يسرى عبد الله: مسارات السرد فى روايات نعيم صبرى متعددة
قال الناقد الأدبي د.يسري عبد الله، خلال أمسية الروائي نعيم صبري، التي انطلقت قبل قليل بجريدة الدستور إن نعيم صبري يتتبع التاريخ الاجتماعي للأمة المصرية عبر أمكنة مفصلية مثل روايته "شبرا" أو ابنة واقع جديد آنذاك، كروايته الحي السابع، وينفذ إلى ذلك عبر معاينة شبكة العلاقات الاجتماعية لبشر متنوعين، يمثلون شرائح اجتماعية مختلفة وتصورات فكرية متعددة.
مسارات السرد في روايات نعيم صبري متعددة
وتتنوع مسارات السرد في روايات نعيم صبري ما بين النزوع الرومانتيكي خاصة في الأعمال السردية "المغني القديم"، و"أمواج الخريف"، ونزوع واقعي في نصوصه "شبرا، الحي السابع"، وسنرى أيضًا جدلًا بين المنحيين، سواء في "شبرا أو الحي السابع أو صافيني مرة أو دوامات الحنين"، وغيرها من الأعمال الروائية.
في دوامات الحنين تلوح علاقة شبه مستحيلة بين عماد وفاطمة، لكنها تحدث، تحيلك على الفور لرواية نعيم صبري "شبرا" وعلاقة سعيد القبطي الذي يشهر إسلامه ونبيلة مع اختلاف في السياقين.
ويقابل عماد فاطمة لدى صديقه رامي في حفل عائلي، يقترب منها، وتنشأ بينهما علاقة حذرة في البداية، لكن الجمود الذي يصيب حياته، والفراغ الذي تعانيه، وإحساسها العارم بالوحدة، يجعلهما يتقاربان أكثر، وتتصاعد الأحداث حين تحمل فاطمة، وتصبح الدراما في تصاعدها، وفي شبرا يظهر الحي العريق بسماته الفريدة، ويختار الكاتب شبرا في أبهى صورها، في منتصف القرن العشرين، حيث الطابع الكوزموبوليتاني مسيطرًا عليها، أطياف وديانات وأعراق وثقافات مختلفة: مصريون وأرمن وشوام ويونانيون وغيرهم، مسلمون ومسيحيون ويهود.
بناية في الحي العريق، تمثل إطارًا للسرد، وفضاء مكانيًا مركزيًا داخله.
ويقع سعيد في حب نبيلة، وتقع المفاجأة ومعها أزمة النص أيضًا، فيقرر تغيير ديانته، ويشهر إسلامه للزواج من نبيلة، ويبدأ اللوم، وأشياء أخرى، غضب جامح تصبه عليه حتى الخادمة الفضولية في مشهد دال.
في أنشودة الخريف وفي دوامات الحنين وفي أعمال أخرى ستجد حضورًا موازيا لما يسمى بنية الإخفاق. حيث هيمنة مفردات ورموز محبطة على واقع الشخصيات، ويظهر هذا كثيرًا لدى فاطمة التي تعود من أمريكا في حال من الاغتراب والإحباط، وهكذا نجد عماد يعاني اغترابًا ذاتيًا، ويصبح التوحد بينهما طريقًا للخلاص من المعاناة الفردية.