"الصوير": إسرائيل ستجد نفسها مجبرة على الهدنة بهدف إرضاء ترامب (خاص)
أكد الكاتب السياسي الفلسطيني، الدكتور ناصر الصوير، أن دولة الاحتلال ستجد نفسها مجبرة على إنتاج هدنة بأي شكل كان، بهدف إرضاء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وأوضح الصوير في تصريحات خاصة، لـ"الدستور"، أن هذه الخطوة تأتي في إطار مساعيه لتقديم نفسه كقائد قوي يستطيع تحقيق ما فشل فيه الرئيس الديمقراطي جو بايدن وإدارته على مدار أكثر من عام، ليصل إلى البيت الأبيض وهو مسلح بإنجاز يراه استثنائيًا، ترامب، المعروف بشخصيته الاستعراضية وولعه بالظهور، يسعى لتعزيز صورته كـ"الرجل الخارق" القادر على تنفيذ وعوده، الأمر الذي يضعه في موقع قوة أمام الدول العربية، خاصة مع امتلاكه شبكة مصالح كبيرة مع دول الخليج.
وأكد الصوير وجود علاقة استراتيجية بين ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما يجعل الأخير غير قادر على خذلان ترامب في هذه المرحلة الحساسة، نتنياهو، من خلال الموافقة على الهدنة، يمنح ترامب ميزة سياسية يمكن استغلالها لزيادة الضغط على دول الخليج، عبر الإشارة إلى أنه حقق ما لم تستطع الإدارة الديمقراطية تحقيقه، لافتا إلى أن هذه الخطوة تسهم أيضًا في تعزيز موقف ترامب أمام الداخل الأمريكي والعالم، مع اقتراب عودته المحتملة إلى الساحة السياسية.
ولفت الصوير إلى خطورة هذه الهدنة على المقاومة الفلسطينية، خصوصًا حركة حماس، التي تواجه حاليًا نقصًا في أوراق الضغط على الجانب الإسرائيلي، باستثناء ملف الأسرى.
وأعرب الكاتب الفلسطيني عن قلقه من أن تكون هذه الهدنة متتالية ومشروطة، كما حدث في الاتفاقيات السابقة التي نقضتها إسرائيل عند التنفيذ ويضيف أن "شياطين" السياسة الإسرائيلية تكمن دائمًا في التفاصيل، ما يفتح الباب أمام احتمالية وقوع كوارث على رأس المقاومة وحماس تحديدًا.
ترامب يهدد الجميع
ووفقا للصوير، فإن هذه الهدنة قد تكون مقدمة لمخططات أوسع تهدف إلى استكمال "صفقة القرن"، ما يعزز مخاوفه من تبعات كارثية ليس فقط على الفلسطينيين، بل على المنطقة بأسرها، ترامب، وفقًا للكاتب، لا يكتفي بالتهديد لحركة حماس وحدها، بل يرسل رسائل مزلزلة تهدد استقرار الشرق الأوسط بأكمله، مع تصاعد تصريحاته التي تدعو إلى توسيع رقعة دولة الاحتلال.
وأوضح الصوير أن هذه التحولات تستدعي تسليط الضوء على المخاطر الجسيمة التي قد تترتب عليها، التي قد تطال الجميع، وليس الفلسطينيون وحدهم.