رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على مشارف الهدنة.. حكايات أهل غزة في "زمن النار"

جريدة الدستور

خلال العام الماضي، شهدت غزة واحدة من أفظع فصول الصراع التي خلفت وراءها دمارًا هائلًا وألمًا عميقًا، كانت لقطات مأساوية توثق معاناة المدنيين الفلسطينيين، حيث تعكس صور الألم، الفقد، والصمود. 

وعلى الرغم من المشهد القاتم، ظلت هذه اللحظات تسلط الضوء على قوة الشعب الفلسطيني في مواجهة المحن التي لا تنتهي. 

في هذا التقرير، نسلط الضوء على أبرز هذه اللقطات التي عكست المعاناة والأمل في زمن الحرب، بعد توقيع هدنة والإتفاق على وقف إطلاق النيران بين حماس وإسرائيل بالأمس. 

 

"الأولاد ماتوا بدون ما ياكلوا"

 

أمام أحد مستشفيات غزة، انطلقت صرخات أم فلسطينية فقدت أطفالها في القصف الإسرائيلي على شمال القطاع، وهي تصرخ قائلة: "الأولاد ماتوا بدون ما ياكلوا... بيكفي ظلم نحن ناس غلابة"، تعبيرها المكلوم يعكس معاناة آلاف العائلات التي فقدت أحباءها في لحظات مأساوية، حيث تلتهم الحرب أرواح المدنيين دون تمييز.

 

هى أمى.. بعرفها من شعرها

 

بينما كانت الطفلة تالين تراقب الجثامين المتناثرة، رأت جسد والدتها بين الشهداء، وعلى الرغم من تشوه الملامح، استطاعت التعرف عليها من خلال عقدها وأقراطها التي كانت تحمل بقايا دماءها.

تالين نزحت مع أسرتها من شمال غزة إلى وسط القطاع، ولكن القصف لم يرحمهم هناك، فقدت والدتها وأختها وأخاها الوحيد، لتبقى وحدها مع والدها وشقيقتها الصغيرة تيا، بينما كانت تُراقب ذكرياتها مع والدتها الشهيدة، أصبح حلم العودة إلى المنزل أبعد من أي وقت مضى.

 

هاى روح الروح

 

في مشهد إنساني مؤلم، ظهر الجد الفلسطيني خالد وهو يحمل حفيدته على يده، قبّل جبينها بحب وحزن، قائلًا: "هاى روح الروح"، رغم يقينه بوفاة حفيدته ريم، فإن خالد استمر في تصفيف شعرها كما كان يفعل طوال سنوات حياتها القصيرة، مشهد وداعه المؤثر جعل الجميع يتأثر ويشعر بعمق الفقد. 

 

والله ياما تعبت فيه

 

على مقربة من أحد المستشفيات، جلسَت أم فلسطينية تحتضن رضيعها الذي غطت دماؤه جسده بسبب القصف الإسرائيلي، ورغم محاولات الجميع مواساتها، كانت كلماتها البسيطة "والله ياما تعبت فيه، أخدت فيه 580 حقنة هيبارين" تلخص معاناتها اليومية مع طفلها الذي فقد حياته في لحظة غدر. 

 

السبعة مع أمهم راحوا يا الله أمام ثلاجة الشهداء داخل أحد المستشفيات، وقف أبو محمد في حالة انهيار تام بعد أن فقد زوجته وأطفاله السبعة، وقال وهو يجهش بالبكاء: "فقدت أبنائي السبعة مع زوجتي، ولم يعد هناك أمل لي في الحياة.. الموت أفضل لي بعد فراقهم"، مشهد يعكس حالة اليأس والحزن العميق التي يعيشها العديد من أهالي غزة بعد فقدانهم لأعزائهم في الحرب.

 

 كنت ناوى أعمل لها عيد ميلاد في شهر 3

 

ظهر أب فلسطيني في حالة من الصدمة وهو يتحدث عن ابنته التي لم تتم عامها الثالث بعد، والتي فقدها في القصف، وقال بصوت مليء بالحزن: "كنت ناوى أعمل لها عيد ميلاد لما تصير 3 سنين، حرموني منها"، الفيديو الذي انتشر على منصات التواصل الاجتماعي ألقى الضوء على معاناة الآباء الفلسطينيين الذين يفقدون أطفالهم في الحروب، مطالبين بوقف فوري للقتال. 

تستمر الحرب في غزة، ولا تزال تلك الصور تروي قصصًا مؤلمة عن شعب عانى الكثير ولكنه لا يزال صامدًا.