أزهرى حول العالم.. جولات مكوكية لوزير الأوقاف فى 2024 لتعزيز سماحة الإسلام (صور)
مطلع يوليو الماضي، تم تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة د. مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء وضم التشكيل د. أسامة الأزهري، وزيرًا للأوقاف، ومنذ توليه المنصب حظى الوزير بدعمٍ كبير من المجتمع المصري وعلقت عليه آمالًا عريضة في ملف تجديد الخطاب الديني ونشر سماحة الإسلام والوسطية في مصر وخارجها.
ومنذ توليه المنصب شارك الأزهري في فعاليات دولية حظيت بردود فعل إيجابية في عدة دول مختلفة وهى تتارستان، السعودية، روسيا، إندونيسيا، أذربيجان، والإمارات، وعكست مشاركة الأزهري في كل فعالية تعزيز الدور المصري في القضايا الدينية والثقافية على المستويين الإقليمي والدول، أُبرز رسالة الأزهر كمنارة للإسلام الوسطي.
والتشابه في جولات في تصريحاته وكلماته بالفعاليات الأزهري الخارجية أنه نقل رؤية مصرية تركز على الاعتدال ونبذ التطرف، كانت تُظهر دور الأزهر كشريك استراتيجي في تعزيز التفاهم الثقافي والديني بين مصر والعالم وللعالم كأهمية التعاون في مواجهة التحديات المشتركة، مثل التطرف الديني والإلحاد، وبعض القضايا التي تطرأ على المجتمع المشاركات تُبرز كذلك التزام مصر بدورها التاريخي كداعم للاستقرار الفكري والديني، فضلا عن دعمه القضية الفلسطينية في كل حدث ومكان.
البداية كانت في 25 يوليو 2024 بأولى جولاته الخارجية، بجمهورية تتارستان بروسيا، بوابة لروسيا وآسيا الوسطى، مما يُظهر اهتمام مصر بإقامة روابط مع المجتمعات المسلمة خارج العالم العربي، حيث شارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "أهمية القيم الدينية في منطقة أوراسيا الكبرى"، وأكد خلال كلمته أن الانتماء إلى الوطن دَيْنٌ في رقابنا جميعا، لا يقوم بعقوقه والتنصل منه إلا إنسان رديء الطبع مظلم العقل، مؤكدا على أن تقدم للبشرية كلها رؤية وفكرة نرسخ فيها معنى تعارف الحضارات بديلا عن فكرة صدام الحضارات.
وحدد الأزهري أهدافه لبناء شخصية الإنسان ليكون قويا شغوفًا بالعلم شغوفا بالعمران واسع الأفق وطنيا منتميا مقدما الخير للإنسانية، مقدمًا وصية خلال مشاركته إلى كل مسلم من أبناء روسيا الاتحادية وبقية الدول الشريكة والمجاورة وإلى أمتنا العربية والإسلامية وكل إنسان مسلم على ظهر الأرض أن يكون في بلده مواطنا صالحا وفيا منتميا لبلده يسعى في عزة بلده ورفعة شأنه واستقراره وأمانه، مؤكدًا أن الانتماء إلى الوطن دين في رقابنا جميعًا لا يقوم بعقوقه والتنصل منه إلا إنسان رديء الطبع مظلم العقل، وأن ما نطمح إليه جميعا في بلادنا أن يكون المسلم صاحب وفاء وصاحب بر وصاحب انتماء.
وفي 4 أغسطس 2024، شارك الأزهري، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي التاسع لوزراء الأوقاف والشئون الإسلامية بمكة المكرمة، مؤكدا أن شأن الوطن عظيم وجاء الشرع الحنيف ليعلم الإنسان أن يبجل شأن الوطن وفي تاريخ أئمتنا وعلمائنا ما يؤكد ذلك، وأن قضيه الوقف في تاريخ المسلمين كانت إبداعًا تأسست على أركانه عملية التعليم والصحة.. وانطلقت على أكتاف الوقف أعمال في غاية العجب.
وأكد أن عالم السوشيال ميديا هو الميدان الحقيقي للخطر، وأنه يموج العالم حولنا بطوفان هادر من الأفكار والتيارات حتى يتحول عالم السوشيال ميديا إلى الميدان الحقيقي للخطر الذي توجد فيه التيارات التي تختطف عقول أبنائنا لتجندهم في سبيل الإرهاب فكان لابد من وجود مشرِّف للمسلمين في هذا العالم وفي هذا الفراغ بما نقدم من خلاله مقاصد الشرع الشريف ومعاني الهداية.
وشدد وزير الأوقاف، خلال كلمته على أن قضية القدس وفلسطين كانت وستزال القضية الأولى في وجدان كل مسلم، حيث ندعو الله (جل جلاله) أن يعجل بالفرج على أشقائنا وأهلنا في فلسطين عموما وفي غزة خصوصًا وأن يرفع الله تعالى كل ما نزل بهم من ظلم وقهر، ونطمح وندعو الله تعالى أن يهيئ اليوم الذي يتقرر فيه حق أشقائنا في فلسطين في إقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
ثالث جولات “الأزهري” كانت في وزير الأوقاف سانت بطرسبرج بروسيا في 15 أكتوبر 2024، حيث ألقى كلمة في الجلسة الافتتاحية للقمة الدينية العالمية الأولى في سانت بطرسبرج بروسيا، بعنوان: "دور القيم الروحية والأخلاقية في الأديان التقليدية.. وسبل تعزيز قيم الحوار بين الطوائف والأعراق في العالم المعاصر" والتي تنظمها الإدارة الدينية لمسلمي سانت بطرسبرج والمنطقة الشمالية الغربية من روسيا، والإدارة الدينية لمسلمي القسم الأسيوي من روسيا، وقسم العلاقات الخارجية للكنيسة البطريركية في موسكو، وجامعة سانت بطرسبرج الحكومية، وصندوق دعم الثقافة الإسلامية والعلم والتعليم.
