الانتخابات الرئاسية في لبنان: رئيس ربع الساعة الأخيرة
- حصول جوزف عون على اكثرية ثلثي الاصوات غير متوفرة.. والسبب؟ !
في توقيت قاتل، مهموخطر، قال مصدر سياسي ودبلماسي لبناني ل "الدستور" إن:تصريحات الرئيس نجيب ميقاتي، عن انه بكرة في بيروت وبعيدا-القصر الرئاسي - في رئيس، قد لا تعني، بالضرورة أن نلغي خيارات انقلابات متغيرات وحزورة ربع الساعة الأخيرة من الجلسة النيابية.
* حزورة تعلق عليها مستقبل لبنان.
.. ورغم ذلك، قال المحلل السياسي والخبير الإعلامي الدولي "باسل عريضي" في حوار مع الدستور"عبر( الواتس اب)، أن:"
مسألة انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون يوم الخميس، غير محسومة لعدة أسباب (..) على الرغم من الدعم الدولي والعربي له.
.. وكشف "عريضي" الاسباب:
*اولا:
بصفته - قائد الجيش اللبناني-موظف "فئة أولى" لا يمكن انتخابه لرئاسة الجمهورية الا بعد خروجه من موقعه في قيادة الجيش. [أو] تعديلا للدستور.
*ثانيا:
وبالتالي رئيس مجلس النواب نبيه بري يقول أن التعديل غير ممكن الآن.
*ثالثا:
هذا الموقف فُسر على أنه يعبّر عن رأي ما يسمى في لبنان بـ"الثنائي الشيعي" أي حركة أمل التي يرأسها بري وحزب الله.
وكل منهما لديه كتلة نيابية في البرلمان.
*رابعا:
هناك، إمكانية الاستناد إلى [سابقة حصلت مع انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان بأكثرية نيابية ساحقة]، عقب اتفاق الدوحة، وجد تفسيرا أو مخرجا دستوريًا بالقول أن:[ التصويت النيابي الساحق له بمثابة تعديل للدستور على اعتبار أنه لا يوجد أي تكتل نيابي يعترض على الترشيح الانتخاب.].
*خامسا:
قائد الجيش الحالي جوزف عون، يواجه عقبة أخرى، تتمثل:[ برفض اكبر تكتلين مسيحيين له، أي حزب القوات اللبنانية الذي يرأسه سمير جعجع. والفريق الثاني التيار الوطني الحر الذي يرأسه النائب جبران باسيل]، فيما حدد المحلل العريض، أن هذا السبب المهم، هو نتيجة لغاية آخر المواقف السياسية التي تصدر عن الكتل النيابية.
*حصول جوزف عون على اكثرية ثلثي الاصوات غير متوفرة.. والسبب؟ !
* وبالتالي، يقول ل "الدستور"، المحلل، بواقع خبرة مع الإعلام والاستراتيجيات العربية والدولية، فهو يؤكد - حتى قبل مفاجأة ربع الساعة الأخيرة ان حصول جوزف عون على اكثرية ثلثي الاصوات غير متوفرة، وهو الرقم المطلوب لتعديل الدستور، حتى تتمكن القوى السياسية من الاستناد إلى السابقة الدستورية عام ٢٠٠٨.
.. ويكشف، حيثيات ما يجري في لبنان فوق الطاولات، وتحتها، وحركة الوفود وكبار الدبلماسيين العرب والأجانب وخصوصا من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية؛ ذلك جعلت محلل "الدستور " يؤشر إلى أهمية إثر ذلك على اختيار وبالتالي انتخاب الرئيس، اذ:"
* هناك محاولات في الساعات المقبلة، للوصول إلى تقاطعات سياسية على أسماء أخرى، بحيث لا تشكل تحديا للمجتمع الدولي أو القوى الداخلية".
.. وبدون شك، هنا: تظهر مسألة الدعم الخارجي للبنان المشروطة بانتخاب رئيس يلبي مطالب المجتمع الدول؛ ي لناحية الاصلاحات الاقتصادية لتقديم الدعم
* حراك عميق للموفد الرئاسي الفرنسي" لودريان".
.. بيروت منذ أسابيع، وفي ال72 ساعة الأخيرة قبل وبعد أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، شهدت،أبرز حراك عميق للموفد الرئاسي الفرنسي" لودريان".
.. هو او غيره، يقول العريضي:يمكن أن نشهد تعديلا بقرار بعض الكتل ونرى انتخاب جوزف عون؛ مستدركا:
* لكن في لبنان اعتدنا أنه بلد المفاجئات، خصوصًا في الربع الساعة الأخير.
لذلك الكل يراقب حركة الزوار الغربيين والعرب إلى لبنان آخرها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لوريان، والذي أجرى، من اللبنانيين والقيادات الدينية والسياسية والأمنية، خلال اللقاءات مع لودريان او غيره يمكن أن نشهد:[ تعديلا بقرار بعض الكتل ونرى انتخاب جوزف عون].
.. ميقاتي متأمل، أو لنقل انه دخل حالة من التفاؤل، ليمرر اليوم الأربعاء، أن لبنان ستشهد الريس الجديد، بمعنى لا تأجيل وان قائد الجيش قد ينام رئيسا ل لبنان اليوم التي شهدت أكثر من عقد من الزمان في أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية، ليس اقلها عام إسناد المقاومة اللبنانية حزب الله للحرب، ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، بعد العدوانية التي أدت إلى إبادة قطاع غزة.
.. من هذا الواقع، وفي حال لم نصل إلى انتخاب رئيس،(يقول المحلل) هذا يعني بمكان ما، فشل المساعي الدولية في حلّ الازمة اللبنانية بفعل حسابات لبنانية ضيقة عند أحزاب بعض الطوائف.
وهناك تخوف حقيقي من أن مثل هذا السيناريو يعني الدخول في أزمة أكبر وأعمق مع الدول الراعية للتفاهمات اللبنانية سواء العربية منها أو الغربية؛ وكل الأطراف تتهيب وتحاول تجنب مثل هذا السيناريو السيئ، لذلك الامور لن تحسم قبل ربع الساعة الأخير.
