عودة للصراعات أم وحدة.. ماذا ينتظر سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد؟
أكد تقرير أمريكي أن سوريا قد تشهد موجات جديدة من العنف المسلح رغم سقوط نظام بشار الأسد على يد الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة التي يتزعمها أبومحمد الجولاني أو أحمد الشرع.
وأوضحت مجلة "theconversation"، أن الصور التي خرجت من سوريا خلال الأيام الماضية أظهرت الابتهاج في الشوارع، حيث احتفل الملايين بنهاية 24 عاما من نهاية حكم بشار الأسد، مشيرة إلى أنه من النادر أن يتمكن المتمردون من ترجيح كفة الميزان لصالحهم والفوز في حرب مباشرة بعد هذا الجمود الطويل والممتد.
ماذا ينتظر سوريا بعد بشار الأسد؟
وتساءلت المجلة قائلة "ماذا سيحدث بعد ذلك؟" مشيرة إلى أن العديد من الأمثلة المشابهة تشير إلى أن أشكال العنف الجديدة قد تستمر في تهديد المستقبل السياسي لسوريا.
وأوضحت أنه على سبيل المثال في ليبيا، هزم تحالف شامل من القوات المتمردة المعروف باسم المجلس الوطني الانتقالي حكومة معمر القذافي في عام 2011. وفي الوقت نفسه، في جنوب السودان، جاء النصر ضد عمر البشير في شكل استفتاء ناجح على الاستقلال في نفس العام.
وتابعت: "إذا نظرنا إلى الوراء، في أوغندا في عهد عيدي أمين، توسطت تنزانيا المجاورة في تحالف بين تمردين متنافسين في عام 1979. وانتهت حملتهم العسكرية المشتركة بهزيمة أمين بعد فترة وجيزة".
ولكن العواقب المباشرة لانتصار المتمردين في كل من هذه الحالات تشير إلى درس مشترك واحد، وهو أنه عندما يجد تحالف مجزأ من الجماعات المسلحة نفسه في فراغ سياسي، فمن المحتمل أن يكون هناك المزيد من العنف.
وأوضح التقرير أنه رغم توحد الفصائل المسلحة في إسقاط النظام لكن بعد ذلك، تولد فترات الانتقال حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل السياسي.وهذا من شأنه أن يجعل من الصعب على الحلفاء السابقين أن يظلوا متحدين.
وأضاف: "في ظل الفراغ في السلطة، قد تبدو هذه الأشكال الجديدة من العنف وكأنها حروب محلية على النفوذ. لكنها في كثير من الأحيان محاولات من جانب زعماء الفصائل لوضع أنفسهم في وضع أفضل في ظل وجود غنائم سياسية متاحة على المستوى الوطني".
وأشار التقرير إلى أنه في الوقت نفسه، حيث تتنافس الفصائل المهيمنة على السلطة الوطنية في وجود العديد من الميليشيات الأصغر حجمًا والأكثر محلية، قد تكون هذه الفصائل الأضعف عرضة لتغيير الولاءات حتى تنضم إلى الجانب الفائز.
تصارع الفصائل المسلحة يهدد سوريا
وأظهرت الجماعات المسلحة في سوريا مثل هذه الاتجاهات، فمثلا قيادة العمليات العسكرية، التحالف الذي يضم جماعات المعارضة السورية التي أسقطت نظام الأسد، لا وجود لها إلا بالاسم أما الجماعة المهيمنة، هيئة تحرير الشام، فهي في حد ذاتها مزيج من أربع ميليشيات منفصلة على الأقل، في حين اندمجت وتفتتت التحالفات السابقة التي دعمتها تركيا والولايات المتحدة بمرور الوقت.
وتعهد زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع بحل جميع الفصائل المتمردة وتدريب المقاتلين للانضمام إلى صفوف وزارة الدفاع لكن التاريخ يشير إلى أن منافسًا من المرجح أن يظهر من إحدى هذه الكتل لتحدي شرعية مطالبة هيئة تحرير الشام بقيادة الانتقال وهذا من شأنه أن يقدم عنصرًا جديدًا من عدم اليقين للفصائل الأصغر حجمًا التي أُجبرت على اختيار جانب معين.
واستبعد التقرير إنشاء نمط اللامركزية في سوريا لإنجاح الفترة الجديدة، فباستثناء الانفصاليين الأكراد في الشمال الشرقي، فإن العديد من الميليشيات في سوريا لديها روابط أقل وضوحًا بمجموعات ديموغرافية محددة وغالبًا ما تتداخل في مناطق نفوذها ومع دعوة هيئة تحرير الشام الآن إلى دولة موحدة بدون مناطق فيدرالية، ستظل اللعبة السياسية على المستوى الوطني عالية المخاطر وعرضة لأشكال عنيفة من النزاع الفترات المقبلة.