هدنة غزة.. كواليس مفاوضات "الساعات الأخيرة" قبل إعلان الاتفاق المنتظر
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن اتفاق وقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين في غزة، الذي عمل لأشهر طويلة مع الوسطاء العرب من أجل التوصل إليه؛ بات وشيكًا للغاية.
وفي ذات السياق، أشار مسئول مطلع على المفاوضات إلى أن الوسطاء سلموا إسرائيل وحركة حماس مسودة نهائية لاتفاق يوم الإثنين، بعد "اختراق" منتصف الليل في المحادثات التي حضرها مبعوثو الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بادين، والرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وقال بايدن، في كلمة ألقاها، الإثنين، لتسليط الضوء على إنجازاته في السياسة الخارجية، إن "الاتفاق سيحرر المحتجزين ويوقف القتال ويوفر الأمن لإسرائيل ويسمح لنا بزيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير للفلسطينيين الذين عانوا بشدة في هذه الحرب".
تتويج المحادثات
وأشارت وكالة "رويترز" إلى أنه في حال نجح الاتفاق فإن وقف إطلاق النار سيتوج أكثر من عام من المحادثات المتقطعة، ويؤدي إلى أكبر عملية إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين منذ الأيام الأولى للصراع عندما أطلقت "حماس" سراح نحو نصف المحتجزين مقابل 240 معتقلًا فلسطينيًا تحتجزهم تل أبيب.
وقال المسئول الذي اطلع على المحادثات، ولكن لم يرغب في الكشف عن هويته، إن مسودة قرار وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين قدمته قطر إلى الجانبين في محادثات في الدوحة.
وقال مستشار الأمن القومي لبايدن جيك سوليفان للصحفيين، أمس الإثنين: "أظن أن هناك فرصة جيدة لإغلاق هذا. الأطراف على وشك أن تكون قادرة على إغلاق هذه الصفقة".
من جهته؛ أشار وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، إلى أن "الكرة في ملعب حماس"، ومن المقرر أن يقدم خطة ما بعد الحرب لغزة اليوم الثلاثاء.
بينما أكدت حركة حماس أنها حريصة على التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال، الذي قلب الشرق الأوسط رأسًا على عقب.
وقال مسئول إسرائيلي إن المفاوضات في مراحل متقدمة للإفراج عن ما يصل إلى 33 محتجزًا كجزء من الصفقة، ولا يزال 98 محتجزًا في غزة، وفقًا للسلطات الإسرائيلية.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، للصحافيين: "هناك تقدم، ويبدو أفضل بكثير من ذي قبل، أود أن أشكر أصدقاءنا الأمريكيين على الجهود الضخمة التي يبذلونها لتأمين صفقة المحتجزين".
ونوه مسئول مطلع في حركة حماس: بأن "المفاوضات بشأن بعض القضايا الأساسية أحرزت تقدمًا، ونحن نعمل على الانتهاء من ما تبقى قريبًا".
كواليس مفاوضات الهدنة
واتفق كل من حركة حماس وإسرائيل على نطاق واسع منذ أشهر على مبدأ وقف القتال مقابل إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس والأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل، لكن حماس أصرت دائمًا على أن الاتفاق يجب أن يؤدي إلى نهاية دائمة للحرب وانسحاب إسرائيلي من غزة، في حين قالت إسرائيل إنها لن تنهي الحرب حتى يتم تفكيك حماس.
يُنظر الآن على نطاق واسع إلى تنصيب ترامب في 20 يناير على أنه الموعد النهائي الفعلي لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث قال ترامب إنه سيكون هناك "جحيم يدفع ثمنه" ما لم يتم إطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه.
وقال بلينكن إن المفاوضين أرادوا التأكد من أن ترامب سيستمر في دعم الصفقة المطروحة على الطاولة، لذا فإن حضور مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إلى جانب مبعوث بايدن بريت ماكجورك، كان "بالغ الأهمية".
وقال مسئول إسرائيلي إن المرحلة الأولى من الصفقة المقترحة ستشهد إطلاق سراح 33 محتجزًا، بما في ذلك الأطفال والنساء، وبعضهم من المجندات، والرجال فوق سن الخمسين، والجرحى والمرضى.
في اليوم الـ16 من وقف إطلاق النار، ستبدأ المفاوضات على مرحلة ثانية يتم خلالها إطلاق سراح المحتجزين الأحياء المتبقين- الجنود الذكور والرجال في سن الخدمة العسكرية- وإعادة جثث المحتجزين القتلى.
وتتضمن الصفقة انسحابًا تدريجيًا للقوات، مع بقاء القوات الإسرائيلية في محيط الحدود للدفاع عن البلدات والقرى الحدودية الإسرائيلية، وستكون هناك ترتيبات أمنية في ممر فيلادلفيا، على طول الحافة الجنوبية لغزة، مع انسحاب إسرائيل من أجزاء منه بعد الأيام القليلة الأولى من الصفقة.
وسيُسمح لسكان شمال غزة غير المسلحين بالعودة، مع آلية لضمان عدم نقل الأسلحة إلى هناك، وستنسحب قوات الاحتلال الإسرائيلية من ممر نتساريم في وسط غزة.
وقال المسئول الإسرائيلي إن الفلسطينيين المدانين بالقتل أو الهجمات المميتة سيتم إطلاق سراحهم أيضًا، لكن الأرقام ستعتمد على عدد المحتجزين الأحياء، والذي لا يزال غير معروف، ولن يشملوا من شاركوا في هجوم 7 أكتوبر 2023.