- وبالتالي حتى الساعة(..) لا يمكن استبعاد أي مرشح من المنافسة أو حسم توجه جلسة الخميس.
*.. وحياتك بلد غريب عجيب!.
لأكثر من ساعة، قرب فجر امس كنت أحاول صحفي عريق في لبنان، قال لي بإختصار، انشر:
.." عم":بمعنى، تشاهد أو تراقب باللهجة اللبنانية".. عم تتخايل الانتخابات بعد اقل من ٤٨ ساعة والناس [ما بتعرف مين المرشح وشو برنامج عمل الاسماء المطروحين].
قلت وما رأي الولايات المتحدة الأمريكية وموفدها، قال بهدود اعصاب:
- والامريكان؟..
.. وضعها أمامي بكل ثقة، كان يبدو مترقبا، خائفا، الكلام عن انتخاب رئيس لبنان، عن معجزة، حزورة، حكاية حرب!.:[الاميركان والفرنسيين والسعودية ومصر والاردن، يريدون - بدن باللهجة اللبنانية ايضا-جوزف عون.
.. وتابع:وزيد فوقهم: الاتحاد الاوروبي ويلي بدك، بس حسابات ضيقة والله العظيم شي مسخرة!
.. والمسخرة الاكبر، التي علاها بكل جرأة، عندما أشار:
اننا من شهر زمان، أو أكثر، طلبوا اجتماع المجلس النيابي اللبناني، مددوا لقائد الجيش جوزيف عون سنة بالخدمة لأنه بلغ السن القانوني. (هذا اولا)
.. وثانيا اليوم:وهلق بدن يعدلو الدستور لينتخبوه!!
.. والسؤال في لبنان السياسي والأمني، قبل الانتخابات:لماذا لم يؤسسوا لقائد الجيش المهمة، ما كان تركوه يتقاعد وينتخبوه رئيس
اذا عندك، يمزح معي بجدية متاعب المهنة:"جواب بتربح مليون دولار"
*القوى السياسية متهيبة والضغط الدولي والعربي كبير.
حتما، بيروت في حالة ترقب مشوبه بالقلق، فالقوى السياسية "متهيبة اللحظ" ة والضغط الدول والعربي والأممي كبير خصوصا في ظل التطورات الاقليمية الكبيرة سواء في سوريا او في نتائج اح...... ي فبلينان التي تركت دمارا هائلا وبالتالي هناك حاجة ماسة لتسيير الامور في المؤسسات الدستورية تمهيدًا لبدء وصول المساعدات.
*من الوارد جدا ان يصار إلى تقاطعات سياسية على اسم لا يحتاج إلى تعديل دستوري ويكون قادر على التواصل مع الدول العربية ومع المجتمع الدولي.
.. وكشف ل الدستور، أن من الاسماء التي ارتفعت اسهمها في الساعات الماضية جهاد ازعور
*.. وعن الاجندة في ذلك؟
قال:
-* المسألة مش قصة اجندات،
هناك التزامات وخريطة طريق دولية إما سلوكها وإما المزيد من الغرق(..) وما يترتب عليه من تداعيات سياسية واقتصادية واجتماعية وربما أمنية.
*ربع الساعة القاتلة، قد تكون ترامبية
ما يور في اوساط ساسة لبنان، لا استقرار فيه، وفي اجواء منها كتل نيابية أحزاب فاعلة، معينة اخذت تربط بين تأجيل الانتخاب إلى حين دخول الرئيس الأمريكي الجديد ترامب إلى البيت الابيض.
واصحاب هذا الرأي، بحسب محدثي في بيروت، المحلل باسل عريضي:يستندون إلى ما قاله مستشار ترامب اللبناني الاصل مسعد بولس وخلاصته أن من انتظر اكثر من عامين على الفراغ الدستوري في رئاسة الجمهورية يستطيع أن ينتظر شهرين إضافيين
- ممكن في ظل ما يجري في الخفاء.
.. وفي توضيح مهم اكد:
؛ وهنا نعود إلى اسم جوزف عون، الذي تتقاطع عليه الادارتين الحالية الديموقراطية مع بايدن والمقبلة الجمهورية مع ترامب.
.. ونتيجة لذلك:ممكن تشوف-يوم الانتخاب غدا- كتل غيرت رأيها وتعلن تأييدها له.
* بري- ميقاتي صاروا في الزاوية الحرجة.
عمليا نجيب ميقاتي بالمبدأ لا يغير في المعادلة لانه رئيس حكومة وليس نائبًا ولا يملك كتلة نيابية
.. هنا نجد أن العقدة السياسية والأمنية، وبالتالي مسار الانتخابات الرئاسية، بكل ثقلها، موضوعا وشكلا عند الرئيس بري.
*.. وغالبا، منذ بداية إسناد حرب المقاومة، حزب الله والتي انتهت بدنار ومجازر في بيروت والجنوب اللبناني وأدت إلى اغتيال قيادته حزب الله وحركة حماس، وزعيم حزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، هنا "ميقاتي" حاليا يقتصر دوره على؛ [تدوير الزوايا والقيام باتصالات دولية لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، واتفاق الطائف].
.. أما نبيه بري بحكم انه رئيس مجلس النواب ويمثل الثنائي الشيعي، فهو قادر على ترجيح كفة الميزان من خلال كتلته النيابية التي تصل إلى حد 27 صوتا؛
فيكون اي مرشح قد نال اصوات كتل من كل الطوائف ما يعني اجماع وطني عليه.
.. وبري، قد يكون في وضع العارف، و-إلى أي اتجاه، ع الاقل لحد الساعة؟
* عمليا:
يحاول الوصول إلى صيغة مع الكتل المسيحية الرئيسية وتحديدا مع جبران باسيل تؤمن وصول شخصية مرضي عنها من كل الطوائف اللبنانية ومن الخارج بشقيه العربي والدولي
.*. وغالبا:
* اي مرشح رئاسي اذا نال اصوات من كتل تمثل الطوائف اللبنانية يكون قد نال ما يشبه اجماع وطني
يعني اذا كتلة فيها نواب سنة وأخرى فيها مسيحيين وأخرى شيعية ودرزية.
