"إغاثة القطاع".. جهود مصر في تقديم المساعدات الغذائية الضخمة لتلبية احتياجات الفلسطينيين
منذ التصعيد العسكري الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى تدمير العديد من المنشآت الحيوية، شهد القطاع حالة إنسانية مأساوية، بما في ذلك نقص حاد في المواد الغذائية.. قامت مصر منذ ذلك الحين بتقديم مساعدات غذائية عاجلة لدعم أهالي غزة، وذلك ضمن مساعدات شاملة قدمتها الدولة للقطاع، حيث قامت بتنظيم قوافل إغاثية ضخمة عبر معبر رفح، وتوفير مواد غذائية أساسية لتلبية احتياجات الفلسطينيين الذين يعانون من ظروف صعبة.
وبالتزامن مع الإعلان الثلاثي المصري القطري الأمريكي بتوقيع اتفاقية توجب وقف إطلاق النار في القطاع، نستعرض في السياق أبرز جهود الدولة المصرية في تقديم مساعدات غذائية لأهالي غزة طوال شهور الحرب.
إرسال قوافل مساعدات غذائية عبر معبر رفح
منذ بداية الأزمة، عملت مصر على إرسال قوافل مساعدات غذائية إلى غزة عبر معبر رفح، الذي يُعد البوابة الرئيسية التي تربط مصر بـ قطاع غزة. القوافل الغذائية المصرية شملت المنتجات الأساسية التي يحتاج إليها المواطنون في ظل الظروف الصعبة، مثل الأرز، القمح، المعلبات مثل الفول والعدس، زيوت الطعام، السكر، الطحين، البقوليات.
كما تم إرسال كميات كبيرة من هذه المواد لضمان استمرارية الإمدادات الغذائية للسكان المتضررين من الحرب والذين يواجهون صعوبة في الحصول على الطعام بسبب الدمار الذي طال البنية التحتية في القطاع.
دعم الأسر المتضررة
إلى جانب القوافل الغذائية الكبيرة، قامت مصر بتوزيع الوجبات الجاهزة على الأسر المتضررة في المناطق الأكثر تأثرًا جراء الهجمات الإسرائيلية، حيث كانت هذه الوجبات ضرورية للتخفيف من المعاناة اليومية التي يعانيها سكان غزة.
شملت المساعدات الوجبات الساخنة المعدة مسبقًا لتوزيعها على العائلات التي تفتقر إلى الوسائل اللازمة للطهي بسبب نقص الوقود والأدوات.
توفير الغذاء للأطفال والمسنين
عملت مصر على تخصيص جزء من المساعدات الغذائية لمساعدة الأطفال والمسنين، وهم الفئات الأكثر تضررًا في الظروف الصعبة، وذلك من خلال:
- إرسال حليب الأطفال والوجبات الجاهزة الخاصة بهم.
- تم توفير المكملات الغذائية اللازمة للأطفال الذين يعانون من نقص التغذية بسبب الظروف الاستثنائية.
- كذلك، تم توفير الوجبات الصحية لكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة ولا يستطيعون الوصول إلى الطعام بسهولة.
التعاون مع المنظمات الدولية
عملت مصر على التنسيق مع المنظمات الدولية مثل برنامج الأغذية العالمي واللجنة الدولية للصليب الأحمر لضمان وصول المساعدات الغذائية إلى جميع المناطق في غزة، خاصة المناطق التي تعاني من الحصار والتدمير الكبير.
كما تم استخدام قوافل مشتركة لضمان توزيع المساعدات الغذائية بشكل منظم وآمن، وتوصيل الإمدادات إلى الأماكن التي يصعب الوصول إليها بسبب القصف والدمار.
توفير وقود الطهي
لم تقتصر المساعدات على المواد الغذائية فقط، بل شملت أيضًا الوقود اللازم لطهي الطعام في ظل انقطاع التيار الكهربائي الحاد في قطاع غزة، وذلك من خلال توفير أسطوانات الغاز والوقود لتسهيل عملية طهي الوجبات وتخفيف معاناة العائلات.
تسهيل مرور المساعدات عبر معبر رفح
مصر تواصلت مع السلطات الفلسطينية والمنظمات الإنسانية الدولية لضمان مرور المساعدات الغذائية عبر معبر رفح دون عوائق، وقد تم تيسير نقل المساعدات من مصر إلى غزة بشكل آمن، مع ضمان وصولها إلى المناطق الأكثر احتياجًا، كما دعمت مصر عمليات التخزين والتوزيع في معبر رفح لتسهيل إيصال الإمدادات بشكل سريع.
جهود مستمرة لتلبية الاحتياجات طويلة الأمد
إلى جانب المساعدات الطارئة، تعمل مصر على استدامة جهودها لدعم غزة على المدى الطويل، حيث سيتم استمرار إرسال المساعدات الغذائية بانتظام لتلبية احتياجات السكان في ظل الظروف التي فرضها الحصار وتدمير البنية التحتية، وذلك بالتزامن مع قرب إعادة فتح معبر رفح وسريان إتفاقية وقف إطلاق النار خلال الساعات القادمة.
ومن خلال ذلك، تعتزم مصر عن إعداد خطة مستدامة لإرسال المزيد من القوافل الغذائية بشكل دوري في الأسابيع المقبلة حتى يتمكن المواطنون في غزة من مواجهة آثار الأزمة.
التأثير الإيجابي للمساعدات الغذائية
ساهمت المساعدات الغذائية التي قدمتها مصر في تحسين الوضع الغذائي في غزة، حيث وفرت المواد الأساسية التي كانت مفقودة، مثل الخبز والحبوب، وساعدت في تخفيف معاناة الأهالي الذين كانوا يواجهون صعوبة في تأمين قوت يومهم، هذه المساعدات كان لها دور كبير في مساعدة النازحين والذين فقدوا منازلهم نتيجة القصف.