رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفاوضات تبرر إحالة ملف "إبادة سكان غزة" إلى إدارة ترامب

 تتبادل المصادر الإعلامية الإسرائيلية، تسريبات خطيرة من مكتب السفاح نتنياهو، ومن حكومة الائتلاف المتطرفة التوراتية، وكشفت عن أنه: فى الأيام الأخيرة - خلال الـ72 ساعة الأخيرة- بدأت حرب مشتركة لجيش الكابينت الإسرائيلى والشاباك هدفها الإطاحة بحكم حركة حماس فى قطاع غزة. 
وفى التفاصيل؛ كان عقد وزير الدفاع يسرائيل كاتس اجتماعًا أمنيًا مفتوحًا، الخميس الماضى بهذا الخصوص وتتزامن هذه الأنباء مع تكثيف غير عادى للغارات على مختلف مناطق القطاع.

وفى ترقب لحالة عدم اليقين فى ملف المفاوضات التى تجرى اليوم فى العاصمة القطرية الدوحة، بادرت كتائب القسام بنشر ملصقات سياسية رقمية، بعدة لغات نصها: 
* قريبًا.. .. Soon..
* الوقت_ينفد
*Time_Is_Running_Out

* الكنيست الصهيونى يدعو إلى تدمير مصادر المياه والغذاء والطاقة فى غزة.

فى ذات السياق، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن أن 8 أعضاء فى الكنيست الصهيونى، دعوا وزير الدفاع المتطرف يسرائيل كاتس لإصدار أمر بتدمير مصادر المياه والغذاء والطاقة فى شمال غزة ويطالبون الجيش بتطهير شمال غزة من السكان. 
.وتناقض ذلك مع ما أشارت إليه صحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية، حول التقديرات فى دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، أن الأسبوع المقبل سيكون حاسمًا فى مفاوضات صفقة التبادل، بينما زادت قوات الكابينت الصهيونى وغيرها من وحدات الإبادة الجماعية التى تعمل مع هتلر الألفية الثالثة السفاح نتنياهو، إذ أعلن عن استمرار الإبادة:
* 1:
5 شهداء من العاملين فى تأمين المساعدات جراء استهداف الاحتلال مركبتهم على شارع صلاح الدين جنوب قطاع غزة.


* 2:
26 شهيدًا فى غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم 14 منهم شمالى القطاع.

 

* 3:
منذ الصباح الباكر، وبشكل معتاد، توغلت آليات جيش الكابينت الصهيونى، شرقى مدينة دير البلح ومخيم البريج وسط قطاع غزة وسط قصف مدفعى وإطلاق نار مكثف من الدبابات والطائرات المروحية.


* 4:
قبل ظهر أمس، أعلن عن إصابات خطيرة إثر إلقاء طائرة «كواد كابتر» إسرائيلية قنابل على الأهالى فى محيط مدرسة حليمة السعدية بجباليا النزلة شمالى قطاع غزة.

 

 

* 5:
11 شهيدًا بينهم 7 أطفال جراء قصف الاحتلال الإسرائيلى لمنزل عائلة «الغولة» فى حى الشجاعية شرق مدينة غزة.


* 6:
قالت مصادر فلسطينية من داخل غزة، إن 11 شهيدًا ارتقوا جراء قصف جيش الكابنيت الإسرائيلى، وفق تعليمات السفاح نتنياهو، باستمرار قصف مدينتى خان يونس وغزة، الذى لم يتوقف منذ أكثر من أسبوع، وتجدد بشكل إبادة منذ فجر اليوم.

* الاحتلال يطالب بـ34 رهينة.. وحماس تدعو فتح لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعى فى غزة.