يكون صار في اجماع وطني حتى لو لم ينل كل الاصوات ١٢٨ نائبًا
اذا نال ٨٦ صوتا يكون قد حصل على ثلثي المجلس وتلقائيا من كل الطوائف.
* لان:
*1: المجلس النيابي مقسوم مناصفة بين المسلمين والمسيحيين؛ لذلك هناك اصرار على ثلثي الاصوات في الدورة الاولى حتى ينال اصوات كل الطوائف.
*2: في الدورة الثانية يكفي اكثرية النصف اي ٦٥ صوتا
وهنا ندخل في دوامة أخرى وحسابات مختلفة تماما.
الرئيس بري تابع تطورات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية وجلسة إنتخاب رئيس الجمهورية خلال لقائه الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان وترأسه إجتماعًا لكتلة التنمية والتحرير النيابية
*.. خالتي فرنسا..!
في الساعات الأخيرة، عمليا وأمنيا، إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية - في عين التينة- الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والوفد المرافق بحضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفية ماغرو ومستشاري رئيس الدكتور محمود بري وعلي حمدان حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية لاسيما الاستحقاق الرئاسي، المثير بحسب مصادر "الدستور" إن الموفد الرئاسي لودريان، غادر دون الإدلاء بتصريح.
وظهرًا ترأس رئيس مجلس النواب إجتماعًا لكتلة التنمية والتحرير النيابية بحضور كافة الاعضاء خصص لمناقشة التطورات العامة والاوضاع السياسية لاسيما جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية وبعد الإجتماع أدلى عضو كتلة التنمية والتحرير النيابية النائب أيوب بالتصريح التالي: عقدت كتلة التنمية والتحرير النيابية إجتماعًا برئاسة الرئيس نبيه بري وناقشت الأوضاع والمستجدات على كافة الصعد وأكدت على الموقف المبدئي المتعلق بالإستحقاق الرئاسي وهو ما كانت قد أكدته في مرحلة سابقة وهي انها مع التوافق، هذا بإختصار ما أكدته الكتلة في إجتماعها بعد إستعراض كافة الامور والإتصالات الجارية محليًا واقليميًا ودوليًا.
فيما أعلن النائب فيصل كرامي عن موقف تكتل "التوافق الوطني" الرئاسي: الواقع السياسي وكل الاسباب والمبررات والاهداف وبإرادة واحدة موحدة نعلن تبنينا انتخاب قائد الجيش رئيسًا للجمهورية
.. عدا عن الضغوط الفرنسية وقبلها الأميركية، الشارع اللبناني يتذكر ان في وسط الحدث:"خالتي فرنسا"، في تعليق على مفاوضات ما قبل الساعات الأخيرة، اذ
انطلقت المشاورات الحثيثة في اللحظات الأخيرة في مساعٍ لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، كما تابع محلل الدستور من بيروت، ويبدو أنّ هذه المساعي الديبلوماسية تنطلق من فكرة أساسية ومسار استراتيجي للقوى المعنية بالملف اللبناني. ولعلّ الفكرة الثابتة هي:
أن لبنان يجب أن يبقى مستقرًا على كافة الأصعدة، السياسية والاقتصادية والأمنية.
*
مسألة حلّ العقدة الرئاسية
في الواقع الغرائبي، مصادر سياسية مطّلعة، قالت ل الدستور اليوم أنّ الضغط الاقليمي العربي والإسلامي، عدا الدولي والأمني، بدا جدّيًا جدًا في مسألة حلّ العقدة الرئاسية والوصول الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي في جلسة المجلس النيابية اليوم.
وهذا الأمر:
*أ:
يتلاقى مع رغبة رئيس مجلس النواب نبيه برّي و"الثنائي الشيعي" عمومًا بغضّ النظر عن الاختلاف في طبيعة المرشحين وسيرتهم الذاتية.
*ب:
أن انتخاب الرئيس سيكون جزءًا من مسار وليس الهدف الفعلي في السياسة اللبنانية، أي أنّ من شأنه أن يكون استكمالًا لكل التطورات وتمهيدًا للتطورات التي ستحصل، بمعنى أنه سيخدم مشروعًا سياسيًا ما مرسومًا للبنان ومُتّفقًا عليه بين مختلف الأطراف، لذلك يبدو أن التوقيت اليوم ملائمًا لكل هذه الظروف وأنّ لحظة انتخاب رئيس جديد قد حانت.
*ج:
أنّ عدم إنجاز الاستحقاق الرئاسي في الجلسة المُقبلة، وهو أمر بات اليوم مُستبعدًا، لا يعني بالضرورة أنّ هناك نوع من التراخي، بل ثمة تفاصيل صغيرة تتمّ دراستها ويجب الانتهاء منها من ضمن التسوية الكبرى.
*ء:
نلاحظ قطعا ان التنافس الدولي والعربي في لبنان لن يأخد المسار الذي أخذه في دول أخرى، وإن كان هذا التنافس بين دول الخطّ الواحد، بل سيكون تنافسًا على الإنماء والاستقرار والدعم واستقطاب القوى السياسية، وإعادة الإعمار.
.. وإلى مساء اليوم الاربعاء تحديدا يحاول رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ترشيح نفسه للرئاسة عبر الحصول على غطاء مسيحي شامل وغطاء عربي يساعد في تأمين حاضنة نيابية مسلمة تكسر فكرة ضرب الميثاقية وعندها سيصبح بإمكان جعجع تخطي النواب الشيعة على اعتبار ان لديه دعما سنيا لا بأس به في حال قررت المملكة العربية السعودية دعمه في معركته.
لكن ترشيح جعجع يحرج "الثنائي "، خصوصا ان القبول بالرجل رئيسا امر غير ممكن، وبالتالي سيصبح القبول بقائد الجيش العماد جوزيف عون مطروحا وبشدة، اولا للرد على دعم رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل لجعجع في حال حصل، وثانيا لعدم الظهور في مظهر المعرقل. وعليه ستكون الانتخابات الرئاسية عندها استكمالا لتهدئة الاجواء الذي يقوم بها "الثنائي"مع الاميركيين اولا واخيرا، من الجنوب الى بعبدا.
