رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عمتي ضربت باردليان علقة بالشبشب".. حكايات غريبة لـ إحسان عبد القدوس

إحسان عبد القدوس
إحسان عبد القدوس

تحدث الكاتب الكبير الراحل إحسان عبد القدوس عن بداياته مع القراءة وكيف أنه كان يخاف خوفا شديدا، وتسيطر الروايات عليه بشكل لا يصدق، وذلك في تقرير كتبه في مجلة الهلال تحت عنوان "بطلات رغم أنف المؤلف"، عام 1962.

إحسان عبد القدوس

يقول إحسان عبد القدوس: عندما كنت في الثانية عشرة من عمري بدأت أقرأ روايات روكامبول، وهي روايات مخيفة غامضة، وكنت أقرأها وقلبي يرتعد من الخوف، كنت أرتعش من الخوف فعلا، أطرافي كلها ترتعش، وكنت أبكي بدموع حقيقية، ورغم ذلك لا ألقي بالكتاب وأستريح بل أظل أقرا من خلال دموعي، وفي مرة صرخت من الفزع، ودخلت خادمتنا أم نبوية على صرختي، فتوسلت إليها أن تبقى بجانبي وأنا اقرأ، وبقيت بجانبي على الأرض، وأنا أقرأ فوق السرير عینای تنطلقان في رعب وراء السطور وأصرخ بين كل صفحة وأخرى: "الحقي يا أم نبوية.. الحقي حوشي يا أم نبوية"، وهي تنظر إلي كأنها تنظر إلى مجنون، وتمصمص شفتيها قائلة: "يا ابني مالك ومال الهم ده، ما تسيب الكتاب وتنام بأه".

روايات روكامبول

يكمل: "ولكني لم أستطع أن أترك الكتاب، وظلت روايات روكامبول مسيطرة علي بعد أن انتهيت من قراءتها كنت أخاف من الظلام  والوحدة، وأخاف من خيالي، إلا أن قرأت رواية “الفرسان الثلاثة”، وأصبحت باردليان!، أعود من المدرسة فأخبط على باب بيتنا، وأنا أصيح "افتح باسم الملك"، وتفتح لي أم نبوية فأضع طرف سيفي فوق قلبها وأصيح "هاتي لي أكل".

ويختتم: "وفي مرة قررت -بصفتي باردليان- الاستيلاء على البيت، بيت عمتي الذي نشأت فيه، وأعلنت الحرب على أولاد عمتي، ولكن عمتي تدخلت بنفسها في الحرب واستطاعت أن تنتصر على باردليان وضربته علقة بالشبشب.