الساعات الأولى من المفاوضات التمهيدية، استؤنفت منذ مساء أمس الجمعة، وهى جولة، من مفاوضات مختلفة «شكليًا وعمليًا» بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلى ووفود من عدة اتجاهات منها الولايات المتحدة الأمريكية ومصر ودول المنطقة (..)، تعقد فى العاصمة القطرية الدوحة، من أجل التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والرهائن السجناء، أولًا: وقف النار فى قطاع غزة ورفح والضفة الغربية واقتحامات القدس، وسط اعتقاد عبّرت عنه الإدارة الأمريكية، والبيت الأبيض بأن التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، أمر عاجل وممكن، برغم أن المؤشرات بحسب مصادر دبلوماسية مطلعة قالت إن ذلك بات من الماضى، فالحرب العدوانية على قطاع غزة ورفح والضفة الغربية، وسياسة التهجير والتصفية للقضية الفلسطينية، ملفات، يجرى تحويلها بطريقة ما إلى مسئولية الإدارة الأمريكية والبنتاجون والرئيس ترامب وفق رؤيته.
التقدّم فى بعض مسارات المفاوضات، يواجه عقبات سياسية وأمنية وعسكرية، كان أبرزها تقديم إسرائيل لائحة بأسماء المحتجزين، وهو ما حدث فعلًا، إذ سلمت إسرائيل، منذ يوم أمس الجمعة، قائمة بأسماء 34 محتجزًا، تطالب بإطلاقهم فى المرحلة الأولى من الصفقة، فى ظل أنباء عن موافقة رئيس وزراء حكومة التطرف التوراتية السفاح نتنياهو، على منح تفويض كافٍ للوفد الإسرائيلى المفاوض الذى وصل إلى الدوحة. 
وفى المصادر أن وفد حركة حماس، كان فى الدوحة، الأمر الذى مهد لكل خفايا الاتفاق، وإمكانية عقد أو الاتفاق على إبرام صفقة قد تؤدى فى مرحلتها الأولى، إلى إطلاق عدد من المحتجزين الإسرائيليين، مع وقف لإطلاق النار لمدة تتراوح بين 6 و7 أسابيع كما قالت المصادر، استنادًا لما سربه موقع «واللا» الإسرائيلى.

من ناحيتها، أعلنت حركة حماس عن تمسكها بوقف العدوان وحرب الإبادة، بما فى ذلك سياق ما أعلنت، من استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بشأن الهدنة الممكنة. 
بيان حماس حدد الآتى:
* أولًا:
هذه الجولة ستركز، على أن يؤدى الاتفاق إلى وقف تام لإطلاق النار؛ 
أن الأولوية هى لوقف العدوان. 
* ثانيًا:
انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة. 
* ثالثًا:
تفاصيل التنفيذ، وعودة النازحين إلى بيوتهم، وفق نصوص الاتفاقية والدول الضامنة. 
* رابعًا:
كما فى كل مرة، نؤكد جديتنا وإيجابيتنا فى هذه المفاوضات، وسعينا للتوصل إلى اتفاق بأسرع وقت يحقق طموحات وأهداف شعبنا الصابر المرابط. 
* خامسًا:
نواصل جهودنا فى التواصل مع الدّول المختلفة والمؤسسات الدولية بهدف التخفيف عن شعبنا وكسر الحصار الإنسانى وتأمين وإيصال ما يلزمه من احتياجات ضرورية لمواجهة الظروف المأساوية. 
* سادسًا: 
التحضير والترتيب لإغاثة وإيواء شعبنا فورَ التوصّل لاتفاق لوقف إطلاق النار.

 