وتعتقد المصادر ان السعودية لن تعارض وصول عون ما دام سيكون هناك تقاطع بين "الثنائي الشيعي" و"ثنائي السعودية والولايات المتحدة الاميركية".
مرجح الساعات الأخيرة، يؤكد انه قد تسقط ترشيحات اساسية وتظهر ترشيحات اخرى لم تكن مطروحة، برغم وجود قطبية ثنائية تؤشر بوصلتها على مرور الانتخاب بحيوية ودون مشاكل، لكن، في القطبية الثانية ان، بعض القوى تقول جلسة الانتخاب لن تكون جلسة ايصال رئيس جديد الى قصر بعبدا، وقد ندخل في مرحلة جديدة من المماطلة ليظهر خيط الإدارة الاميركية الجديدة الابيض من خيطها الاسود، وهو الخيط المعقد مرحليا نتيجة الضغوط السعودية والواقع السياسي الأمني في المنطقة.
*من هم المرشّحون لرئاسة الجمهورية اللبنانية في 2025؟
مركز النهار للدراسات والأبحاث، في صحيفة "النهار" البيروتية، قدم
ملخّصا لأبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية اللبنانية وفق الترتيب الأبجدي للاسم الاول، حفظا للحقوق السياسية.
.. وكان حدَّد رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم الخميس، غدا 9 كانون الثاني الجاري موعدًا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد شغور امتد منذ نهاية الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الاول2022. وهو شغور بات يتكرر اذ ان لبنان حظي برئيس واحد منذ العام 2014، تاريخ انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، وتعطيل قوى 8 اذار ومعها "التيار الوطني الحر" الاستحقاق لمدة فاقت السنتين لضمان وصول عون الى الرئاسة.
.. وتاليا القائمة المرشحة:
*إبراهيم كنعان:أبرز صقور "التيار الوطني الحر".
تعرّف اللبنانيون إلى إبراهيم كنعان باعتباره أحد أبرز صقور "التيار الوطني الحر"، إضافة إلى عمله الحقوقي والسياسي في الخارج، يوم كان حامل قضية العماد ميشال عون و"التيار الوطني الحر" في التسعينيات.
وبعد الانسحاب السوري ترّشح كنعان عن أحد المقاعد المارونية الأربعة في المتن الشمالي عام 2005 وفاز، وكذا في جميع الدورات الانتخابية التي تلتها.
تولّى النائب المتني أمانة سر "تكتل التغيير والإصلاح" و"لبنان القوي"، وبقي من أبرز الوجوه العونية. كان له الدور الابرز مع شريكه "القواتي" ملحم رياشي في صياغة "اتفاق معراب" الذي عبد الطريق امام العماد ميشال عون للوصول الى قصر بعبدا عام 2016.
وعام 2024، نتيجة لخلافات مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، قدم كنعان استقالته من "التيار" لينضم إلى رفاقه النواب سيمون أبي رميا وآلان عون والياس بو صعب المبعدين أو المبتعدين عن "التيار".
طرح اسم كنعان مرشحًا للرئاسة العام الماضي ضمن لائحة قدمتها بكركي، وهو اليوم من بين الأسماء الجدية التي يتم تداولها.
لم تبد أي كتلة نيابية تحفظًا عن اسمه، باستثناء "التيار الوطني الحر" لظروف شخصية معروفة.
*الياس البيسري:
الماروني الذي استعاد المديرية العامة للأمن العام.
برز اسم اللواء الياس البيسري بعد توليه مهمات المديرية العامة للأمن العام خلفًا للواء عباس إبرهيم.
الماروني الذي استعاد المديرية العامة للأمن العام بعدما تولتها شخصيات شيعية منذ عام 1998.
البيسري تدرج في الجيش من رتبة ملازم حتى أصبح رئيسا لمكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأسبق ووزير الداخلية الياس المر، وأصيب معه في انفجار عام 2005، ونُقل بعدها إلى ملاك الأمن العام رئيسا لمكتب الشؤون الإدارية ثم رئيسا لمكتب المدير العام حتى تولّيه منصب المدير العام للأمن العام بالوكالة.
طرح اسمه مرشحا رئاسيا من ضمن الأسماء الوسطية غير المحسوبة على طرف، كما تم تداوله في لائحة قطرية جرت مناقشتها مع عدد من الأفرقاء اللبنانيين.
لا يزال اسمه مطروحًا بجدية، ولم تعلن أي جهة رفضها المباشر له، كما لم تتبنّه أي جهة في المقابل.
*جان لوي قرداحي:شخصية معتدلة يمكن التوافق عليها.
يتردد اسم الوزير السابق جان لوي قرداحي بخجل في السباق الرئاسي، وذلك بعد طرحه من رئيس "التيار الوطني الحر" كشخصية معتدلة يمكن التوافق عليها مع الثنائي الشيعي وتسويقها.
رئيس بلدية جبيل سابقا، عُيّن وزيرًا للاتصالات عام 2000 في حكومة الرئيس رفيق الحريري كشخصية مقربة من الرئيس إميل لحود، واستمر في موقعه في حكومة 2003 ليعاد تعيينه في حكومة الرئيس عمر كرامي التي استقالت عام 2005 بعد اغتيال الحريري.
اليوم أعاد باسيل طرح الاسم، إلّا أنه غير مطروح حتى للنقاش لدى الكتل المعارضة أو الوسطية، لا بل ذهب جزء البعض إلى التأكيد أن اقتراح وزير إميل لحود ومرشح "حزب الله" للانتخابات النيابية أصبح خارج المنطق كليًا.
*جورج خوري:المدير السابق للمخابرات في جبل لبنان.
ليست المرة الأولى يُطرح فيها اسم العميد جورج خوري مرشحا لرئاسة الجمهورية. فقد جرى تداوله بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان قبل أن يفوز العماد ميشال عون بموقع الرئاسة.
