جثامين تحت الأنقاض.. ماذا حدث بعد 48 ساعة من هدنة غزة؟
في أول ليلة منذ أكثر من 15 شهرًا بدون قصف أو مُسيرات مراقبة، بدأ الفلسطينيون في العودة لمنازلهم في القطاع الذي لا يزال محاصرًا بريًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والبحث عن ذويهم المفقودين، بعد تنفيذ سريان هدنة غزة بنجاح، حسبما رصدت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
البحث عن الأحباب تحت الأنقاض في أول أيام هدنة غزة
وتابعت أن الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ يوم الأحد مع إطلاق سراح أول ثلاث محتجزات مقابل الإفراج عن 90 أسيرًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، قوبلت بهستيريا من الفرح، حيث دخلت الإمدادات الإنسانية اللازمة بشكل عاجل إلى القطاع من مصر.
ومع ذلك، بحلول يوم الإثنين، تحول الفرح إلى صدمة وحزن، حيث بدأ سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بتقييم حجم الدمار الذي ألحقته إسرائيل بالقطاع منذ 7 أكتوبر 2023.
وفي إسرائيل، كان الفرح بعودة المحتجزات الثلاثة سالمين مصحوبًا بالغضب والمفاجأة بعد العرض الذي قدمته حركة حماس أثناء تسليم المحتجزات بعد 15 شهرًا من القتال العنيف.
من جهة أخرى، حاول مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية المعارضون للاتفاق إغلاق مداخل مدينة رام الله مساء الأحد قبل عودة 90 امرأة وطفلًا كانوا معتقلين في السجون الإسرائيلية، وفي الليل، أشعل متطرفون إسرائيليون النار في المنازل والسيارات في ثلاث قرى في الضفة الغربية.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن إزالة أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض التي خلفها القصف الإسرائيلي قد يستغرق 21 عامًا ويكلف ما يصل إلى 1.2 مليار دولار.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم الهدنة، تستمر حصيلة الشهداء في غزة في الارتفاع، حيث أفاد الأطباء بأنه تم العثور على 62 شهيدًا في الـ 24 ساعة الماضية، ما رفع عدد القتلى إلى 47 ألف شخص، فيما أصيب 110 آلاف آخرين، ربعهم بإصابات قد تغير حياتهم.
وبينما بدأ العديد من المدنيين النازحين العودة إلى مدنهم وقراهم ومخيمات اللاجئين، كان يوسف، البالغ من العمر 22 عامًا من مدينة بيت لاهيا شمال غزة، قد عاد إلى منزله حيث وجد كل شيء مدمرًا.
وقال: "لا شوارع ولا متاجر ولا مستشفيات، لا شيء سوى الأنقاض، وبعض الجثث تحتها".
أما سابر، وهي أرملة فلسطينية تبلغ من العمر 48 عامًا وأم لستة أطفال، فقد عادت إلى بيت لاهيا الأحد وقالت إنها شاهدت العديد من الجثث على الطريق، بعضها كان قد مضى عليه أسابيع في العراء.
أما المستشفيات فقد تضررت بشكل كبير، حيث تم تدمير مستشفى كامال عدوان المحلي بالكامل.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من دخول 630 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في أول أيام الهدنة، فإن تدفق المساعدات لن يكون سريعًا وفقًا لرئيس لجنة الإنقاذ الدولية، الذي أشار إلى مشاكل سابقة في نهب الإمدادات وتهديدات أمنية من العصابات المسلحة، فضلًا عن نقاط التفتيش الإسرائيلية في معبر كرم أبوسالم.
وتُظهر التقييمات الأممية أن إعادة بناء غزة بعد القصف الإسرائيلي سيستغرق عقودًا ويحتاج إلى تمويل ضخم يتراوح بين 1.2 مليار دولار لإزالة الأنقاض و10 مليارات دولار لإعادة تأهيل النظام الصحي المدمر.