كاتب إسرائيلى: الاحتلال ينفذ إبادة جماعية فى غزة.. وقضى على مظاهر الحياة
قال الكاتب والصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي، إنه لم يبقَ في شمال قطاع غزة أي بنية تحتية صالحة للحياة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وأوضح جدعون ليفي في مقال له اليوم بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن الجيش الإسرائيلي اقتحم مجمع مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا في وقت مبكر من صباح الثلاثاء الماضي، وأمر جميع المرضى والطاقم الطبي بالإخلاء، ليتجمع العشرات من الخائفين، بعضهم بالكاد قادر على الوقوف، في ساحة المستشفى في ليل غزة البارد بل أمرهم الجنود بخلع ملابسهم والسير عراة.
الاحتلال يرتكب جرائم إبادة في مستشفى كمال عدوان
وبحسب "ليفي" يظهر مقطع فيديو جماعات من الناس، غارقين في الرمال، وسط الأنقاض ورجال عراة يرفعون أذرعهم، بينما الدبابات الإسرائيلية تحيط بهم، مهانين لأقصى درجة يمكن أن يهان بها البشر، فيما تركوا عراة طوال الليل في ظل برد غزة الشديد بينما خلفهم كان المحتضرون وعدد قليل من أعضاء الطاقم الطبي الذين لم يتخلوا عنهم، حوالي 25 شخصًا.
وقال "ليفي" إن الجيش الإسرائيلي قصف المستشفى، ما أسفر عن مقتل أفراد من الطاقم الطبي كما اندلعت حرائق في مختبر المستشفى وقسم الجراحة، بينما تم إرسال بعض المرضى إلى ما تبقى من مستشفى الإندونيسي القريب، والذي أغارت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلية قبل ثلاثة أيام فقط.
أيضًا تم اعتقال العشرات من الأشخاص من مستشفى كمال عدوان للاستجواب، بمن في ذلك مدير المستشفى، الدكتور حسام أبوصفية، الذي أفرج عنه يوم السبت بينما توفي أطباء في غزة أثناء الاستجواب وفي السجن.
وقال الكاتب الإسرائيلي، إنه من المشكوك فيه للغاية أن أعمال التطوير والإنفاق المدني في غزة خلال سنوات الحصار الإسرائيلي للقطاع رفعت مستشفى كمال عدوان إلى مرتبة المستشفى، لكنه آخر مكان متبقٍ في شمال قطاع غزة لتقديم الرعاية الطبية لبقايا الفلسطينيين الذين لم يفروا بعد من التطهير العرقي.
وأكد "ليفي" أن وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي سارعت إلى القيام بعملها وإخفاء الجرائم، فلم يتم تقديم أي دليل على وجود أعمال إرهاب بل إن الجيش نفى حرقه المستشفى، كما قتل الجيش في غزة الخميس الماضي، خمسة صحفيين كانوا داخل سيارة تحمل علامة "صحافة" بوضوح وزعم أنهم "إرهابيون" و"عملاء دعاية قتالية".
الاحتلال يمارس إبادة جماعية في غزة
وتابع: لو قتلت حماس خمسة مراسلين إسرائيليين، فإن الصراخ كان ليصل إلى عنان السماء.. لم تعد هناك حرب في غزة، بل هناك موت ودمار يفرضه أحد الجانبين، ويقطعه أحيانًا تشنجات المقاومة ولكن عندما يكون الهدف هو التطهير العرقي المتجه نحو الإبادة الجماعية، فلا يمكن أن يتوقف العمل ولو للحظة فالغاية تبرر كل الوسائل، فبعد أربعة عشر شهرًا من القتل والتدمير المجنون، لم يبق أي بنية أساسية للفصائل أو للحياة.
وأكد "ليفي" أن إسرائيل تتعمد قصف مستشفى كمال عدوان، لأنه لم يبق أي بنية تحتية، لا للفصائل ولا للحياة، في شمال غزة، مشيرًا إلى أن هذه القصص تهدف إلى تنفيذ عمليات التطهير العرقي الذي يتطلب تدميرًا كاملًا حتى لا يتمكن أحد من العودة إلى منزله، كما حدث في النكبة السابقة.