اليوم يعود اسم المدير السابق للمخابرات في جبل لبنان (2005-2008) وسفير لبنان سابقا في الفاتيكان مرشحا وسطيا، لا تعارضه بكركي، ويقبل به رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل.
إلّا أن عقبات عدة تواجهه، تتمثل في رفض قاطع له من 14 آذار سابقا وخصوصًا "القوات اللبنانية" لكونه كان رئيسا لمكتب المخابرات في صربا عند تفجير كنيسة سيدة النجاة (الواقعة ضمن نطاقه) في التسعينيات، والذي وضعت مخابرات الجيش يدها بسرعة على مسرحه، قبل أن يوقف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ويُسجن بسببه. إلى ذلك، يعارضه الحزب التقدمي الاشتراكي والنواب المقربون من "المستقبل" نتيجة لدوره في أحداث 7 أيار (مايو) 2007 واتهامه بأنه دفع الجيش للوقوف على مسافة أقرب من "حزب الله".
* العماد جوزف عون:
قائد الجيش.
يُعتبر قائد الجيش العماد جوزف عون من أبرز الأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية، من دون إعلان رسمي.
القائد الذي توّلى مسؤولية المؤسسة العسكرية عام 2017، أمضى حياته في الوحدات العملانية منفذا المهمات الميدانية، بخبرة وكفاية.
بعد أشهر قليلة على تسلمّه القيادة، أطلق عون في آب 2017 "معركة فجر الجرود" ضد التنظيمات الإرهابية في جرود عرسال والقاع، وحقق الانتصار الأبرز في بداية عهده قائدا.
استطاع عون الحفاظ على المؤسسة العسكرية التي بقيت واحدة من المؤسسات القليلة الصامدة في وجه الانهيار، إضافة إلى جعلها صمام أمان يعطي الأمل بأن لبنان قادر على الخروج من أزماته.
حافظ عون على علاقاته بمختلف الأطراف واستطاع أن يبعد الجيش عن الزواريب السياسية، واليوم يُطرح مرشحا جديا يحظى بتأييد كتل نيابية وسياسية فاعلة رغم عدم اعلان البعض موقفه منه بشكل واضح، واعتراض من "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" عليه، الا انه يحظى بدعم اميركي واضح.
*زياد بارود:وزير داخلية الرئيس فؤاد السنيورة
دخل زياد بارود الحياة السياسية عبر توليه وزارة الداخلية عام 2008 في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، اسما وسطيا بين الرئيس ميشال سليمان ورئيس "التيار الوطني الحر" آنذاك العماد ميشال عون، واستمر في موقعه في حكومة الرئيس سعد الحريري حتى عام 2011.
المحامي والخبير القانوني، حافظ على وسطيته خلال سني توليه مهماته الوزارية وسار "بين النقاط" في ظل الانقسام السياسي الحاد الذي كانت تشهده تلك الفترة، ونسج علاقة مع جميع الأفرقاء.
حافظ بارود على وسطيته وعلاقاته بمختلف الأطراف واتجه نحو العمل القانوني والأكاديمي، وكانت له المساهمة الكبيرة في إنتاج قانون انتخاب يعتمد على النسبية للمرة الأولى في لبنان، رغم التشويه الذي طاله بسبب التسويات.
ترشح عام 2018 على لائحة "التيار الوطني الحر" في كسروان ولم يحالفه الحظ، وعزف عن الترشح عام 2022 لعدم اقتناعه بالتحالفات التي نسجت يومها.
اليوم يُطرح بارود بجدية لتولي رئاسة الجمهورية، وينال اسمه موافقة "التيار الوطني الحر" بالدرجة الأولى، ولا تضع عليه فيتو أي جهة. ويعتبر احد مرشحي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
*زياد حايك:مثل لبنان في الأمم المتحدة.
الامين العام الاسبق للمجلس الاعلى للخصخصة والشراكة حتى آذار 2019، وشارك في فريق عمل 4 رؤساء حكومات.
أدار مؤتمر ستوكهولم الذي حصد مساعدات بقيمة 980 مليون دولار للبنان بعد حرب تموز. كان له دور كبير في تحضير وإنجاز وانجاح مؤتمر CEDRE، الذي حصد وعودا بقيمة 7 مليارات دولار لعمليات الشراكة في لبنان. كان مرشحا لرئاسة البنك الدولي سنة 2019.مثل لبنان في الأمم المتحدة لمدة 4 سنوت كنائب رئيس مكتب الشراكة في جنيف
*سمير عساف:من طائرة الرئيس الفرنسي ماكرون،
دخل المصرفي اللبناني سمير عساف السباق الرئاسي من طائرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي اصطحبه معه إلى بيروت بعد زيارته لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت عام 2000، ومذذاك بدأ اسمه يتردد على أنه الشخص المفضل للرئيس الفرنسي لتولي رئاسة الجمهورية اللبنانية.
ابن كفرشلال في قضاء صيدا، درس في بيروت في مدرسة مار يوسف - الحكمة، وترك لبنان خلال الحرب إلى جامعة فرنسية، ليدرس العلوم السياسية، ثم ليحصل على ماجستير في إدارة الإعمال من جامعة السوربون. عمل في القطاع المصرفي عشرات السنوات، وهو الرئيس التنفيذي للخدمات المصرفية العالمية والأسواق لمجموعة "إتش إس بي سي" منذ كانون الثاني يناير 2011، والمدير الإقليمي للشركة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا منذ 2016، ورئيس مجلس إدارة الشركة غير التنفيذي في فرنسا.
غير الدعم الفرنسي، لا يبدو اسم عساف متداولًا جديا لدى أغلبية الكتل النيابية.
*فريد الياس الخازن:رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت.
النائب والسفير السابق لدى الفاتيكان. فاز بالمقعد النيابي عن كسروان على لائحة "التيار الوطني الحر"، وبعد انتهاء الولاية اختار ان يكون سفيرا في الخارج، هو الذي شغل قبل ذلك رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت. وله مؤلفات عدة في مجال الفكر السياسي.
*فريد هيكل الخازن:حارس مفاتيح الصرح البطريرك.
