رضا فرحات: الشائعات أداة الإخوان لضرب الثقة وزعزعة الاستقرار
قال رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، إن الشائعات التي تروجها جماعة الإخوان تستهدف بشكل رئيسي ضرب الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، مما يجعلها أداة رئيسية لإحداث البلبلة وزعزعة الاستقرار في المجتمع ومواجهتها يتطلب تكاملا مجتمعيا واستراتيجية شاملة لمواجهتها تعتمد على الوعي المجتمعي وتعزيز الشفافية مضيفًا أن الإعلام، يلعب دورا محوريا في هذه المعركة، من خلال نشر الحقائق والمعلومات الدقيقة بسرعة وفعالية، مما يقلل من الفراغ الذي تستغله الجماعات المتطرفة لنشر الأكاذيب.
وأكد ضرورة أن تتبنى وسائل الإعلام خطابا توعويا يشرح للمواطنين أساليب تزييف المعلومات التي تمارسها هذه الجماعات، مع تزويد المواطنين بالمهارات اللازمة للتحقق من صحة الأخبار وإلى الدور الحيوي الذي تلعبه المؤسسات التعليمية والدينية في بناء وعي الأجيال الجديدة لمواجهة الشائعات بجانب التعاون مع المدارس والجامعات، والمؤسسات الدينية، في تقديم برامج توعوية تعزز ثقافة التحقق من المصادر، ونشر القيم الوطنية التي تحفز على رفض الأكاذيب والانحياز للحقيقة.
وأشار فرحات في تصريحات لـ"الدستور"، أن تحقيق مبدأ الشفافية في القرارات والسياسات الحكومية هو نقطة الانطلاق لتعزيز الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة يتطلب ذلك إتاحة المعلومات للجمهور بانتظام، بجانب تطوير التشريعات التي تجرم نشر الأخبار الكاذبة التي تستهدف الإضرار بالأمن القومي بالإضافة إلى وحدة الصف الوطني والالتفاف حول الدولة باعتبارهما السلاح الأقوى في مواجهة مخططات الشائعات وضرورة التمسك بروح الوطنية والاعتماد على القنوات الرسمية للحصول على المعلومات باعتبارها الأساس الثبات أمام محاولات زعزعة الاستقرار ولكن يظل وعي المواطنين واصطفافهم خلف دولتهم حائط الصد الأقوى أمام كل من يحاول المساس بأمن الوطن واستقراره.
وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر، أن جماعة الإخوان تستغل التحديات الاجتماعية والسياسية التي تواجهها الدول لترويج الشائعات بشكل ممنهج، في محاولة لضرب الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة وهذه الاستراتيجية ليست جديدة، بل هي جزء من منهجهم الذي يعتمد على بث الفوضى والتشكيك لإضعاف استقرار المجتمعات، خاصة في الأوقات التي تتطلب تضافر الجهود الوطنية.
وأشار إلى أن الأخوان يستخدمون الشائعات كأداة لتضليل الرأي العام، مستغلين وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأخبار المزيفة بشكل سريع وواسع وتستهدف بشكل رئيسي القضايا الحساسة التي تمس حياة المواطنين اليومية، مثل الأوضاع الاقتصادية والخدمات العامة، لإثارة مشاعر الغضب والقلق بين الناس وهذا النهج يعتمد على استغلال أوقات الأزمات لإظهار الدولة بمظهر العاجز عن تلبية احتياجات الشعب.
وأكد أن وعي المواطنين يظل خط الدفاع الأول في مواجهة هذه المحاولات، وعدم الانسياق وراء الشائعات، وأدركت الدولة المصرية خطورة هذه الأساليب مبكرا، ونجحت في تعزيز وعي المواطنين من خلال حملات توعية واسعة، وتطوير منظومة إعلامية تركز على نشر الحقائق أولا بأول وإصدار القوانين التي تعاقب مروجي الأخبار الكاذبة باعتبارها خطوة ضرورية للردع خاصة وأن الإخوان يعتمدون على الشائعات كآخر وسيلة بعد أن فقدوا الحاضنة الشعبية، ويجب على الجميع التكاتف الوطني لمواجهة هذه المخططات الخبيثة.
وتابع فرحات، أن جماعة الإخوان تسعى منذ فترة طويلة إلى زعزعة استقرار مصر وإضعافها عبر محاولات لنقل سيناريو الفوضى الذي شهدته دول أخرى، مثل سوريا، إلى الداخل المصري معتمدة على استغلال الأزمات، وإثارة الفتن، ونشر الشائعات، بهدف تقسيم المجتمع وإضعاف الدولة، إلا أن مصر تتمتع بمقومات أساسية تحول دون تكرار هذا السيناريو وتعتمد الإخوان لإثارة الفوضى على استراتيجية استهداف اللحمة الوطنية، وتأليب المواطنين ضد مؤسسات الدولة، وتعطيل مسار التنمية ومع ذلك.
وتابع: الجماعة ليست قادرة على تحقيق هذا الهدف في مصر بسبب قوة الدولة ومؤسساتها، إلى جانب وعي الشعب المصري الذي أفشل محاولاتهم المتكررة، خاصة في السنوات التي أعقبت 2013 بالإضافة إلى ذلك فإن مصر لديها جيش وطني قوي يحظى بدعم شعبي كبير، وهو عامل أساسي في ضمان استقرار البلاد ومنع أي سيناريو فوضوي كما أن القيادة السياسية أدركت منذ وقت مبكر خطورة هذه المخططات، وسعت إلى تنفيذ إصلاحات واسعة النطاق في مختلف المجالات، مما عزز ثقة المواطنين في الدولة، ولم تعد الجماعة تمتلك الحاضنة الشعبية التي تمكنها من تنفيذ أي مخطط تخريبي واسع النطاق، حيث فقدت مصداقيتها أمام الشعب المصري نتيجة لتاريخها الطويل من العنف والفشل السياسي، لافتًا الى أن مصر ستظل محصنة من محاولات الإخوان وغيرها من القوى التي تسعى لضرب استقرار الوطن بفضل قوة مؤسساتها ووحدة شعبها.