نعيم صبرى: لا أميل إلى كتابة أفكار وقضايا كبرى
قال الكاتب نعيم صبري إنه معني في أعماله الروائية بالتاريخ الاجتماعي، مشيرًا إلى أن ذلك بدأ في لحظة ألم شديدة الحساسية من القرن الفائت، مع لحظة صعود تيار الإسلام السياسي، ومن قبله النكسة التي كانت نتائجها تفاقم التعصب السياسي والديني.
يسري عبدالله
وتحدث صبري، خلال فعاليات ندوة منتدى أوراق بمؤسسة "الدستور" تحت عنوان "تجارب وشهادات إبداعية"، ويديرها الناقد والأكاديمي الدكتور يسري عبدالله، عن قراره بكتابة رواية شبرا، قائلًا: "بدأ ذلك من حادثة الزاوية الحمراء كانت اللحظة التي قررت أكتب رواية شبرا عن مصر في الخمسينيات والستينيات، وجاءت أولى صفحات الرواية ذات نزوع بريختي فكانت أكثر مباشرة، وكأنها دق ناقوس للإشارة إلى الخطر الذي نعيشه".
رواية شبرا
وأشار نعيم صبري إلى أنه في تلك الفترة من الخمسينيات كان ثمة تسامح مشهود له، على النقيض فيما عشناه بعد، ويظهر في أبسط الأشياء والتي منها على سبيل المثال لم تسيطر الأسماء الدينية علينا سواء مسيحية أو إسلامية، إلا بعد مرحلة النكسة، وهذا ما دفعني إلى كتابة رواية شبرا.
واستطرد: كتبت شبرا والتي تعني "العزبة" باللغة القديمة، هنا تحمل دلالة لمعنى الاسم، ولكن في الحي السابع جاء الاسم والشخصيات بغير دلالة فنية، ومن ثم جاءت رواية "صافيني مرة"، قدمت فيه جيلي بكل ما تحمله هذه الفترة.
نعيم صبري
وأكد صبري: لا أميل إلى كتابة أفكار وقضايا كبرى، أنا من هؤلاء الذين يميلون إلى كتابة المشهد الإنساني البسيط بكل ما فيه من ضعف وقوة، أنا مثلًا لا أحب "ألف ليلة وليلة" مثلًا بكل ما فيها من خرافة، أراها مملة، وهذا يعود إلى أنني لا أحب الفانتازيا، وهذا ما جعلني لدى رفض مثلًا لأعمال ماركيز والتي لا يعجبني منها سوى "الحب في زمن الكوليرا".
وتابع: لا أكتب عامية، ما أكتبه صحى دراميًا، وأذهب إلى كتابة العامية بتراكيب فصيحة،ليس لدي تقديس للغة، فأنا أميل لاستخدام الأسماء بالعامية المصرية، ذلك أن لغة الدراما هي أقرب إلى الحياة العادية، وهذا ما تشهده مثلًا الأعمال المسرحية لـ"ألفريد فرج".
اللغة
وواصل نعيم صبري: "أبذل مجهودًا كبيرًا في اللغة عبر رواياتي، ويقيني ألا يوجد مصري واحد يتحدث بالفصحى، نحن نفكر بالعامية ونتقعر في كتابة ما نفكر فيها بالفصحى".
واختتم: "صحيح أن اللغة العربية الفصحى تعطي الفرصة للانتشار في العالم كله، هذا لا يمنع أن العامية المصرية عبقرية".