أحد حراس بكركي وفق تقليد قديم يحتفظ من خلاله ال الخازن بمفاتيح الصرح البطريركي، والداخل حديثًا ميدان السباق الرئاسي من بوابة بنشعي بعد انعدام حظوظ سليمان فرنجية.
ثبت حضوره السياسي وتمثيله في الدورتين النيابيتين الأخيرتين بعدما أطاحه "التسونامي العوني" في دورتي 2005 و2009.
تقلّب الخازن في التحالفات السياسية مرات عدة، فهو استقال من حكومة عمر كرامي عام 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وحضر اجتماعات البريستول وحالف "القوات" والكتائب في دورتي 2005 و2009، قبل أن يتمركز مع سليمان فرنجية بعد انتخابات 2018 ويقترب جدًا من فريق 8 آذار ويتوسط بين "حزب الله" وبكركي.
اليوم لا يزال الخازن ضمن تكتل يجمعه مع النواب طوني فرنجية وميشال المر وملحم طوق، إلّا أنه عدّل خطابه السياسي وتمايز عن فرنجية في المرحلة الأخيرة لكن هذا الأمر لم يشفع له لدى قوى المعارضة التي يبدو خارج حساباتها، وتاليا يبقى اسمًا غير مطروح للنقاش عندها، وكذلك لدى "التيار الوطني الحر".
*فريد البستاني:جراح وتاجر سيارات.
نائب منذ 2018، ترشح متحالفا مع "التيار الوطني الحر" في قضاء الشوف وهو الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة لـ"شركة بستاني المتحدة للسيارات"، وكيلة شركة تويوتا في لبنان.
عمل كجراح للوجه والفكين ومختص في جراحة الوجه الترميمية في "مركز بوسطن الطبي"، و"مستشفى نيو انغلاند المعمداني"، وشغل عدة مناصب في "جامعة باريس 7"، و"جامعة تافتس"، و"جامعة بوسطن"، في الولايات المتحدة الاميركية منها أستاذ وعميد ورئيس قسم علوم التشخيص.
أسس "جمعية رواد الأعمال والثقافة اللبنانيين في لبنان".
حاصل على دكتوراه في الطب وطب الأسنان وإدارة الأعمال من "جامعة بوسطن"، إضافة الى عدة شهادات من "جامعة القديس يوسف" في لبنان، و"جامعة السوربون" في فرنسا، و"جامعة تافتس"، و"جامعة هارفارد" في الولايات المتحدة.
*ناصيف حتي:رئيس بعثة جامعة الدول العربية في فرنسا.
يعود اسم ناصيف حتي إلى التداول السياسي، هذه المرة من باب الانتخابات الرئاسية.
السفير اللبناني والمتحدث الرسمي سابقا باسم جامعة الدول العربية، عمل رئيس بعثة جامعة الدول العربية في فرنسا والمندوب المراقب الدائم للجامعة لدى منظمة اليونسكو منذ مطلع 2000. عُيّن وزيرًا للخارجية في حكومة الرئيس حسان دياب من حصة الرئيس ميشال عون عام 2020، إلّا أنه تقدم باستقالته بعد نحو 8 أشهر "لغياب رؤية لإدارة البلاد وغياب إرادة فاعلة لتحقيق الإصلاح الشامل" بحسب ما أكد في بيان الاستقالة.
*نعمة إفرام:طاولة "لبنان القوي".
رجل الأعمال الناجح وسليل آل إفرام ونجل الوزير والنائب الراحل جورج إفرام، ومن القلائل الذين تقدموا بترشحهم لرئاسة الجمهورية وفق برنامج واضح ومعلن.
دخل الندوة البرلمانية للمرة الأولى عام 2018 محققًا أعلى نسبة أصوات في كسروان ومتحالفًا مع "التيار الوطني الحر". جلس نحو سنة إلى طاولة "لبنان القوي" برئاسة النائب جبران باسيل، قبل أن يعلن انسحابه من التكتل عام 2019 ويتخذ مسارًا معارضًا للرئيس ميشال عون خلال ولايته الرئاسية.
عاد إفرام إلى البرلمان عام 2022 عبر لائحة ترأسها بالتحالف مع الكتائب وناشطين في الحراك المدني، وهو يتحرك بصفة مستقلة من ذلك الحين.
سياسيًا، يُعتبر قريبًا من المجموعة السيادية في لبنان، لكنه يحتفظ بخط وسطي ويسعى إلى إنشاء تكتل داعم من النواب الوسطيين والسنّة، منطلقا منهم نحو الرئاسة.
*وديع الخازن:الرئيس الشرفي للمجلس الماروني
الوزير السابق والرئيس الشرفي للمجلس العام الماروني، القريب من بكركي ومن الرئيس نبيه بري. عمل على التقريب بين الجهتين، خصوصا خلال اسقفية المطران بولس مطر على ابرشية بيروت المارونية اذ نسقا معًا الادوار. له علاقات جيدة في الفاتيكان، ومع معظم اطراف الداخل.
.. *والحكمة في الانتخاب.
لبنانيات، يفترض أن لا هوامش ضيّقة لتوقع عدم انتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية. ذلك ان الحضور المتعاقب لموفدي دول المجموعة الخماسية، ولا سيما منهم الموفد الاميركي اموس هوكشتاين بعد الموفدين السعودي والقطري، ومن ثم للموفد الفرنسي جان ايف لودريان، شكل علامة فارقة كبيرة في اندفاع هذه الدول الى الضغط غير المسبوق لـ"منع" الطبقة السياسية اللبنانية من إفساد وهدر وإسقاط الفرصة الذهبية التي طالما انتظرها اللبنانيون والمجتمع الدولي لإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي المتمددة منذ سنتين وشهرين. وبدا واضحًا ان مجمل مؤشرات التوافد الدولي رسمت ما يشبه خطّ هجوم ديبلوماسيًا خارجيا، وفق رؤية المحلل منير الربيع رئيس تحرير منصة المدن اللبنانية، صار على القوى الداخلية صعبًا جدًا تجاهله او تجاهل التداعيات الخطيرة على لبنان في حال عدم الاستجابة له بانتخاب رئيس الجمهورية في الموعد المحدد. الدلالة الحاسمة الاخرى تمثلت في "الاختراق" الذي حققه هوكشتاين في الوجه الميداني من مهمته "الاخيرة" في لبنان، اذ انسحبت القوات الاسرائيلية من الناقورة فور اجتماع لجنة الرقابة على وقف النار بحضور هوكشتاين في رأس الناقورة. وافادت معلومات ان الموفد الاميركي الذي عقد اول لقاءاته بعد وصوله الى بيروت مع قائد الجيش العماد جوزف عون في اليرزة، سمع من عون ان سبب عدم قدرة الجيش على تنفيذ الاتفاق بشكل كامل هو الوجود الاسرائيلي في القرى الجنوبية فاجابه هوكشتاين انه يجري العمل الان على ان ينسحب الجيش الاسرائيلي من القرى الجنوبية قبل انتهاء مهلة الـ 60 يومًا.