وفى إشارات سياسية تنظيمية، لها ثقلها السياسى والأمنى، لفت بيان آخر، دعت فيه حركة حماس، حركة فتح إلى التجاوب مع جهود تشكيل لجنة الإسناد المجتمعى لإدارة قطاع غزة. وأوضحت أنها تلقت واستمعت أخيرًا إلى «العديد من المبادرات والمقترحات الوطنية، فى إطار التحرك لإنقاذ قطاع غزة مما يتعرض له من إبادة جماعية على أيدى العصابات الصهيونية بتواطؤ غربى وفشل دولى صادم».
وأضافت الحركة «نأمل من الإخوة فى حركة فتح والسلطة التجاوب مع جهود تشكيل لجنة الإسناد المجتمعى فى إطار النظام السياسى الفلسطينى والعمل من خلال الإجماع الوطنى ومشروعيته السياسية». 
كما أكدت أنها تجاوبت خلال الأشهر الأخيرة مع «الجهود التى تبذلها مصر، وسعينا إلى تشكيل حكومة توافق وطنى أو تكنوقراط، وتعاملنا بإيجابية مع مبادرة مصر المدعومة عربيًا وإسلاميًا لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعى لإدارة شئون قطاع غزة بشكل مؤقت وأن تكون مرجعيتها السياسية المرسوم الرئاسى الفلسطينى».
ولفتت الحركة فى بيانها، إلى أنها قطعت شوطًا مهمًا مع فتح «برعاية الأشقاء فى مصر، لتشكيلها، ثم توصلنا وتوافقنا مع العديد من القوى والفصائل والشخصيات والفعاليات الوطنية إلى مجموعة من الأسماء المقترحة من ذوى الكفاءات الوطنية والمهنية، وجرى تسليمها إلى مصر». 
وأكدت حماس جاهزيتها لـ«تنفيذ أى من الاتفاقات التى تم التوصل إليها وطنيًا، وانفتاحها على كل صيغة من شأنها أن تلمّ شمل الشعب الفلسطينى ومؤسساته وتعيد الاعتبار لنظامه السياسى»، مشددة على أنها تعاملت «بمرونة مع الاتفاقات والتوافقات الوطنية التى جرت فى مصر والجزائر وروسيا والصين»، ضمن مساعيها لـ«ترتيب البيت الفلسطينى وترسيخ وحدته وإعادة الاعتبار للنظام السياسى».
تقدّم دونه فجوات
فى غضون ذلك، نقل موقع «واللا» الإسرائيلى، عن مسئول إسرائيلى أن تل أبيب سلمت حركة حماس قائمة بأسماء 34 محتجزًا تطالب بإطلاقهم فى المرحلة الأولى من الصفقة.
التسريبات تشير إلى أن هناك تقديرات أن بعض المحتجزين المدرجين فى القائمة قد لا يكونون على قيد الحياة، قائلًا إن هدف إسرائيل هو إطلاق سراح أكبر عدد من المحتجزين الأحياء المدرجة أسماؤهم فى القائمة.
وفقًا للتقديرات، فإن نحو نصف الأسرى الإسرائيليين لا يزالون على قيد الحياة، بما فى ذلك 3 أمريكيين. وأضاف أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، فقد تشمل المرحلة الأولى منه، الإفراج عن أكثر من 30 أسيرًا، بعضهم أحياء وبعضهم جثث. وتوقع أن تتضمن المرحلة الأولى أيضًا، وقفًا لإطلاق النار فى غزة يتراوح بين 6 و7 أسابيع.
من جانبها، نقلت القناة 12 الإسرائيلية، أن عدم اليقين، لا يمنع من القول إن ثمة تقدمًا فى المباحثات، (...)، الصحيفة لم توضح مصدرها، فى وقت أن العديد يؤكد: * أ:
هناك فجوات بين الأطراف، ولا يوجد اختراق يؤدى إلى صفقة. 
* ب:
أن الفريق الإسرائيلى الذى توجه إلى الدوحة مهنى، وليس فيه رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية «الموساد» ديفيد برنياع.
* ج:
موقع «والا»، نقل عن مسئولين إسرائيليين، قولهم إن تقدمًا كبيرًا فى مفاوضات الصفقة هو ما دفع اسرائيل لإرسال وفدها إلى الدوحة.
* د:
المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى جون كيربى، هدد، بطريقة مبطنة:
إن أمام حماس فرصة حقيقية للتوقيع على اتفاق جديد لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن «حماس بدأت هذه الحرب وبإمكانها وضع حد لها بالتوقيع على اتفاق جديد».

* عن أى تفاوض، الاحتلال السفاح يرتكب 8 مجازر مفتوحة..

