رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد دخول شاحنات المساعدات من مصر.. انخفاض أسعار السلع الغذائية فى غزة

دخول المساعدات الإنسانية
دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة

في صباح اليوم الأول من سريان الهدنة في غزة، ودخول مئات شاحنات المساعدات من مصر إلى القطاع، كانت سوق مخيم أصداء، المنطقة المترامية الأطراف من الخيام والملاجئ المؤقتة على ساحل غزة الأوسط، مزدحمة، حسبما رصدت صحيفة "الجارديان" البريطانية.

انخفاض أسعار السلع الغذائية وتردد السكان على الأسواق في غزة

وتابعت أن بعض المتسوقين بدأوا يتوافدون بكثرة، لأن أسعار مجموعة صغيرة من الضروريات الأساسية المتاحة انخفضت منذ إعلان وقف إطلاق النار، ما جعل السلع التي كانت باهظة الثمن في السابق في متناول اليد.

وجاء آخرون ببساطة لأنهم يستطيعون الآن الوقوف والتحدث وشراء ما يحتاجون إليه دون خوف من الموت المفاجئ أو الإصابات.

وقال أحمد العمارنة، صاحب الأكشاك البالغ من العمر 25 عامًا، إنه سعيد لأن وقف إطلاق النار جلب الاستقرار وانخفاض الأسعار ونهاية القتل.

وتابع: "أنا سعيد للغاية، لأن الأسعار انخفضت، والآن يستطيع الناس شراء الأشياء التي كانوا يتمنونها ولكن لم يتمكنوا من تحمل تكلفتها من قبل".

وتابعت الصحيفة أنه بالرغم من أن سريان الهدنة منذ صباح الأحد الماضي جلب بعض الراحة وأوقف نزيف الدم الفلسطيني، فإن حياة النازحين لا تزال صعبة للغاية بعد تدمير 90% من مباني القطاع، وانهيار الخدمات الصحية وتحول القطاع إلى أنقاض، فضلًا عن النقص الحاد في الماء والوقود.

ودعا المسئولون الإنسانيون إلى "زيادة المساعدات" لتجنب الأمراض والمجاعة المحتملة.

وأكد عمارنة أنه وعائلته يعانون في ظل الظروف الشتوية، قائلًا: "ما نحتاجه الآن، وخاصة مع هذا الطقس البارد وغير المتوقع، هو البطانيات والملابس للأطفال والكبار، والطعام، وخاصة الدقيق، على الأقل بأسعار معقولة يمكننا تحملها".

واحتفل العديد من سكان مخيم أصداء، الذي يحتل موقع مدينة ملاهي سابقة غرب مدينة دير البلح بوسط البلاد، بلحظة دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم الأحد، وهم يقفون في طوابير طويلة عند نقاط المياه أو توزيعات الأغذية أو مرافق الصرف الصحي غير الكافية.

كانت غالية صبح، 54 عامًا، قد جاءت إلى السوق بحثًا عن الأرز لأطفالها الثمانية، وقالت: "كانت الأسعار مرتفعة للغاية، وتفوق إمكانياتنا بكثير، كثيرًا ما كنا نذهب إلى الفراش دون أن نأكل، والآن انخفضت الأسعار، ولكن الأمر لا يزال صعبًا للغاية".

وتابعت: "ليس لدينا مصدر للدخل، نحن نعيش على الصدقات والمساعدات، أطفالي لا يعملون، أحدهم أعمى وزوجي مسن، يعمل أحيانًا، ولكن هذا لا يكفي لإعالة الأسرة، لذلك نعتمد في الغالب على المساعدات".

أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، مجلس الأمن أمس الإثنين أن أكثر من 630 شاحنة مساعدات إنسانية دخلت غزة يوم الأحد، وذهب ما لا يقل عن 300 شاحنة إلى شمال القطاع، حيث الأزمة الإنسانية أكثر حدة. وانخفض عدد الشاحنات التي تصل إلى غزة عبر نقاط التفتيش التي تسيطر عليها إسرائيل في نوفمبر الماضي، إلى حوالي 80 شاحنة يوميًا، وهو جزء ضئيل من 500 شاحنة أو أكثر كانت تدخل يوميًا قبل الصراع.

وقد حدد اتفاق وقف إطلاق النار حدًا أدنى لـ600 شاحنة مساعدات يوميًا.

وألقى كثيرون باللوم على مجموعة من التجار الكبار الذين استغلوا الإمدادات المحدودة التي تصل إلى غزة لرفع الأسعار في الأشهر الأخيرة، والآن أصبح سعر كيس الدقيق الذي يزن 25 كيلوجرامًا ما يعادل 40 دولارًا وهو أعلى سعر له، كما انخفضت تكلفة المعكرونة الفورية والجبن بمقدار النصف، كما أصبحت الفواكه والخضروات الطازجة متاحة على نطاق أوسع.