رويترز: الإمارات تجرى محادثات مع الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن مرحلة ما بعد حرب غزة
قالت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" إن الإمارات تناقش مع إسرائيل والولايات المتحدة المشاركة بإدارة مؤقتة لقطاع غزة بعد الحرب إلى أن يتسنى للسلطة الفلسطينية بعد إصلاحها تولي المسئولية.
وأفاد نحو 12 من الدبلوماسيين الأجانب والمسئولين الغربيين، لـ"رويترز"، بأن المناقشات التي تجري خلف الأبواب المغلقة، تشمل إمكانية أن تشرف الإمارات والولايات المتحدة إلى جانب دول أخرى بشكل مؤقت على الحكم والأمن وإعادة الإعمار في غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي حتى تتمكن إدارة فلسطينية من تسلم المسئولية.
وجسب "رويترز"، ذكرت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها لأن المحادثات سرية، أنه "بعد مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب، لا تزال إسرائيل تحجم عن تحديد رؤيتها الخاصة لغزة، كما أن المجتمع الدولي يجد صعوبة في صياغة خطة قابلة للتطبيق".
وبيّن الدبلوماسيون والمسئولون، لـ"رويترز"، أن الأفكار الناتجة عن المحادثات مع الإمارات تفتقر إلى التفاصيل، ولم يتم تنقيحها في شكل خطة رسمية مكتوبة، ولم تقم أي حكومة بتبنيها.
ونقلت "رويترز" عن المصادر قولها إن "أبوظبي تدعو في المحادثات إلى إصلاح السلطة الفلسطينية من أجل حكم غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية في ظل دولة فلسطينية مستقلة"، وهو الأمر الذي تعارضه إسرائيل علنًا.
وصرح مسئول إماراتي، لـ"رويترز"، ردًا على أسئلة حول المناقشات بالقول: "لن تشارك الإمارات في أي خطة لا تتضمن إصلاحًا كبيرًا للسلطة الفلسطينية وتمكينها ووضع خارطة طريق موثوقة نحو إقامة دولة فلسطينية".
وأردف: "هذه العناصر، التي لا تتوفر حاليًا، ضرورية لنجاح أي خطة لمرحلة ما بعد حرب غزة".
وتأسست السلطة الفلسطينية قبل ثلاثة عقود بموجب اتفاقيات أوسلو 1993- 1995، التي وقعتها إسرائيل والفلسطينيون، ونالت سلطة محدودة على الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا تزال تبسط بعض السيطرة على الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، لكن "حماس" أصبحت الحاكمة لغزة لاحقًا في 2007.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، لـ"رويترز"، إن هناك محادثات مع عدد من الشركاء، ومنهم الإمارات، بشأن خيارات الحكم والأمن وإعادة الإعمار، وإنهم طرحوا مسودات مقترحات وخططًا وأفكارًا مختلفة.
وتابع المتحدث: "هذه المناقشات مستمرة، ونسعى إلى أفضل السبل للمضي قدمًا"، رافضًا الإدلاء بمزيد من التعليقات على "المحادثات الدبلوماسية الخاصة".
وأحجم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن التعليق على هذا التقرير، ولم ترد السلطة الفلسطينية على أسئلة رويترز.
وفضلًا عن إصلاح السلطة الفلسطينية، أوضح 4 من الدبلوماسيين والمسئولين الغربيين لوكالة "رويترز" أن "المسئولين الإماراتيين اقترحوا الاستعانة بمتعاقدين عسكريين من شركات خاصة، للعمل ضمن قوة حفظ سلام فيما بعد الحرب في غزة".
في حين أكدت مصادر أخرى أنها "اطلعت على ما وصفته بمقترحات الإمارات لما بعد الحرب، والتي تضمنت إمكانية الاستعانة بمثل هذه القوات".
وأشار الدبلوماسيون والمسئولون الغربيون إلى أن "أي نشر لمثل هؤلاء المتعاقدين سيثير مخاوف الدول الغربية"، ويواجه المتعاقدون العسكريون من الشركات الخاصة، الذين استعانت بهم الولايات المتحدة وحكومات أخرى، اتهامات بالتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان واستخدام القوة المفرطة وغيرها من المزاعم في العراق وأفغانستان وبلدان أخرى.
ولم يرد المسئول الإماراتي على أسئلة حول الاستعانة بالمتعاقدين العسكريين.