جيش الكابينت، ما زال يعلى الإبادة، فهو جيش الاحتلال الإسرائيلى، الذى رصد المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى ومنظمات العالم الإغاثية والإنسانية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية 8 مجازر، ذهب ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، خلال الـ24 ساعة الماضية، بحسب ما أفادت وزارة الصحة فى قطاع غزة.
وأكدت الوزارة، سقوط 77 شهيدًا و145 جريحًا، (الأرقام تزيد كل لحظة) مشيرة إلى أن عددًا من الضحايا، لا يزال تحت الركام وفى الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف الوصول إليهم. وأعلنت عن أن حصيلة العدوان الإسرائيلى على القطاع بلغت 45 ألفًا و658 شهيدًا، فى حين وصلت أعداد الجرحى إلى 108 آلاف و583 مصابًا، منذ السابع من أكتوبر 2023.
وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلى، هجماته البرية والجوية والبحرية على قطاع غزة، مجددًا استهدافه للمستشفيات، إذ حاصر مستشفى الإندونيسى فى بيت لاهيا، وأطلق النار تجاهه، طالبًا المتواجدين داخله بإخلائه فورًا.
وأكدت تقارير إعلامية أن المحاصرين داخل المستشفى معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب المرضى والجرحى، والطواقم الطبية.
وقالت مصادر طبية إن الاحتلال دمر محطات الأكسجين والكهرباء، إذ بات المستشفى لا يملك القدرة على تقديم خدمات طبية، كما نفدت المستلزمات الطبية، ما يهدد حياة الجرحى والمرضى، والذين نقل بعضهم إلى المستشفى بعد إحراق وتدمير الاحتلال مستشفى الشهيد كمال عدوان، مضيفة أن الجيش الإسرائيلى، يواصل تجريف محيط المستشفى، وتدمير كل مقومات الحياة فى المنطقة. وبالإضافة إلى ما سبق استهدفت قوات الاحتلال بالمدفعية والغارات الجوية، مناطق عدة فى القطاع، والتى أوقعت عشرات الشهداء والجرحى.


التقارير الدولية والأمنية، تؤكد أن حرب الإبادة التى تخوضها دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى أدت، إلى تأزم فى الوضع الإنسانى الكارثى على سكان قطاع غزة ورفح، والذين يعانون ظروفًا قاسية فرضتها آلة الحرب الإسرائيلية، والأحوال الجوية.
الأمم المتحدة، عبر منظماتها المختلفة، رصدت الوقائع وعبرت  عن قلقها العميق إزاء التأثير المدمر للأمطار الشتوية ودرجات الحرارة المتجمدة على النازحين الفلسطينيين فى غزة، والتى تُضاف إلى الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التى يشهدها القطاع.
* المنظمة الدولية للهجرة: هناك حاجة ملحة لوصول سكان غزة إلى المأوى

المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمى بوب، قالت إن عددًا من الأشخاص يتعرضون للخطر، بما فى ذلك سبعة أطفال رضع على الأقل لقوا حتفهم بسبب انخفاض حرارة أجسامها، «وهذه الوفيات المأساوية تؤكد، بحسب تصريحات المنظمة ومديرتها والتى تثير القلق، من ارتباط الوضع فى القطاع بمنظمة الهجرة الدولية، الحاجة الملحة لوصول سكان غزة إلى المأوى وغيره من المساعدات على الفور».
المنظمة التابعة للأمم المتحدة، كشفت فى بيانها، عن أن الوفيات بسبب الشتاء يمكن تفاديها. وقالت إنها سلمت ما يقرب من 180 ألف عنصر من عناصر المأوى الطارئ للشركاء داخل غزة منذ منتصف نوفمبر، مشيرة إلى أن لديها أكثر من 1.5 مليون وحدة من الإمدادات الشتوية الأخرى، بما فى ذلك مجموعات العزل والخيام ومجموعات الفراش، جاهزة فى المستودعات ونقاط الدخول، «لكن القيود الشديدة على الوصول تمنعها من الوصول إلى المحتاجين».
وكررت المنظمة دعوتها العاجلة لوقف إطلاق النار لتمكين التسليم الآمن والفورى للمساعدات المنقذة للحياة لمن هم فى أمسِّ الحاجة إليها. كما جددت دعوتها لجميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولى الإنسانى، وضمان حماية المدنيين، والإفراج عن جميع الرهائن والسماح بالوصول الإنسانى الآمن والسريع وغير المعوق والمستدام.

