيل عدوانها من غزة إلى الضفة الغربية؟

أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه في الأيام التي تلت سريان هدنة غزة ووقف إطلاق النار حولت إسرائيل اهتمامها إلى مدينة فلسطينية تبعد حوالي 75 ميلًا إلى الشمال الشرقي من القطاع وتحديدًا في مدينة جنين في الضفة الغربية وهى مدينة لها تاريخ طويل من المقاومة ضد الاحتلال.

وفي هذا السياق، أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح حكومة الاحتلال الإسرائيلي الضوء الأخضر لتنفيذ العدوان على الضفة الغربية.

وتُشير التقديرات إلى أن ثمة صفقة كانت بين الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي من أجل إعلان وقف إطلاق النار في غزة مقابل الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة في الضفة الغربية التي تسعى حكومة الاحتلال المتطرفة لضمها في عهد ترامب.

إسرائيل تنقل عدوانها من غزة إلى الضفة الغربية

وفي يوم الأربعاء، ومع انسحاب بعض قواتها من غزة، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يواصل عملياته العسكرية في جنين، وهى مدينة تقع في الجزء الشمالي من الضفة الغربية المحتلة، ومنذ بدء الحرب في غزة، اكتسبت حركة حماس شعبية متزايدة وأكدت وجودها في الضفة الغربية.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن إسرائيل تركز اهتمامها على الضفة الغربية، وجنين على وجه الخصوص.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 10 أشخاص استشهدوا في جنين وضواحيها منذ بدء الغارة، ونقلت وكالة وفا للأنباء عن مسئولين فلسطينيين قولهم إن أربعة أشخاص على الأقل أصيبوا في المدينة، أمس الأربعاء.

كما استهدفت مداهمات مدن أخرى في الضفة الغربية، وقالت لجنة شئون الأسرى التابعة للسلطة الفلسطينية إن قوات الاحتلال الإسرائيلية اعتقلت 25 فلسطينيًا على الأقل في أنحاء الضفة الغربية منذ مساء الثلاثاء.

استشهاد فلسطينيين برصاص إسرائيلى قرب جنين

وفقًا لاستطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية، فإنه منذ الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، فقدت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية الدعم لفصائل مثل حماس التي تفضل مقاومة الاحتلال.

وفي الوقت نفسه، تصاعدت الغارات الإسرائيلية القاتلة والهجمات التي يشنها المستوطنون اليهود على الفلسطينيين في الضفة الغربية. 

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن جنين تُعدً رمزًا للمقاومة منذ فترة طويلة، وذلك منذ ثلاثينيات القرن العشرين، عندما حمل الفلسطينيون السلاح ضد الحكم البريطاني لفلسطين خلال ما عُرف بالثورة العربية.

وتابعت أن بعد حرب 1948 وإنشاء دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية لم تستسلم جنين أبدًا للاحتلال الإسرائيلي، وفشلت إسرائيل في السيطرة عليها عدة مرات، وتضم المدينة مخيمات لاجئين العائلات الفلسطينية التي تم تهجيرها قسرًا بعد إنشاء الدولة الإسرائيلية.

وفي وقت لاحق، في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 التي أحاطت بإنشاء إسرائيل الحديثة وفرار أو طرد مئات الآلاف من الفلسطينيين، عززت جنين سمعتها كمدينة لم تستسلم أبدًا عندما صد المقاتلون الفلسطينيون، بدعم من الجنود العراقيين، محاولة إسرائيلية للاستيلاء عليها، وكانت جنين مركز الانتفاضة الفلسطينية الثانية ضد الاحتلال الإسرائيلي في أوائل القرن الـ21.