رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيناريست بشير الديك.. نهاية مسيرة طويلة من الإبداع

بشير الديك
بشير الديك

توفي السيناريست الكبير بشير الديك في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء الموافق 2024 عن عمر ناهز 80 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. 

الراحل، الذي يعد من أبرز الأسماء في مجال كتابة السيناريو والإخراج في مصر والوطن العربي، ترك إرثًا فنيًا ضخمًا من الأفلام والمسلسلات التي أثرت في السينما العربية وأثرت في أجيال من المشاهدين.

عن بشير الديك:

وُلد بشير الديك في 27 يوليو 1944 في قرية الخياطة بمدينة دمياط، ودرس التجارة في جامعة القاهرة، حيث حصل على بكالوريوس التجارة في عام 1966. 

ورغم دراسته الأكاديمية في مجال التجارة، إلا أن شغفه الأدبي دفعه للكتابة في المجلات الثقافية قبل أن يدخل عالم السينما. 

بدأ في كتابة السيناريو بشكل رسمي في السبعينيات ليُصبح أحد الأسماء اللامعة في مجال الكتابة السينمائية.

البداية الفنية:

كانت بداية بشير الديك السينمائية مع فيلم "مع سبق الإصرار" عام 1979، من إخراج أشرف فهمي، وكان من بطولة محمود ياسين ونور الشريف. 

لكن شهرته الحقيقية بدأت مع تعاوناته مع المخرجين الكبار مثل عاطف الطيب ومحمد خان، ومع عاطف الطيب، كتب العديد من الأفلام التي تعتبر من أهم الأعمال في تاريخ السينما المصرية، مثل "سواق الأتوبيس"، "ضربة معلم"، "ضد الحكومة"، و"ليلة ساخنة"، ومع محمد خان، كتب سيناريوهات أفلام مميزة مثل "الرغبة"، "موعد على العشاء"، و"الحريف"، التي كانت مليئة بالقضايا الاجتماعية العميقة.

السينما والتليفزيون:

بشير الديك لم يقتصر على السينما فقط، بل امتد تأثيره إلى التليفزيون من خلال مسلسلات لاقت إعجابًا واسعًا مثل "الناس في كفر عسكر" و"حرب الجواسيس"، وقد اشتهر بأسلوبه المميز في تناول القضايا الاجتماعية والإنسانية، حيث كان دائمًا يتناول مشاكل وهموم الإنسان المصري بأسلوب واقعي وبسيط.

إخراج الفيلمين:

رغم أنه لم يخرج سوى فيلمين فقط طوال مسيرته، إلا أن هذين الفيلمين يعتبران من أبرز أعماله، كان الأول فيلم "الطوفان" (1985) من بطولة محمود عبدالعزيز، والثاني "سكة سفر" (1993) من بطولة نور الشريف، ورغم قلة إنتاجه في مجال الإخراج، إلا أن هذه الأعمال أثبتت براعته في تقديم الأفلام ذات الطابع الاجتماعي القوي.

السنوات الأخيرة:

في الألفية الجديدة، ابتعد بشير الديك عن الساحة السينمائية بشكل ملحوظ، ولكن كان له إسهام واحد مهم في عام 2010 من خلال فيلم "الكبار"، من إخراج محمد جمال العدل، كما كان حاضرًا في بعض المسلسلات الناجحة مثل "الناس في كفر عسكر"، ورغم ذلك، فإن مسيرته كانت قد توقفت بشكل كبير بسبب تدهور حالته الصحية في السنوات الأخيرة.

رحيله:

توفي بشير الديك بعد صراع طويل مع المرض، حيث تدهورت حالته الصحية في الأيام الأخيرة بسبب مشاكل في وظائف الكلى، ما استدعى دخوله في غيبوبة وتلقيه العلاج في العناية المركزة. كانت حالته الصحية في تدهور مستمر، وفي النهاية غيّب الموت هذا العملاق الذي شكل جزءًا كبيرًا من تاريخ السينما العربية.