الرصاصة لا تزال فى جيوبنا
بعد حرب أكتوبر بعام واحد.. أُنتج فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى».. وهو رواية للكاتب العظيم «إحسان عبدالقدوس» تحمل الاسم نفسه، كتبها على مرحلتين، الأولى: كانت بعد نكسة ١٩٦٧ فى أثناء حرب الاستنزاف، والثانية: كانت بعد انتصار مصر فى حرب أكتوبر ١٩٧٣، لذلك فإن «الفيلم» يبدأ بالنكسة وينتهى بالفرحة، ولكن رسالته «أن هذه الفرحة يجب ألا تُنسى البطل أنه يملك ما يطمع فيه الغير.. وأنه دائمًا يجب أن يكون مستعدًا.. واعيًا.. مدركًا هذه الحقيقة.. وأن القوة والوعى هما سلاحه، الذى ينبغى أن يكون صاحيًا دائمًا».
والآن العدو الإسرائيلى.. والإرهاب.. هما الثنائية التى تضعها مصر هدفًا ثابتًا لها.. فرغم معاهدة السلام التى أبرمتها مصر مع إسرائيل إلا أن هذه الدولة المحتلة التى تكونت من مجموعة عصابات صهيونية، ما زالت ترغب فى أرض سيناء التى احتلتها فى غفلة من الزمن لمدة ست سنوات، وخرجت منها فى ست ساعات.. والحقيقة أن إسرائيل تضع عيونها على سيناء منذ سرقتها أرض فلسطين عام ١٩٤٨. أما الإرهاب.. الذى تكون من جماعات إسلامية تكفيرية.. فكان الآباء المؤسسون له جماعة الإخوان المسلمين، مهد التشدد والعنف.. التى خرجت من رحمها جماعات كثيرة بأسماء مختلفة، لكنها فى حقيقتها فكر واحد.. يزيفون الحقائق ويُحرفون كلام الله ويخرجون آياته عن سياقها، حتى تسير تبع أهوائهم وأهدافهم.. وهؤلاء لا أهداف لهم سوى السلطة والحكم ولو على حساب الأرض والأوطان والشعوب. ولأنهم يدركون أن مصر هى الأهم، وحكمها هو ما يُمكنهم من بقية الدول الطامعين فيها؛ لأنه يمدهم بالقوة- فقد حاولوا مرات كثيرة الاقتراب منها.. سواء عن طريق التفجيرات الإرهابية لزعزعة استقرارها، وترهيب أهلها.. أو بالوصول للحكم، وهو ما حدث عندما وصلوا الرئاسة وهو هدفهم القديم أيضًا، ولكنّ المصريين كانوا على قدر من الحكمة والبصيرة وعلموا أن الخطر جاء، ولكنه لم يتمكن، لذلك قاموا بثورة عظيمة عليهم، وأطاحوا بهم بعد عام واحد فقط. لتشهد مصر بعدها موجات جديدة من العمليات الانتقامية.. واجهنا الإرهاب فى أبشع صورة وأقدمها خسة ودموية، وكانت الحرب شرسة بين الجيش والشرطة ضد الإرهاب، لكنها انتهت وأنهت وجودهم على أرض مصر، خاصة سيناء «الهدف المشترك»، التى سعوا لاقتطاعها من مصر وإعلانها ولاية تابعة لداعش، وبرغم الخسائر الكبيرة فى أرواح أبطالنا فإن تضحياتهم لم تذهب هباءً.. فقد ذهبت أرواحهم إلى خالقها، وبقيت مصر لم يلوثها هؤلاء القتلة أعداء الحياة. وما زالت المحاولات مستمرة؛ حيث تروج جماعة الإخوان الأكاذيب، وتختلق روايات وهمية ضد مصر طوال الوقت.. فهى تعتقد أنها تستطيع تحريض المصريين على جيشهم وبلادهم بالوهم والكذب والتضليل. صحيح أن مصر تُحاصر فى قلب منطقة ملتهبة بالحروب من كل الاتجاهات.. لكنها الآن فعليًا تحارب على جبهتين.. الجشع الإسرائيلى والإخوانى، كلاهما يستهدف أرض مصر، ولكن الصمود المصرى مستمر وينمو دائمًا مع ارتفاع المخاطر واشتداد الأزمات. لا تستطيع دولة الاحتلال الوصول لأهدافها فى مصر، وهو ما يجعلها دائمًا تجدد الاضطرابات حولها، فى محاولة لخلق ثغرة تستطيع من خلالها إخضاعها، فمنذ عام مضى وهى تدفع الفلسطينيين للنزوح والهجرة لأرض مصر.. تطاردهم وتلاحقهم وتخنقهم، تطلق عليهم نيرانها وهم العزل الأبرياء فى كل مكان يهربون إليه داخل قطاع غزة، تُجوِّعهم وتعطشهم وترتكب كل الجرائم التى يعاقب عليها القانون الدولى، وتعاقبها الإنسانية قبل كل شىء، تفعل كل هذا بتكبر وتجبر ليس لهما مثيل، حتى لا يكون أمامهم ملجأ غير مصر.. وحتى تحرج مصر وتسكنهم أرضها، ما يمكنها من سيناء مرة أخرى، وفى الوقت نفسه تنتهى قضية فلسطين للأبد. ولكن.. المخطط مكشوف والنوايا واضحة، لأن ذلك هو ما تقف له مصر بالمرصاد، ونفس الشىء للجماعات المتأسلمة، التى تصورت أن لديها فرصة لمجرد وصول زملائها لحكم دول مجاورة.. ولكنّ المصريين أيضًا يكشفون عن مخططها ويدركون نواياها السيئة ولن يسمحوا لأقدامها أن تصل أرض مصر.