رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صفقة أم مناورات إسرائيلية؟.. سياسى فلسطينى يحلل المشهد بغزة وسط تفاؤل حذر

غزة
غزة

على الرغم من التفاؤل الذي تبثه بعض وسائل الإعلام والتسريبات المتداولة حول مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، يبقى التفاؤل حذرًا حيال التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين حماس وإسرائيل.

ويرى الدكتور صلاح عبدالعاطي، المحلل السياسي الفلسطيني، رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين "حشد"، أن فرص إتمام صفقة جزئية ما زالت قائمة، لكن احتمالية إفشالها من قبل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اللحظات الأخيرة تبقى واردة، خاصة مع استمراره في المناورة وكسب الوقت.

وأضاف "عبدالعاطي"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هناك ضغوطًا أمريكية بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب على إسرائيل لإتمام صفقة جزئية تهدف إلى تهدئة الأوضاع في غزة والمنطقة، خاصة في ظل رغبة ترامب في تسجيل إنجاز دبلوماسي جديد، لكن العقبات الإسرائيلية، مثل رفض تقديم قائمة المحتجزين لدى المقاومة وتحفظ إسرائيل على إطلاق مجموعة من الأسرى الفلسطينيين، تعوق التقدم.

وأشار "عبدالعاطي" إلى أن نتنياهو يتعمد إلى وضع عقبات جديدة كلما اقترح الوسطاء حلولًا لتجاوز العقبات السابقة، مما يعقّد المشهد ويطيل أمد المفاوضات، وفي حين يُتوقع أن تمتد هذه الجهود إلى أسابيع قادمة، قد يتزامن التوصل إلى صفقة جزئية مع زيارة ترامب إلى المنطقة أو قبيلها.

وتابع "عبدالعاطي": "إسرائيل من جانبها تسعى لتأجيل القضايا الخلافية إلى مرحلة ثانية، مع الإبقاء على سيطرتها الأمنية في قطاع غزة".

ويرى "عبدالعاطي" أن هناك هدفًا إسرائيليًا مستدامًا يتمثل في تغيير الخريطة الجغرافية والديموغرافية للقطاع، عبر استكمال عمليات التهجير وإفراغ المناطق الشمالية، مما يجعل غزة منطقة غير صالحة للحياة.

الانقسام الفلسطيني يلعب دورًا رئيسيًا في تعقيد المشهد

كما يلعب الانقسام الفلسطيني الداخلي دورًا رئيسيًا في تعقيد المشهد، حيث تفتقر الأطراف الفلسطينية إلى توافق على رؤية وطنية لإدارة المرحلة الانتقالية. 

في الوقت ذاته، يشير "عبدالعاطي" إلى اقتراحات مصرية بتشكيل هيئة انتقالية تعمل تحت ولاية السلطة الفلسطينية لإدارة شئون القطاع، وهو ما قد يسهم في نزع الذرائع الإسرائيلية، إلا أن هذه الفكرة تواجه معارضة فلسطينية داخلية.

واختتم "عبدالعاطي" تصريحاته قائلًا: "المشهد مفتوح على ثلاثة سيناريوهات: إما إطالة أمد الحرب مع استمرار إسرائيل في استخدام المفاوضات كغطاء، أو التوصل إلى صفقة جزئية بمساعدة الوسطاء، أو ظهور اقتراحات جديدة تؤدي إلى شراء الوقت لصالح إسرائيل، وبغض النظر عن الاحتمالات، يظل الوضع هشًا ومفتوحًا على كل السيناريوهات، وسط حاجة ماسة إلى توافق فلسطيني ودولي لتحقيق انفراجة حقيقية".