ودعا الأزهري خلال كلمته إلى مبدأ "تعارف الحضارات" بديلًا عن فكرة "صدام الحضارات"، معلنا عن دعمه ومشاركته في صناعة ميثاق عالمي للسلام والانسجام بين الأمم والحضارات، موجها كلمة إلي كل المسلمين في جمهورية روسيا الاتحادية بأن يتخلقوا بهذا المعنى، وأن يكون كل واحد منهم مواطنًا صالحًا في بلده الذي ينتمي إليه، يحبه ويكون وفيًّا له، ويسعى في كل ما فيه رفعته، ويجمع شمل كل أبنائه في الأديان والأعراض كافة.
أضاف أن هناك قيمًا تحافظ على بقاء الإنسان وتحافظ على حماية الإنسان؛ مثل: الصلة بين الناس، ومثل: بر الوالدين، ومثل: الصبر، ومثل: الرضا، وغير ذلك من القيم، لكن نوعًا آخر من القيم ليس فقط لبقاء النوع الإنساني بل قيم للانطلاق بالنوع الإنساني، منها: الأمل، والهمة، والعلم، والتواصل، وبناء الجسور، وحماية الرحم الإنساني، منها: تعظيم قدر التعليم، منها: الاكتشاف والاختراع، إلى غير ذلك من القيم التي نقدمها اليوم هدية لتكون لبنة نتعاون معًا من خلال خلفياتنا وأدياننا كافة في ترسيخها.
وفي أكتوبر الماضي، توجه د.أسامة الأزهري، إلى إندونيسيا، نائبًا عن الرئيس السيسي، للمشاركة في حفل تنصيب برابووو سوبيانتو رئيسًا جديدًا لإندونيسيا في20 أكتوبر وذلك في البرلمان العريق، بحضور عدد كبير من رؤساء عدة دول ورؤساء وزرات دول مختلفة، والوزراء الممثلين لرؤساء دول متعددة.
وخلال الزيارة، استقبل الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، د.أسامة الأزهري وزير الأوقاف ممثلا للرئيس السيسي في قصر الرئاسة بالعاصمة جاكرتا، معربًا عن تشرفه بنقل تهنئة الرئيس السيسي وشعب مصر إلى الرئيس برابوو وإلى شعب إندونيسيا بتنصيبه رئيسًا جديدا للبلاد.
وأكد وزير الأوقاف أن علاقة مصر بإندونيسيا عميقة ومتميزة عبر التاريخ: "نثق في أنها ستشهد قفزة نوعية في الفترة القادمة في ظل القيادتين الحكيمتين في البلدين، متمنيًا للرئيس الإندونيسي وشعبه المزيد من التقدم والأمان والازدهار.
وفي 5 نوفمبر 2024، توجه الأزهري إلى جمهورية أذربيجان القمة العالمية لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ، التي عُقدت في العاصمة باكو، وخلال الزيارة التقى الأزهري بعدد من المسؤولين الرسمين ورجال الدين حول العالم تتناول خلال الفعاليات مصير موضوع القمة العالمية ومصير كل إنسان على وجه الأرض، ألا وهي قضية التغير المناخي، والإجراءات والتدابير التي ينبغي أن نحتشد من أجل القيام بها لضمان مستقبل آمنٍ للإنسان على ظهر هذا الكوكب.
وأضاف أن لقضية البيئة ينطلق من أن الإضرار بها لا يهدد الإنسان حاليا فقط، بل يهدد الأجيال القادمة وهنا ينبغي أن نواجه معا كل صور الإسراف والعدوان على موارد الكوكب، وأن نواجه معا أسباب تغير المناخ، وصور التلوث وأن نحمي الموارد الطبيعية.
أشار إلى حديث القرآن الكريم المستفيض عن الحدائق ذات البهجة وعن الزرع والثمار والجبال وعن البحار والسحب والأمطار وعن الرياح، وإلى تأكيد الشرع الشريف على أن كل هذه المكونات أمانة في يد الإنسان، وذكر حديثا نبويا شريفا للرسول (صلى تالله عليه وسلم) وهو يتحدث عن أحد الجبال في المدينة المنورة، فيقول:"إن هذا الجبل يحبنا، ونحبه" ليبين أن رؤية الإسلام لتعامل الإنسان مع البيئة يأتي من منطلق الحب، وليس من باب التعامل المعتاد.
وتوجه الأزهري في 6 نوفمبر الماضي إلى الإمارات واستقلبه الشيخ نهيان بن مبارك آال نهيان وزير التسامح والتعايش، وتباحث الطرفان حول تعزيز قيم التسامح والتعاون المشترك، وشارك الأزهري في فعالية بعنوان: “التسامح من الذكريات إلى المستقبل”، حيث نظمت هذه الفعالية الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، وقال الأزهري في كلمته بالفعالية ما أفضل الاجتماع في البلد العزيز المضياف، الإمارات لنتواصل ونعلنها للعالم أنه من خلال قيم القرآن وأنواره وذكراتنا وإرادتنا لأوطاننا وبلادنا ومن خلال مشاركتنا للعالم من حولنا ان نمد يدنا ونتضامن مع يوم التسامح العالمي.