* مخاوف محو الهوية الفلسطينية

وسط كل الأوضاع الكارثية واستمرار مجازر الإبادة الجماعية، التى يمارسها جيش الكابينت الصهيونى، قال مسئولون فى الأمم المتحدة إنهم يستعدون لإغلاق عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فى قطاع غزة والضفة الغربية، وحذروا من أنه إذا فرضت السلطات الإسرائيلية القوانين الجديدة، فلن تتمكن أى منظمة أخرى من استبدال أونروا، وأن عملياتها الإنسانية الحيوية فى غزة سوف تتوقف فى وقت تهدد فيه المجاعة معظم سكان القطاع.
وكان المفوض العام لـ«أونروا» فيليب لازارينى قال إن «الوقت ينفد بسرعة نحو تنفيذ مشروع قانون الكنيست»، الذى من المقرر أن يحظر عمل وكالة أونـروا فى الأرض الفلسطينية المحتلة.
وقال لازارينى، فى منشور،  على منصة «إكس X»، إن مشروع القانون سيدخل حيز التنفيذ خلال أقل من أربعة أسابيع، مشددًا على أنه جزء «من جهود أوسع لمحو التاريخ والهوية الفلسطينية».
وأكد أن أونروا ملتزمة بالبقاء وتقديم الخدمات، لافتًا إلى أنها كانت بمثابة شريان حياة لمليونى شخص منذ اندلاع الحرب فى غزة قبل ما يقرب من 16 شهرًا، حيث إن الخدمات الصحية التابعة للوكالة قدمت 6.7 مليون استشارة طبية - بمعدل أكثر من 1600 استشارة يوميًا - بينما تلقى 730 ألف شخص الدعم النفسى والاجتماعى.
وأضاف لازارينى، أن مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين، يعيشون فى ملاجئ أونروا فى غزة حاليًا، وتلقى ما يقرب من مليونى شخص مساعدات غذائية من الوكالة. كما أشار إلى حملة التطعيم التى نفذتها الوكالة وشركاؤها، والتى تم فيها تطعيم 560 ألف طفل تحت سن العاشرة ضد شلل الأطفال.
.أيضًا فى الأفق، ما كرره جيمى ماكغولدريك، ونشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، الجمعة، فى إشارات لشخصية أممية أشرفت على العملية الإنسانية للأمم المتحدة فى غزة والضفة الغربية حتى أبريل، إنه «سيكون لذلك تأثير هائل على الوضع الكارثى بالفعل. وإذا كانت هذه هى النية الإسرائيلية، وهى إزالة أى قدرة لنا على إنقاذ الأرواح، فعليك أن تتساءل عن ماهية التفكير والهدف النهائى».

* تخفيف الأثمان لإطالة الحرب.. أو فشل المفاوضات

 

الجولات فى سباق شكلى مع الرغبات الأمريكية التى غاب عنها الحماس، وكل الذى يحدث، مبررات لنقل الملف ووضعه على طاولة الرئيس الأمريكى الجديد، ذلك-غالبًا- يعتمد على ما ستؤول إليه المفاوضات، من قبول وحوار وبالتالى رفض، حيث عبر جزء كبير من المحللين حول العالم، منهم قالوا إن السفاح نتنياهو لن يكون جاهزًا للحل وسيسير بمخططه الأساسى القائم على الحرب الطويلة وجر الولايات المتحدة الأمريكية للاشتباك المباشر فى الشرق الأوسط، نحو حروب متباينة وخروقات أمنية  وتوجية السياسات نحو الحرب القادمة مع إيران، التى يبرر السفاح أن حلفاءها فى المنطقة هم سندها.

