رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسى سورى لـ"الدستور": الإدارة الجديدة ستمد يدها للدول العربية

الكاتب رفعت شميس
الكاتب رفعت شميس

كشف الدكتور رفعت شميس، السياسي السوري، عن تطورات الأوضاع الحالية في سوريا، في نواحي عديدة، سواء السياسية أو الاجتماعية.

وقال شميس، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنه من الناحية الاجتماعية يمكن القول إن هناك ارتياحا شعبيا كبيرا بعد سقوط نظام بشار الأسد الذي استمر خلفًا لأبيه أربعا وعشرين سنة وهو يتفنن في أساليب خنق الحريات، ولا سيما بعد الحراك الشعبية منذ العام 2011 حيث خرجت الجماهير الغاضبة تطالب بالحرية فكان الرد القمعي يتمثل بالقتل والسجن والتهجير، مشيرًا إلى أن سوريا شهدت ولادة جديدة بتخلص أبنائها من حكم الأسد.

وتابع شميس: "حاليا لدينا حكومة مؤقتة تدير البلاد، وهذه الحكومة استطاعت أن تمسك زمام الأمور من النواحي الأمنية والاقتصادية، فعلى الصعيد الأمني لم تشهد البلاد أحداث عنف وقتل وإجرام وسرقات باستثناء بعض الحالات الفردية التي لا تمثل السلطة الجديدة ولا حتى أذيال النظام السابق ويتم التعامل مع تلك الحالات فور الإبلاغ من قبل المواطنين".

مخاوف من حرب طائفية مذهبية عقب سقوط الأسد

وأشار شميس إلى أن التركيبة السكانية السورية فسيفسائية متنوعة من حيث الأصول والأعراق والمعتقدات الدينية والسياسة فقد كان يخشى أن تشتعل حرب طائفية مذهبية إثر سقوط نظام الأسد، إلا أن ذلك لم يحدث لأسباب عديدة أهما الوعي الشعبي الجمعي من جهة وإيمان السوريين بضرورة حقن الدماء وتناسي الخلافات والمسامحة من جهة أخرى، وثم سبب آخر لا يقل أهمية هو أن الشعب السوري وعلى مدار قرابة عقد ونصف من الزمن قد فقد الكثير من أبنائه الذين إما استشهدوا أو أودعوا في غياهب السجون أو تم تهجيرهم، وبالتالي هذا الشعب يبحث عن الخلاص وإنهاء حقبة سوداء ثقيلة مرت به، لذلك امتدت الأيدي المعتركة للمصافحة والتسامح ولا يخفى التفاف الجماهير الشعبية حول القيادة الجديدة وهذا عامل أساس في الاستقرار المنشود، وحاليًا الكل يسعى إلى إعادة الإعمار وبناء سورية الجديدة.

وحول الأوضاع من الناحية السياسية فإن الإدارة الجديدة أعلنت مواقفها بوضوح، فهي لن تبدأ حربًا مع إسرائيل، لكنها ستطالب بحقوقها المشروعة، وهي ترحب بالدول التي تريد إعادة فتح سفاراتها في سوريا وستمد يدها لكل دولة عربية تريد أن تكون لها علاقات دبلوماسية مع سوريا، وحتى الدول الغربية والأجنبية سوريا لا تريد أن تغلق أبوابها في وجه أي دولة غربية أو أجنبية تريد أن يكون لها مع سوريا علاقات دبلوماسية واقتصادية، وخاصة أن سوريا سوف تتوجه إلى ما يسمى اقتصاد السوق الحرة.

وتابع: "من الملاحظ اليوم استمرار توافد المسئولين الأجانب إلى دمشق بعد سقوط الأسد، ويتم عقد الكثير من المباحثات فقد أجرى وفدان من فرنسا وألمانيا الثلاثاء مباحثات مع الإدارة السورية الجديدة، وكان وفد من الخارجية البريطانية قد التقى القائد العام للإدارة الجديدة أحمد الشرع، وقد علمنا أن سوريا سترفع دعوى قضائية ضد إيران، حيث كشفت مصادر إعلامية محلية عن توجه السلطات في البلاد لتقديم مذكرة إلى المحاكم الدولية تطالب فيها إيران بدفع مئات المليارات من الدولارات كتعويضات للشعب السوري".

وحول الاعتراف الدولي بالقيادة الجديدة، قال شميس: يبدو أن الدول على وجه العموم لن تمانع في شأن الاعتراف بالإدارة الجديدة سيما أن هذه الادارة لم تعلن الديمومة بل أعلنت عن حكم انتقالي وحكومة مؤقتة لإدارة البلاد، حتى مارس المقبل بعد ذلك ستكون هناك انتخابات ديمقراطية والشعب سيقول كلمته فيمن يتم اختياره رئيسًا للبلاد.

وتابع الكاتب السوري: "نحن متفائلون في سوريا بأن هذا البلد الحضاري العظيم الذي هو بحق مهد الحضارات سوف يعود ليتعافى من أثر الداء العضال الذي ألمّ به إبان حكم الطاغية الابن والأب على حد سواء، فلكل منهما دوره البارز في تدمير البنى التحتية والقتل والسجن والترهيب والتهجير".