رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف أحبطت الجهود المصرية مخطط تصفية القضية الفلسطينية في غزة؟ (خاص)

فايز عباس
فايز عباس

قال الباحث السياسي الفلسطيني فايز عباس، إن مصر تواجه هجومًا وتحريضًا متواصلًا من قبل الاحتلال الاسرائيلي على مختلف الأصعدة، سواء كان ذلك من قبل المسؤولين السياسيين أو الاستراتيجيين، أو حتى الإعلاميين الإسرائيليين الذين يبذلون جهدًا مستمرًا للهجوم على الدور المصري.

لافتا إلى أن هذه الهجمات تركز على اتهام مصر بالتغاضي عن تهريب الأسلحة إلى حركة حماس قبل وقوع الهجوم الكبير في 7 أكتوبر 2023، وهو الاتهام الذي تروج له الدعاية الإسرائيلية.

وأضاف عباس في تصريحات خاصة لـ"الدستور"،  أنه على الرغم من الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها مصر، أثبتت القيادة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التزامًا ثابتًا تجاه القضية الفلسطينية، وخاصة في ما يتعلق بالحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني ومنع التوطين أو محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من غزة، وهي إحدى المخططات الإسرائيلية التي كانت تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل.

فايز عباس: الموقف المصري كان حاسمًا ومؤثرًا 

وتابع بقوله: إن الموقف المصري كان حاسمًا ومؤثرًا في منع هذا المخطط الذي كان يسعى لتهجير الفلسطينيين من غزة وتهديد هويتهم الوطنية، كان هذا التحرك المصري بمثابة رد قوي على محاولات إفراغ قطاع غزة من سكانه الفلسطينيين، ما يعكس إصرارًا مصريًا على الحفاظ على الحق الفلسطيني في أرضه. 

وأضاف: تجسد هذا الموقف من خلال سلسلة من المبادرات السياسية والدبلوماسية التي كانت تهدف إلى مواجهة هذه المخططات الإسرائيلية، والتي في حال تحققها كانت ستؤدي إلى تغيير ديموغرافي شامل في المنطقة لصالح إسرائيل.

جهود مصر الإقليمية والدولية لإنهاء حرب غزة 

وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، أشار إلى أن مصر تحركت على مختلف الأصعدة، من خلال التواصل المستمر مع الأطراف الدولية والعربية، بهدف التأكيد على ضرورة وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والضغط من أجل ضمان أن تبقى غزة جزءًا لا يتجزأ من فلسطين، وهو ما يتماشى مع مواقف مصر الثابتة التي ترفض أي محاولات لتغيير الواقع على الأرض.

وأوضح أن الدور المصري محوريًا في منع تجاوزات إسرائيل، وإبراز ضرورة فتح المعابر الإنسانية وتوفير المساعدات اللازمة للشعب الفلسطيني، وأن هذه الجهود لم تقتصر على النطاق السياسي فقط، بل شملت أيضًا التنسيق الأمني والإنساني لضمان عدم تنفيذ أي مخططات إسرائيلية تهدف إلى تقويض الحقوق الفلسطينية.

وأضاف أنه لا يمكن إنكار أن مصر كانت دائمًا وأبدًا القوة الإقليمية المحورية التي تدافع عن حقوق الفلسطينيين وتضمن بقاء قضيتهم حية على الصعيدين الدولي والإقليمي، مشيرا الى أن دورها في منع هجرة الفلسطينيين من غزة يعتبر مثالًا واضحًا على التزامها الثابت والمستمر تجاه الشعب الفلسطيني، وهو ما يعكس حرصها على حماية أمنها القومي ودعم الاستقرار في المنطقة.


وأكد “عباس” على الدور الحيوي الذي لعبته مصر في إعادة فتح معبر رفح، والذي يُعد من أبرز النقاط التي ناقشتها مصر مع الأطراف المعنية في مفاوضات وقف إطلاق النار. كان الشرط المصري واضحًا وصريحًا: يجب أن يتم إدارة المعبر من قبل الفلسطينيين أنفسهم، دون وجود أي تواجد إسرائيلي في المنطقة.. هذا الشرط كان في غاية الأهمية لضمان حماية السيادة الفلسطينية على المعبر، وضمان بقاء غزة تحت إدارة فلسطينية خالصة، وهو ما يعكس التزام مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية.

 

وأشار الى انه مع التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، تم تنفيذ هذا الشرط بشكل فعلي، وهو ما أسهم في تخفيف المعاناة الإنسانية بشكل كبير.. وكان لهذه الخطوة أثر بالغ في إنقاذ العديد من الأرواح الفلسطينية، خاصًة أن استمرار الحرب الإسرائيلية كان من شأنه أن يتسبب في المزيد من الخسائر البشرية والقضاء على ما تبقى من بنية تحتية في غزة بشكل كامل.

كما أن الاتفاق يعطى هدنة إنسانية لآلاف الفلسطينيين المهددين بالموت أو الإصابة من جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة، وأدى إلى وقف العمليات العسكرية التي كانت تهدف إلى إبادة الشعب الفلسطيني في غزة.


واكد أن الدور المصري في هذه المرحلة كان بالغ الأهمية، إذ أن مصر تمكنت من منع تنفيذ المخطط الإسرائيلي الذي كان يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة وإفراغها من سكانها. هذا المخطط كان يشمل محاولة إخلاء القطاع بشكل كامل، وهو ما كان يُطالب به اليمين الإسرائيلي الفاشي. مصر، من خلال جهودها الدبلوماسية والسياسية، نجحت في التصدي لهذا المخطط وأحبطته، ما يعكس دورها المحوري في الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني وحقوقه في أرضه.


أما بالنسبة لتنفيذ بنود الاتفاق، قال إن الضمانات المصرية والأمريكية والقطرية كانت حاسمة في ضمان عدم خرق إسرائيل للاتفاق.. هذه الضمانات شكلت ضغطًا كبيرًا على إسرائيل، مما جعلها تتراجع عن محاولات إفساد الاتفاق أو التراجع عن الالتزامات التي تم التوصل إليها. وهذا يبرهن على أن مصر لعبت دورًا رئيسيًا ليس فقط في التوصل إلى الاتفاق، بل أيضًا في ضمان تنفيذه على أرض الواقع.


وشدد على أن الدور المصري كان عنصرًا رئيسيًا في إنقاذ غزة، وضمان أن تبقى القضية الفلسطينية حية في ظل هذه الظروف الصعبة.