كل ذلك، لا يفسر كيف تروج دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، إرسال وفد التفاوض إلى الدوحة، لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى فى غزة، فى خطوة لاقت ترحيبًا مشوبًا بالقلق من الولايات المتحدة. بينما أكدت حركة حماس استئناف المحادثات غير المباشرة فى الدوحة، مشيرة إلى أن الجولة الحالية تركز على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الكامل، وعودة النازحين، وانسحاب الجيش الإسرائيلى، مشددة على جديتها فى التوصل إلى اتفاق قريب لوقف النار.

المتحدث باسم مجلس الأمن القومى فى البيت الأبيض، جون كيربي، اعتاد أن يكرر بياناته: إن إدارة الرئيس جو بايدن تحث حماس على التوقيع على اتفاق جديد لوقف إطلاق النار يشمل إطلاق سراح الأسرى. كما رحب البيت الأبيض بقرار إسرائيل إرسال وفد إضافى إلى الدوحة لاستكمال المفاوضات.
ولا يمكن تفسير التركيز على شكلية، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أنها قد تكون محور الخلاف:
«الوسطاء يحاولون إيجاد حلول لمطلب إسرائيل بالحصول على قائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين الأحياء». 
.... ولأن الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال الإسرائيلى، ووسطاء فى الظل، باتوا على حزم وثقة بأن لا إيقاف للحرب على غزة، وأن المفاوضات، استكانة لصمت ما، قد يمتد إلى ما بعد تنصيب الرئيس الأمريكى الجديد ترامب. 
وهذا مؤشر لا يلغى بعض التمريرات الإعلامية، إذا وصف مغادرة الوفد الإسرائيلى، العاصمة الدوحة قبل أسابيع، فى جولات سابقة بأنه من أجل إجراء «مشاورات داخلية»، ذكرت مصادر مطلعة أن المباحثات الرامية إلى التوصل لهدنة فى غزة «لم تتعثر»، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية، التى اتهمت أن رئيس حركة حماس فى غزة، محمد السنوار «أظهر مواقف أكثر تشددًا مقارنة بشقيقه الراحل يحيى السنوار».

 

مع هذا، فقد أفاد مسئولون إسرائيليون بأن «تسليم قائمة بالأسرى الإسرائيليين الأحياء بالنسبة لإسرائيل شرط أساسى لا يمكن المضى قدمًا فى مفاوضات صفقة التبادل بدونه»، بحسب ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية.

وتابع المسئولون أنه وفق التفاهمات، فإن على حماس تسليم قائمة كاملة تشمل كافة الأسرى الإسرائيليين لديها 7 أيام من بدء وقف إطلاق النار وتحرير النساء.

وقد يكون لافتًا أن يقال بوضوح إنه ما زالت «حماس» ترفض تسليم قائمة كاملة لأسماء كل الأسرى الإسرائيليين الأحياء، إذا ما صح القول إن الفجوات بين مواقف إسرائيل وحماس بالنسبة للصفقة ليست كبيرة، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، وهى لم تفسر ذلك، لكن؛ بحسب المؤشرات إذا كان هناك اتفاق فإن الإفراج عن الأسرى من الجانبين سيكون فوريًا من لحظة بدء وقف إطلاق النار، وسيبدأ خلال يوم أو يومين من الاتفاق.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأطراف المشاركة فى مفاوضات الصفقة توصلت لتفاهمات بشأن محور فيلادلفيا ومحور نتساريم والدفعات التى سيفرج خلالها عن الأسرى من الجانبين.
.. وهو ما يتكرر بين هبة دبلوماسية سياسية، يتضح أنها عملية شراء الوقت أو ذبح الوقت،


* نقاط الخلاف بين إسرائيل وحماس

منذ أشهر طويلة، فشلت الإدارة الأمريكية فى تحقيق أى نتائج، بل إثارة ودعم الصعوبات والعقبات المرتبطة بالمفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار فى غزة وتحرير الرهائن المحتجزين لدى حركة «حماس»، وعند السجناء فى السجون الإسرائيلية.

