رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رجال المتحف الكبير

سعيد أنا أيّما سعادة بقائمة أسماء السادة أعضاء مجلس أمناء المتحف المصرى الكبير وفق القرار الجمهورى الذى أصدره السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل ساعات. كان من الطبيعى أن يصدر هذا القرار، خاصة ونحن نتهيأ للافتتاح الرسمى للمتحف، بعد أن تم افتتاحه التجريبى أمام الجمهور. ولكن، وجه السعادة الحقيقى هو قائمة الأسماء التى وردت فى القرار الجمهورى التى ضمّها مجلس الأمناء.
ضم التشكيل عددًا من الشخصيات المرموقة محليًا ودوليًا، فمن غير المصريين نعرف البعض وننتظر من قنواتنا الإعلامية أن تعرفنا بالباقين، مع إبراز دورهم فى العمل الحضارى والإنسانى العالمى عامة وجهود تأسيس المتحف الكبير خاصة. نحن مثلًا نعرف الكثير عن سمو الأمير سلطان بن سلمان أول رائد فضاء عربى والحاصل على درجة الماجستير فى العلوم السياسية والاجتماعية من جامعة سيراكيوز الأمريكية، وهو رئيس هيئة الفضاء السعودية، وهو أيضًا الرئيس المؤسس لنادى الطيران السعودى، وفى هذا السياق له كتاب باسم «طائرة من التاريخ».
نعرف من بين الاعضاء غير المصريين أيضا الشيخ طحنون بن زايد ال نهيان مستشار الأمن الوطني الإماراتي ، و هو الرجل ذو الباع الكبير في العمل الشبابي و الأمني و الثقافي على المستويين المحلي الإماراتي و الإقليمي العربي. كما يمثل مع سمو الشيخ محمد بن زايد و اشقائهما امتداداً لمسيرة المحبة التي تجمع الشعبين المصري و الإماراتي وفق وصية المغفور له سمو الشيخ زايد لأبنائه قادة الإمارات العربية المتحدة.
أما من المصريين، وهذا هو بيت القصيد الذى عنيته فى عنوان المقال، فإن معظم الأسماء الواردة فى القرار الرئاسى لها حيثية واعتبار، ليس فقط على المستوى المهنى، وإنما على المستوى الإنسانى. فأن يضم مجلس الأمناء اسم الوزير الفنان فاروق حسنى فهو تقدير من الدولة لجهد الرجل الذى يعتبره كثيرون- وأنا منهم- الرجل الثانى فى صياغة هيكل الثقافة المصرية الحديثة بعد الراحل العظيم دكتور ثروت عكاشة. وكم كان حسنًا ومن باب الوفاء أن تقر الدولة له بفضل المبادرة إلى إنشاء المتحف الكبير إبّان كان وزيرًا للثقافة. 
وفى القائمة أيضًا أسماء لشخصيات جاءت بحكم مناصبها الوزارية كوزراء السياحة والثقافة والمالية، وشخصيات أسهمت خلال توليها المسئولية رسميًا فى مسيرة إنشاء المتحف كالدكتور زاهى حواس والدكتور خالد عنانى، والدكتورة غادة والى وزيرة التضامن السابقة والمسئولة الأممية حاليًا. تشكيل يليق بمصر ويعكس تحضّرها، تمامًا كما يعكس المتحف حضارتها. 
فضيلة الوفاء يعكسها أيضًا هذا القرار، فكل من أسهم بجهد لصالح الوطن وأخلص فيه، فهو فى قلب الأمة ووجدانها، كما أنه فى ذهن القيادة التى تعرف للناس أقدارها وتحفظ لهم الود وتصون الجميل. وأى جميل كهذا الذى يؤديه المسئول لوطنه ليؤسس صرحًا كهذا الذى نترقب افتتاحه الرسمى، بعد أن هيّأت الدولة لمحيطه قدرًا كبيرًا من إعادة الهيكلة والتنظيم، لتليق المنطقة كلها باسم مصر حين يأتيها السائحون من كل بلاد الدنيا ليشاهدوا آثار أمة متحضرة وتحتضنهم أهراماتها أعجوبة أعاجيب الدنيا الخالدة إلى اليوم.
وتبقى لنا كلمة حتى تكتمل الصورة وتكون فى أبهى حُلة لاستقبال محبى الآثار المصرية، إذ نأمل أن تكون هناك عناية كافية بالعاملين فى مجال السياحة فى محيط الهرم والمتحف الكبير. كما أتمنى أن تكون هناك وسيلة لمعاقبة كل من تسوّل له نفسه الإساءة للوطن بتصرفات تضايق ضيوفه أو تنغص عليهم زيارتهم من العاملين بالمنطقة سواء من حيث ملبسهم، أو شكل مركباتهم، أو توعيتهم بطريقة التعامل المُثلى مع السياح. وفى هذا نحن نعول على جهود شرطة السياحة والآثار الذين ينبغى أن يُنتقى أفرادها على عين من حيث المظهر والثقافة واللغة والتدريب والكفاءة المهنية والكفاية المالية، حتى يتصدوا بتجرد للمخالفات التى قد تطرأ من قبل بعض العاملين فى المنطقة.