حقًا.. مصر كبيرة جدًا على مر الزمن
«ما تقلقوش على بلادكوا.. مصر كبيرة أوى».. رسالة فخر واعتزاز، رسالة طمأنينة بعث بها الرئيس عبدالفتاح السيسى للشعب المصرى فى ليلة مباركة احتفالًا بعيد الميلاد المجيد.. على مدار 11 عامًا أرسى الرئيس طقوس حب ومودة بزيارته الكاتدرائية وتهنئته البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وجموع المصلين من الإخوة الأقباط.
كلمة الرئيس حملت العديد من الرسائل للداخل والخارج تؤكد ترابط الشعب المصرى والوحدة الوطنية وحقوق المواطنة.. كلمة ننتظرها جميعًا، مسلمين ومسيحيين، وإن لم يفعلها رئيس من قبل أن يهنئ المسيحيين فى صلاتهم احتفالًا بعيد الميلاد، أيضًا لم نشهد أن رئيس دولة فى العالم يفعلها، كما لم نشهد رئيسًا مسيحيًا يزور المسليمن فى أعيادهم أثناء تأدية صلاتهم.. لقد فعلها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وجعل من 7 يناير إجازة رسمية لكل المصريين.
عشية أمس كنت مع صحبة فى ضيافة زميلة وصديقة من دولة شقيقة نتابع القداس عن كثب؛ انتظارًا لزيارة الرئيس وإلقاء كلمته كما عودنا، جميعًا نتابع بشغف، وأثناء إلقاء كلمته سمعت صوتًا خافتًا لوالدة صديقتى وهى تدعو للرئيس ولمصر بدوام الأمن والأمان دعوات من القلب، وعقب انتهاء الرئيس من كلمته، قالت لنا السيدة هناء: «حضرت إلى مصر صحبة ابنتى وهى صغيرة 3 أكتوبر 1973، منذ ما يزيد على نصف قرن وأنا أعيش هنا فى بلد الأمن والأمان.. لم أشعر يومًا بغربة فى وطنى مصر.. ابنتى عاشت وتخرجب فى الجامعة وحصلت على وظيفتها.. لم نشعر يومًا بأننا غرباء، رفضت العيش فى دول أوروبا أو دولة عربية».. واستطردت: «أنا مصرية الهوى والهوية دون أوراق ثبوتية».. تساءلت الصديقة «لينا»: هل السر فى مياه النيل أم السر فى جينات الشعب المصرى التى اكتسبناها بالعشرة مع الزمن؟
فجرت كلمة الرئيس كل هذه المشاعر.. وأضفت على لقاء الأصدقاء حب مصر وقيمة وقامة هذا الوطن بين الأمم، «مصر كبيرة أوى» كبيرة بشعبها وجيشها ومؤسساتها، كبيرة بالحب والخوف على الوطن.. بددت كلمات الرئيس مخاوفنا «ما تقلقوش» طالما أن هذا الشعب متماسك لا يعرف فرقًا بين مسلم ومسيحى، كلنا أبناء هذا الوطن تجمعنا الوحدة الوطنية، فمصر لا تعرف الفتنة الطائفية، وإن عرفتها مرة واحدة يوم 28 يناير 2011، حين أشعلت جماعة الإخوان النيران فى أرجاء مصر، كما أشعلوا الحقد والكراهية فى قلوبهم تجاه مصر والمصريين.. إنها الفتنة التى نبذها الشعب المصرى وقضى عليها بإعلانه رفض هذه الجماعة، التى باتت جماعة إرهابية بحكم القضاء المصرى.
كلمة الرئيس كما حملت رسالتها للداخل المصرى، أيضًا بعثت برسالة قوية للخارج «مصر كبيرة أوى»، والكبير يعرف كيف يحافظ على مكانته بين الأمم، الكبير يحترم الآخر، وعلى الآخر أن يحترمه بقدر مكانته.. مصر كبيرة بمواقفها عبر التاريخ الذى يشهد بطولات هذا الشعب العظيم بوعيه وفهمه الأحداث وكيفية التعامل معها، كما قال عنه الرئيس السيسى: «المصريون لديهم قدر كبير من الوعى والفهم، ولديهم القدرة على التعامل مع أى أمر يحدث داخل مصر».. الشعب المصرى يستشعر الخطر قبل أن يحدث، ويستعد له بالوقوف إلى جانب دولته.
مسك الختام، أنهى به الرئيس «السيسى» كلمته للشعب المصرى: «نأخذ بكل الأسباب لحماية بلادنا».. حفظ الله مصر.. تحيا مصر مرة.. تحيا كل مرة لنهاية الحياة.