إسرائيل، كقوة احتلال، تردد أنه:
* 1:
لا يوجد تقدم حقيقى فى المفاوضات مع حماس لكنها مستمرة.

* 2:
من الصعب توقع أن توافق حماس على صفقة دون إنهاء الحرب بشكل كامل.
* 3:
لم تصل قائمة الرهائن الأحياء من حماس، ولم ترد بقبول الصفقة.

* 4:
التقييم الإسرائيلى يفيد بأنه من المشكوك فيه التوصل إلى صفقة خلال أسبوع، وأن الأمل هو موعد تنصيب دونالد ترامب فى يناير.


* 5:
نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر إسرائيلى قوله إن الصفقة مع حماس ليست فى متناول اليد ورغم التقدم فى المفاوضات لم يتم التوصل إلى تفاهم بشأن القضايا الخلافية الأساسية، كما أن إسرائيل لم توافق على الانسحاب من محور فيلادلفيا أو الإنهاء الكامل للحرب.

وفى التحليل السياسى، لطبيعة حوار الطرشان بين حركة حماس ودولة الاحتلال، والإرادة الدولية والأممية، فيمكن القول إن الخلاف الحالى مع حماس «يتمثل بعدم وصول قائمة الرهائن الأحياء إلى إسرائيل وعدم نية إسرائيل الانسحاب الكامل من محور فيلادلفيا»، لهذا لن يتم حدوث اى انفراج، ولا صحة لما قد يجرى التوصل إلى صيغة اتفاق فى غضون عشرة أيام، ذلك أن السفاح نتنياهو والكابينت، وحكومة اليمين الإسرائيلى المتطرفة، باتوا فى إجازة مرضية يغيب فيها السفاح المريض للتمويه، هذا التمويه، سيكون حديث الدبلوماسية الأمريكية، وبالتالى فشل المفاوضات وطمس الملف لما بعد تناول إدارة ترامب الملفات التى خلفتها له فترة حكم بايدن. 
وقد كانت مجلة نيوز ويك الأمريكية عللت الوضع سياسيًا وأمنيًا بالقول استنادًا إلى وجهة نظر نائب رئيس كرسى «يونا ودينا إيتينجر» للتاريخ المعاصر للشرق الأوسط، فى جامعة تل أبيب «إيال زيسر»، أنه على مدار العام الماضى، حققت إسرائيل معظم أهدافها فى الحرب التى شنتها حماس وحزب الله ضدها فى أوائل أكتوبر 2023. وبحسب تعبيره، لقد هُزمت حماس كقوة عسكرية وحكومية فى غزة، وتعرض حزب الله لضربة شديدة حرمته من القدرة على ردع إسرائيل وتهديدها. وفى سوريا، سقط نظام بشار الأسد، وتم دفع إيران إلى الوراء وإضعافها وردعها. برأيه، هذه هى الظروف الملائمة لإنهاء حروب إسرائيل خلال عام 2025 وترجمة الإنجازات العسكرية إلى تحرك سياسى مع الدول العربية المعتدلة وربما الفلسطينيين أيضًا. وأضاف «أنه ليس من الواضح ما إذا كان هذا يخدم المصالح السياسية لنتنياهو أو ما إذا كان قادرًا على مثل هذه الخطوة بسبب ضغوط من شركائه السياسيين. ومن هنا فإن من سيقرر حقًا ما إذا كانت الحرب فى المنطقة ستنتهى وستطبق الضغوط الاقتصادية وليس العسكرية على إيران هو دونالد ترامب».
.. وفى ذات السياق، ومن خلال نظرة جيوسياسية أمنية،  ذكرت مجلة «Newsweek» الأمريكية أنه «منذ الهجوم الذى شنته حماس فى السابع من أكتوبر العام 2023، انخرطت إسرائيل فى سلسلة من الصراعات ضد إيران ووكلائها، قائلة إنها بحاجة إلى القضاء على التهديدات الأمنية التى تشكلها وضمان عدم تكرار مثل هذا الحدث أبدًا».
وأكد الباحث: لقد سعت إسرائيل إلى تدمير حماس فى غزة وحزب الله فى لبنان، ووجدت نفسها فى صراع مباشر مع إيران، حيث تبادل الطرفان الصواريخ، رغم أنه لم تندلع حتى الآن حرب كاملة. وبعد سقوط نظام بشار الأسد فى سوريا، ضربت إسرائيل عددًا من الأهداف هناك، مثل مخازن الأسلحة الكيميائية المشتبه بها. ومع حلول العام المقبل ومعه أبعاد جديدة للسياسة فى الشرق الأوسط، يبقى السؤال: هل تنتهى حروب إسرائيل فى الشرق الأوسط فى عام 2025؟
عمليًا: لا إجابات على «إيال زيسر» أو غيره، فعقب تبادل دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية وحركة حماس، المقاومة الفلسطينية الاتهامات بشأن عرقلة مساعى التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرّة منذ أكثر من عام فى القطاع المدمر، ما زالت الأوراق التنفيذية فى يد الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، لأنه ببساطة لا يمكن إنهاء حرب الإبادة، وهى التى سلمت مفاتيح الشرق للهيمنة الأمريكية والبنتاجون، ومخلب القط دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى.
لعل المؤشر الخطير، ما قالت «أكسيوس» إن الرئيس المنتهية ولايته بايدن يخطر الكونجرس بتخصيص مبيعات أسلحة لإسرائيل بقيمة 8 مليارات دولار، حتمًا سيمررها الكونجرس فهى تأتى على هوى ترامب فى إثارة الملفات.

