في ذكرى ميلاده.. كيف وصف شوقي ضيف معجزات القرآن الكريم؟
يعد أحمد شوقي عبد السلام ضيف (13 يناير 1910 - 10 مارس 2005)، الشهير بـ شوقي ضيف علامة من علامات الثقافة العربية لإسهاماته التي تنوعت بين الأدب العربي واللغة وهو ما أهله لأن يتولي رئاسة اتحاد المجامع اللغوية العلمية والعربية سنة 1996.
وتنوعت أعماله الأدبية في 50 مؤلفا، منها: "سلسلة تاريخ الأدب العربي، وهي من أشهر ما كتب والتي استغرقت منه ثلاثين عاما شملت مراحل الأدب العربي منذ 15 قرنًا من الزمان، من شعر ونثر وأدباء منذ الجاهلية وحتى عصرنا الحديث، سردها بأسلوب سلس، وبأمانة علمية، وبنظرة موضوعية. وتعتبر هذه السلسلة هي مشروع حياته بحق؛ وقد بلغ عدد طبعات أول كتاب في السلسلة العصر الجاهلي حوالي 20 طبعة.
ونشر شوقي ضيف وحقق كتابه الرد على النحاة لابن مضاء، وأخرجه من بين المخطوطات القديمة، ودرسه وأعاد نشره؛ وهو كتاب ألفه ابن مضاء في النحو، يلغي فيها أمورا رأى أنها عقدت النحو العربي وجعلته صعب الفهم وهو ما جاء في كتبه: تجديد النحو، وتيسيرات لغوية، والفصحى المعاصرة".
شوقي ضيف ومعجزات القرآن
للدكتور شوقي ضيف كتاب تحت عنوان "معجزات القرآن" عن دار المعارف؛ وهو كتاب يعرض هذا الكتاب - عرضًا تحليليًا - معجزات القرآن، ممهدًا لها بعرض معجزات الرسل المادية، وبالحديث عن القرآن وأسمائه وسورة وفواصله وبدءًا من الفصل الثالث تتعاقب المعجزات بادئة بمعجزة سماع القرآن وتلاوته، ومعجزة الإخبار بالغيب، وتليهما معجزات الإضافات القرآنية في قصص الرسل وشعوبهم والمعجزة العلمية والمعجزة الحضارية والمعجزة البلاغية.
ويرى شوقي ضيف في كتابه "معجزات القران" أن للقرآن معجزةً لم يتنبَّه إليها السابقون، ألا وهي معجزة "التلاوة والاستماع"، ويستشهد عليها بما كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته للإسلام تَفعَل في النفس، وتحول المستمع إلى الإسلام، أو في سماعهم أو قراءتهم للقرآن، كما حدث مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ويقول شوقي ضيف في معنى الإعجاز العلمي في القرآن الكريم رأيًا آخر: "وهذا التحويل الواسع للأمة بإخراجها من عالم الجهالة إلى عالم العلم؛ بفضل عرض القرآن خلق الله للكون، وتدبيره لكل شيء في سمائه وأرضه، بل حث الإنسان على العلم وجعله واجبًا عليه، بل فريضة يؤديها كما يؤدِّي عبادة ربه، هذا التَّحويل العظيم - في رأينا - الإعجاز العلمي الذي أراده الله لعباده المسلمين وبثَّه في عقيدتهم، واستحال به الرسول إلى معلِّم كبير يعلم الصحابة علوم تفسير القرآن والحديث والفقه".