داعية بالأوقاف: تعاطى المخدرات دليل الضياع وضعف الإيمان
قال الدكتور مصطفى سعفان، أحد علماء الأزهر الشريف والداعية بوزارة الأوقاف، خلال خطبة الجمعة اليوم، إن الله رسم الطريق لعباده لينعموا فى حياتهم وبعد مماتهم والله تعالى ميز الإنسان بالعقل عن سائر المخلوقات فقال "ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلًا" وأمرنا الله سبحانه بالمحافظة على العقل والبعد عن كل ما يسبب ضررًا لهذا العقل ومن ذلك الخمر والمخدرات.
وتابع: المخدرات تؤدى إلى الضياع وهى علامة على ضعف الإيمان ومن يتعاطاها يذهب الله عنه الحياء والمروءة والنخوة والشهامة والغيرة، وتعاطى المخدرات يورث البغضاء والأحقاد والصد عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة وجالب لغضب الله تعالى والبعد عن سعة رحمته ومضيعة للصحة والمال والمجتمع.
وأكمل: لذلك فالمخدرات من أكبر الكبائر وتورد صاحبها موارد الهلكة، وتأمل هذا الحديث الشريف الذى رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "كل مسكر خمر وكل مسكر حرام". فجميع أنواع المخدرات حرام لا فرق بينها على أي هيئة سواء كانت مطبوخة أو نيئة أو عصيرًا أو منقوعًا قليلًا أو كثيرًا، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى باجتنابها فقال، "يأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون".
وتابع "سعفان" خلال خطبة الجمعة اليوم بمسجد السلام بسيدى غازى بمحافظة كفرالشيخ: أقول لك يا شارب المخدرات لماذا تشربها. فإن قلت حتى أنسى أقول لك أما تذكر قول الله تعالى أحصاه الله ونسوه، وإن قلت حتى أفرح وأكون سعيدًا أقول لك أين أنت من قوله تعالى "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى"، ولا تنسَ قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول "الخمر أم الخبائث من شربها لم تقبل صلاته أربعين يومًا وإن مات وهى فى بطنه مات ميتة جاهلية"، لذلك على كل من يتعاطى المخدرات أن يقلع عنها وليعلم أنه لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به، فعمرك وشبابك ومالك أضعتها جميعًا فى المخدرات مع علمك بحرمتها، فيؤدى ذلك إلى حرمانك من أعظم صفقة وهى الجنة.
وأضاف: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عند النسائى وغيره بسند صحيح "لا يدخل الجنة عاق ولا منان ولا مدمن خمر"، فاللهم احفظ شبابنا وبناتنا ورجالنا ونساءنا، واحفظ مصر من كل مكروه وسوء واجعل يا رب مصر أمنا أمانًا حفظًا سلامًا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.