.. ويقال ان الكتل النيابية اللبنانية، بدت مستعدة لتزكية ترشيح وانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون "حال" توافر المعطيات حول نتائج "مفاوضات" بين الموفدين والوسطاء العاملين على حلحلة عقدة رفض الثنائي الشيعي و"التيار الوطني الحر" لانتخابه. ذلك ان "تموضعا" واسعًا بدأ يرتسم في الساعات الاخيرة نحو هدف مركزي هو استجماع توافق عريض حول ترشيح قائد الجيش بدليل الحركة الكثيفة لكتل وسطية ومستقلة وكذلك معارضة، من دون اغفال الثغرة الأساسية المتبقية امام حسم ايجابي نهائي لمصلحة عون هي الثغرة "الشيعية – الباسيلية" والتي تنتظر "القوات اللبنانية" خصوصًا بتها لتبني على الشيء مقتضاه في تأييد ترشيح عون او الذهاب الى خيارات المعركة في الدورات المفتوحة. ومع ذلك ارتسمت معالم تموضع واسع حول ترشيح عون وكان لافتًا ان المرشح لرئاسة الجمهورية النائب نعمة افرام تولى بنفسه الاعلان بعد اجتماع الكتل الوسطية أن "غالبية الحاضرين ستدعم قائد الجيش إذا كان عليه توافق واسمه سيكون على رأس ما يحمله الموفد الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين الى لبنان". أمّا النائب آلان عون فقال: "الاستحقاق الرئاسي داخلي بالدرجة الاولى رغم ضرورة الانسجام مع الدعم الدولي ويجب ان تكون جلسة الخميس مثمرة".
تريد باريس المزيد من التحالف، والاسناد على الجهود الاميركية- السعودية، بعد لقاء هوكشتاين بوزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان في الرياض لاقناع بري بالقبول بالعماد جوزف عون رئيسا للجمهورية، هذا اساس كل الضغوط.
.. غدا، الانتخاب في دوائر ومحيط وثقل دول اللجنة الخماسية كلها موافقة على ترشيح قائد الجيش للرئاسة وان قطر اكدت للفرنسيين على اعلى المستويات انها تؤيد عون وان كل ما نقل عن قطر انها تختلف مع بقية دول الخماسية ليس صحيحًا. وقال المصدر انه لا يستبعد ان يجري الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتصالا ببري بعد لقاء الأخير مع المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان بحسب نتائج مشاورات الأخير معه.
وقد اجتمع هوكشتاين مع الرئيس بري مساء في عين التينة بمشاركة السفيرة الاميركية ليزا جونسون ورئيس لجنة الرقابة المشرفة على وقف اطلاق النار الجنرال جاسبر جيفيرز. وبدا لافتا للغاية ان هوكشتاين حصر تصريحه بعد اللقاء بملف وقف النار بين لبنان واسرائيل ولم يتطرق ابدا الى الموضوع الرئاسي. فيما سربت مصادر ان بري كرر ان انتخاب العماد عون يحتاج الى تعديل دستوري.
وبعد اللقاء قال هوكشتاين: "أجريت مباحثات جيدة للغاية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري". مشيرًا إلى أنه "قبل بدء اجتماع اللجنة الخماسية بدأ الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من الناقورة ومعظم القطاع الغربي والانسحابات ستستمر وصولًا حتى الخط الأزرق". وجدّد التأكيد "أننا مستمرون بالتزامنا في دعم الجيش اللبناني وهو يطبق الاتفاق من خلال تطبيق الأمن في الجنوب وكل أنحاء البلاد".
في العام 1970 انتُخب الرئيس سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية بفارق صوت واحد أو بالمعنى الدستوري الأوحد بفارق نصف صوت، لأن المجلس النيابي يومها كان مؤلفًا من 99 نائبًا، حاز فرنجية على 50 صوتًا مقابل 49 لم يصوتوا له. فلو كان عدد نواب المجلس 100 نائب لكان يفترض بفرنجية أن ينال 51 صوتًا لتتكرس الأكثرية المطلقة. أما ما جرى فقد نتج عنه سجال دستوري بأن نصف الصوت لا يعتبر صوتًا كاملًا، لتتدخل المرجعيات الدستورية في حينها وتحسم الرئاسة لصالحه.