The Hill، قالت إن تعيين الرئيس المنتخب دونالد ترامب لآدم بوهلر مبعوثًا رئاسيًا خاصًا لشئون الرهائن يمنحنا أهالى الرهائن أملًا متجددًا.
وأضافت على لسان أهالى الرهائن:
إن ثروة الخبرة التى يتمتع بها بوهلر، بما فى ذلك دوره فى التوسط فى اتفاقيات إبراهيم، تضعه فى وضع فريد من نوعه للتعامل مع تعقيدات مفاوضات الرهائن فى الشرق الأوسط، بتمكين مباشر من الرئيس المنتخب. 
* التحول القادم.. اسألوا ترامب عن «آدم بوهلر».

وعلى النقيض- وهنا خطورة التحول القادم - من العديد من المسئولين الأمريكيين، يتمتع بوهلر بالسلطة القانونية للتعامل بشكل مباشر مع المنظمات الإرهابية - كما فى نص الصحيفة الأمريكية المقربة من البيت الأبيض- مثل حماس، كما هو مسموح به بموجب تفويض مكتب المبعوث الرئاسى الخاص لشئون الرهائن. وتوفر هذه السلطة فرصة نادرة لبوهلر لقيادة المفاوضات المباشرة نيابة عن المواطنين الأمريكيين المحتجزين حاليًا كرهائن، استنادًا إلى التوجيه المباشر من الرئيس. وبعد أكثر من عام من المفاوضات المتوقفة، يتحمل بوهلر مسئولية الاستفادة من هذه السلطة والوصول على الفور إلى اللاعبين الرئيسيين فى القضية. وتسلط خبرته كمفاوض محنك، يعمل مع بعض من أكثر الجهات الفاعلة صرامة فى المنطقة خلال اتفاقيات إبراهيم، الضوء على قدرته على التعامل بشكل إيجابى مع المناقشات الحساسة عالية المخاطر.
غزة فى مجازر مفتوحة، لا رهان على أى تدخل أممى أو دولى، غزة تبدو وسط مشهدية يراقبها بصمت كل العالم، ونحن معهم!