صلاح جاهين عن جمال عبد الناصر: فيه الطهر والبراءة.. ويغريك بالمديح
تحل غدا ذكرى ميلاد الشاعر الكبير صلاح جاهين، والذي ولد في 25 من شهر ديسمبر لعام 1830، وفي حوار مطول مع الشاعر الكبير أجراه حبيب عيسى في مجلة المعرفة في الأول من ديسمبر من عام 1977، تحدث فيه الشاعر الكبيرة عن القضية التي تواجه الكثير من الكتاب وهي قضية الكتابة باللغة الفصحى أم باللهجة العامية، وتحدث فيها جاهين بتفاصيل كثيرة.
صلاح جاهين
يقول صلاح جاهين: "عبد الناصر انسان، وليس إلها، والانسان له حسناته، وله أخطائه.. ولكن اذا وضعنا حسناته في كفة ميزان ووضعنا أخطائه في الكفة الأخرى لرجحت كفة الحسنات رجوحًا شديدًا جدًا، يعني الناس الذين يهاجمون عبد الناصر، يهاجمون في الحقيقة والواقع الثورة بل فكر الثورة ذاتها، أي أنهم ليسوا مع الثورة، ولديهم اعتراض على عبد الناصر، أما الذين يدافعون عن عبد الناصر، ويمدحونه... فانه في الحقيقة عبد الناصر يغري بالمديح شخصية عبد الناصر تغري بالمديح خاصة اذا تمت مقارنته بأناس آخرين في العالم.
جمال عبد الناصر
ويكمل صلاح جاهين: "نجد فيه الطهر، والبراءة، ونجد فيه الانسان المتقشف القنوع، والعقل السياسي الكبير، والقلب الذي يستطيع استيعاب آمال الشعوب، طبعًا عندما يتأمل الانسان مثل هذا الشخص لا يملك نفسه في ان يندفع في مدحه لأن شخصية عبد الناصر بالفعل تستحق المدح حقيقة تستحق المدح، لكن من أخطاء عبد الناصر وأنا من كثرة حبي له لا أعرف كيف عملها في موضوع الثقافة.. أنه كان يضع في قمة المسؤولية الثقافة أناس هم أبعد الناس عن الثقافة.
ويستطرد صلاح جاهين: "نحن لا زلنا نعاني مما صنعه هؤلاء الناس، وهذه من الأخطاء التي تتيح لأعداء عبد الناصر الهجوم عليه، من الأخطاء الأخرى التي يستغلها اعداء عبد الناصر، أن عبد الناصر لم يتخلص من الجماعة العسكرية الحاكمة بسرعة حتى يعيد الحياة إلى طبيعتها بحيث لا يرتكب هؤلاء الأخطاء التي ارتكبوها بحق الناس، وأنا متأكد أن عبد الناصر انسان رحيم، ولا يمكن أن تعزى اليه شخصيًا بعض الانتهاكات التي ارتكبت بحق بعض الناس، والتي نفذها بعض أفراد الجماعة العسكرية، وهذا يعود إلى اهتمام عبد الناصر بالأمور العليا، والشؤون الهامة والدولية، والعربية، وأنه انسان محلق في عالم الأمور الكبيرة، ولم يكن لديه فرصة للاهتمام بالصغائر، فارتكبت صغائر كثيرة في عصره، وهناك ناس تسلطنوا، وتألهوا دون مبرر إطلاقًا.
عصر عبد الناصر
وتابع: "لكن أنا أقول هذا الكلام ليس لأنه يمثل جزءًا هامًا من عصر عبد الناصر، لا أبدا، فهذه كما قلت صغائر، لكني أقول للشباب الذين يكادون يعبدون عبد الناصر، يعني أنا أقول، إننا يجب أن لا نعبد أحدًا اطلاقًا، حتى عبد الناصر، ويجب أن تعرف أن لكل الناس أخطاء، حتى أطهرهم، حتى أنبلهم لهم أخطاء، وأنه كلما كبرت شخصية الانسان كبرت خطيئته، وأنه كلما علت قامته، زادت سقطته، هذا رأيي في عبد الناصر، أرجو أن الناس الذين يرفعونه كراية، يعرفون أنه راية، وأنه مضى.. وأنهم لن يستطيعوا أن يرجعوا القهقرى ليعيشوا في عصره... وإنما إذا كانوا أوفياء فعلا له عليهم أن يخلقوا عصرهم، يخلقوا عصرهم ليعيش فيه جمال عبد الناصر، كما سيعيش فيه أبطال الشعب الآخرون.