ينقسم اللبنانيون في تقييم المواقف الدولية، علمًا أن الاهتمام بالملف الرئاسي قد انحصر بمجموعة الخماسية المعنية بلبنان. هنا تبرز صورتان. الأولى، تشير إلى ما يعلنه سفراء الخماسية حول التطابق في وجهات النظر. والثانية، وهي أكثر واقعية، تشير إلى التضارب في الرؤى والمقاربات. إذ يظهر أن كل دولة لديها المرشح الذي تفضله. ففرنسا التي أعطت إشارات إيجابية بأنها تتماهى مع دول أخرى حول ترشيح قائد الجيش جوزيف عون، سارعت إلى إيفاد مرشحها العلني والمضمر في آن، سمير عساف، ليجول على المسؤولين ويسعى إلى تحسين ظروفه. السعودية لديها مرشح جرى الإعلان عنه بوضوح خلال زيارة الموفد يزيد بن فرحان، وهو قائد الجيش جوزيف عون. ولكن ضمنًا تفكر أيضًا بخيار آخر، والذي قد يكون الأفضل بالنسبة إليها، وهو جهاد أزعور. قطر تعلن أنها على تماه مع الخماسية، وهي التي كان أول من رحب بترشيح قائد الجيش جوزيف عون، وأبلغت الجميع بأنها على انسجام تام مع الخماسية في التوافق على اسمه. لكن بواقعية، ثمة قراءة تفيد بأن التوافق حول اسم قائد الجيش قد يكون متعذرًا، لا سيما في ظل عدم حماسة الثنائي الشيعي والثنائي المسيحي له، فيتم طرح اسم بديل جرى التداول به طوال الفترة الماضية وإلى اليوم، وهو مدير عام الأمن العام الياس البيسري. الولايات المتحدة الأميركية تقول إنها لا تضع فيتو على أي مرشح، لكن ما يتسرب من معلومات يشير إلى تفضيلها لخيار قائد الجيش أيضًا.
.. وفي النهار، سياق يؤكدان:
كل هذه الوقائع تفرض على اللبنانيين القيام بالمزيد من المناورات. فرئيس حزب القوات اللبنانية لا يؤيد أو لا يفضل وصول قائد الجيش جوزيف عون للرئاسة، لا سيما أن الأخير لم يتعاط بجدية مع القوات، ويسعى إلى تأسيس حزب مسيحي يطلق عليه اسم "حزب الجمهورية"، يسعى من خلاله إلى استقطاب كل النواب المنشقين عن التيار الوطني الحرّ. وهذا ما لا يمكن لجعجع أن يرتضيه. يناور جعجع في رمي كرة عدم الموافقة على وصول عون إلى الرئاسة لدى الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحرّ. في المقابل، يخرج رئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا ليعلن أن حزب الله ليس لديه أي فيتو على اسم قائد الجيش، ولكن الحزب يؤكد أنه لن ينفصل في هذه الانتخابات عن رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وأن هناك حرصًا على إثبات الموقف الشيعي الموحد. وطالما أن برّي لا يؤيد خيار عون فإن الحزب يلتزم بذلك.
*مناورات سياسية أمام بوابة المجلس النيابية.
المنارات تشتد، الخلاصة تتأرجح، ويبدو ان هناك رئيس.
حتى الدخول إلى القاعة العامة يوم جلسة الانتخاب، وستستمر خلال الجلسة وما بعدها، لا سيما أن رئيس المجلس طلب إغلاق أبواب المجلس لعدم خروج النواب، وجهز طلبات الطعام لمكوث النواب لأطول فترة ممكنة لانتخاب الرئيس. وهنا ستشتعل لعبة لبنانية تقليدية في عرض الأصوات على مسارح وبازارات كثيرة. وهي عادة لبنانية مورست كثيرًا في السابق، ومن خلالها يمكن توفير الأصوات اللازمة لفوز أحد المرشحين. مناسبة العودة بالذاكرة إلى استحقاق 1970، تتصل بالمساعي لتوفير الأصوات اللازمة لانتخاب أحد المرشحين الذي يحتاج إلى 86 صوتًا، مع ما سينجم عن ذلك من سجالات حول الحاجة إلى تعديل الدستور أو تعديل القانون لمرشح آخر.. لا سيما أن اللبنانيين ينتظرون المزيد من الضغوط التي سيمارسها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين. ومعلومات أخرى تفيد بأن وفدًا سعوديًا ثانيًا سيزور لبنان في الأيام المقبلة. إنها المناورات التي قد تنتج رئيسًا، وإن لم يرغب كثر في انتخابه أو في انتخاب بديله.
.. وحتنا:ان جلسة انتخاب رئيس للجمهورية ستكون مثمرة وان السيناريوات المتداولة حيال القلق من عدم انتخاب رئيس او الفشل في ذلك بات ضعيفا جدًا، ولم يعد متاحًا.
ويشكل هذا الامر، اي هذا الحضور الاقليمي والغربي المؤثر من المملكة السعودية ( وهي خطوة بالغة الاهمية بعد سنوات من الابتعاد ) الى فرنسا وقطر والولايات المتحدة فضيحة في حد ذاتها للقوى اللبنانية العاجزة والرافضة لتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، بحسب ما كتبت روزانا بو منصف في النهار اليوم.. على رغم ان الامر كان يفترض ان يكون اكثر سهولة لا سيما بعد سقوط نظام بشار الاسد في سوريا الذي كان يتحكم بهذا الاستحقاق وسواه عبر حلفائه الذين شعروا بانفسهم انهم ايتام على نحو مفاجىء ومن دون سابق انذار واضطروا الى مراجعة حساباتهم انما ليس من دون مساعدة خارجية قوية كذلك، تلقفتهم في اتجاه دفع ما تراه مناسبا للبنان في المرحلة المقبلة.
لطفا.
عاجل. خاص ل الدستور
.....
*مستجدات خطرة. مؤثرة.
في تطور لافت، صدر عن رئيس تيار المرده" سليمان فرنجيه" البيان التالي:
“أمّا وقد توفّرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية يوم غد، وإزاء ما آلت إليه الأمور، فإنني أعلن عن سحب ترشيحي الذي لم يكن يومًا هو العائق أمام عملية الانتخاب.
وإذ أشكر كلّ من اقترع لي، فإنني - وانسجامًا مع ما كنت قد أعلنته في مواقف سابقة - داعم للعماد جوزيف عون الذي يتمتّع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الأولى. إنني أتمنّى للمجلس النيابي التوفيق في عملية الانتخاب، وللوطن أن يجتاز هذه المرحلة بالوحدة والوعي والمسؤولية.”
* يؤشر انسحاب فرنجية، ما يعني فتح الطريق امام كتلتي حزب الله وحركة امل للذهاب باتجاه خيار آخر
*.. والتوقعات ان كتلة بري ستصوت لصالح عون.
.. لبنان تحاول أن تجد حلا الحزورة الرئيس، الاستحقاقات عليه صعبة وثقيلة.
هل يجوز ان نبارك لجوزيف عون، رئيسا.